lectures

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

khabar300515

الخبر: 


 • تحرير أريحا بعد جسر الشغور ومدينة إدلب.

• أمير جبهة النصرة يشدد على أن الجبهة ترفض تماما تلقي أي دعم، لأنها تعلم جيدا أنه لا يوجد دعم غير مشروط. وقال "ننفق من الغنائم التي نأخذها من النظام. وأرض الشام أرض غنية ولسنا بحاجة لمن يتصدق علينا"، مؤكدا أن الجبهة لا تفتح المجال لتلقي الدعم ولا تقبل أن يعرض عليها من الأساس، لحرصها على أن تكون حرة في القرار والإرادة. (المصدر: وكالات).

التعليق: 


 تنامى وعي الأمة على ما عرضه حزب التحرير في ثورة الشام وخاصة حملته التي أطلقها بقوة قبل عامين والتي أحدثت تغييراً في مواقف الكثير من الجماعات المقاتلة في الثورة حول حرمة الاستعانة بالكفار وضرورة نبذ المال المشبوه والسلاح المشروط والابتعاد عن اللقاءات والحوارات السياسية التي تنصبها أمريكا فخاخاً للثوار، وأن أي لقاء مع أي سياسي أو أمني من الخارج يحمل في طياته تنازلاً لهم وابتعاداً عما يرضي الله تعالى.

بل لقد أوجدنا بذلك أبجدية جديدة للثورات ولجذبها إلى طريق الانتصارات التي ترضي الله تعالى، وهي أن لا طريق للنصر إلا بالالتزام بالأحكام الشرعية وبرفع راية العقاب تعبيراً عن هذا. فلما التف الناس حول هذه الأبجدية وتلك الراية وتبنوها وأصبحت بديهيات عند الأمة، تحولت لمقياس لها تعرف بها المخلص من الخائن والصادق من الكاذب، فاحتضنت الفئة المخلصة التي تلتزم بما تريده الأمة، ونبذت الآخرين الذين يتبعون أمريكا وما تريده للثورة ولأهل الشام وللمسلمين أمثال الائتلاف والحكومة المؤقتة ومجالس علماء ليسوا بربانيين وجبهات تشكلت ولم تسمن أو تُغنِ من جوع، وهيئات تسمّت بالشرعية وهي لا تلتزم بالشرع، وجيوش وصفت نفسها بالإسلامية وهي لم تطبقه بعد، بل أعلنت أن شعاراتها الإسلامية إنما أطلقتها للاستهلاك المحلي! ففقدت هذه الأخيرة ثقة الأمة بها وانفض المخلصون عنها، وننتظر ثورة الشام الكاشفة الفاضحة لتتخذ موقفها.

لقد صار هذا الأمر نبراساً للأمة تحمله ثورة أعلنت بوضوح انحيازها التام لله ولرسوله ولتطبيق شرعه في دولة حددها ووصفها المبدأ الإسلامي بدقة، فمن يريد أن تحتضنه الأمة فلا سبيل له إلا أن يلتزم بإرادتها وإلا فإنه سيفقد أعظم قوة قد تمتلكها مجموعة ما على الأرض ألا وهي الحاضنة الشعبية. من هذا كانت تصريحات قادة الكتائب المقاتلة تأتي متسارعة بتبرؤها من الدول الداعمة سواء الغرب أم حكام المسلمين. فلا غرابة في ذلك لأنه يأتي منضبطاً بتطورات الوعي العام الذي يتنامى عند الأمة بعد الضربات الكبيرة التي تعرضت لها منذ سقوط خلافتها إلى مصيبتها في فلسطين ثم نكبتها في العراق وما تلاها من مؤامرات على بلاد الثورات التي نرى بوضوح أن ما يجري فيها كله هدفه إجهاض التغيير الجذري الذي تهدف إليه الأمة.

إن ثورة الشام التي عرفت الخونة فيها بسيماهم فنبذتهم وأخرجتهم وتسير بعناية الرحمن نراها كالكير تنفي خبثها وينصع طيبها بإذن الله، لقد قلبت الموازين بثباتها على دينها وبتطلعها لإعادة دولتها التي أسسها رسولها في المدينة إلى الحياة، وحيرت العالم المتكالب عليها، فلم ينفع معها حوارات سياسية ولا ضربات جوية ولا حتى حصار أو تجويع أو قتل أو قلع! لهذا نرى حيرة العالم معها فتارة يدعونها لجنيف جديد وتارة لموسكو قديم وأخرى لحوارات غريبة عجيبة كاجتماع في الرياض وآخر في قطر وثالث في القاهرة.. والقائمة تطول بالتأكيد.

ومما لا شك فيه أن المسلمين قد استبشروا بالفتح الذي أجراه الله تعالى على أيادٍ متوضئة من أبناء الأمة وبرهنوا فيه أن إخلاص العمل لله يُنتج، وأن الله وحده هو الناصر، وما محاولات تصوير هذه الانتصارات على أنها أتت بتوجيه من تركيا أو السعودية إلا من أجل حرف الفتح وإيقافه من خلال التشكيك فيه وفي نواياه.

وصدق الله تعالى حين يقول: ﴿لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ * لَقَدِ ابْتَغَوُا الْفِتْنَةَ مِنْ قَبْلُ وَقَلَّبُوا لَكَ الْأُمُورَ حَتَّى جَاءَ الْحَقُّ وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَارِهُونَ * وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلَا تَفْتِنِّي أَلَا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ * إِنْ تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ يَقُولُوا قَدْ أَخَذْنَا أَمْرَنَا مِنْ قَبْلُ وَيَتَوَلَّوْا وَهُمْ فَرِحُونَ * قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ * قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَنْ يُصِيبَكُمُ اللَّهُ بِعَذَابٍ مِنْ عِنْدِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُمْ مُتَرَبِّصُونَ * قُلْ أَنْفِقُوا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا لَنْ يُتَقَبَّلَ مِنْكُمْ إِنَّكُمْ كُنْتُمْ قَوْمًا فَاسِقِينَ * وَمَا مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلَا يَأْتُونَ الصَّلَاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسَالَى وَلَا يُنْفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ كَارِهُونَ﴾.

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المهندس هشام البابا
عضو المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

12 من شـعبان 1436
الموافق 2015/05/30م
المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/info/index.php/contents/entry_47758