lectures

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

khabar050715

الخبر:


 أظهر تقرير صادر عن منظمتي "اليونيسيف" و"أنقذوا الطفولة" أن عمالة الأطفال السوريين داخل سوريا وفي دول الجوار ترتفع بشكل مطرد، مما يشكل قلقا كبيرا لدى المنظمتين اللتين طالبتا الشركاء والمجتمع الدولي إلى العمل سريعا على عكس هذه الظاهرة. ويقول التقرير الذي صدر تحت عنوان "أياد صغيرة، أعباء ثقيلة - كيف يدفع الصراع السوري بمزيد من الأطفال إلى العمالة"، إن الأطفال داخل سوريا يساهمون الآن في دخل الأسرة في أكثر من ثلاثة أرباع الأسر التي شملتها الدراسة.

وفي الأردن، حوالي نصف الأطفال السوريين هم المعيلون الوحيدون أو المشتركون للعائلة. أما في بعض أجزاء من لبنان، فأفيد بأن أطفالا صغارا بعمر الست سنوات ينخرطون في سوق العمل، ويشير التقرير إلى أن الفئات الأكثر ضعفا من الأطفال العاملين هم المتورطون في النزاعات المسلحة، والاستغلال الجنسي والأنشطة غير المشروعة بما في ذلك التسول والاتجار بالأطفال. (إذاعة الأمم المتحدة)

التعليق:


 إن خروج أطفال سوريا إلى سوق العمل لم يكن اختياريا، بل هو نتيجة ظروف قاسية وضعهم فيها أعتى الأنظمة الإجرامية على وجه الأرض، حيث أذاقهم وأسرهم أقسى أنواع الأذى والتعذيب والمعاناة على مدار السنوات الأربع الماضية، وجعلهم يرزحون تحت نير الفقر والعوز والحاجة وفقدان المعيل، فبحسب التقرير فإن "أربعة من كل خمسة أطفال سوريين يعانون الفقر"، كما أنَّ هناك نسبةً كبيرة من الأطفال فقَدوا أحد والدَيهم أو كليهما في مناطق النزاع نتيجةَ الاقتِتال والقصف العشوائي، ومنهم مَن قضى تعذيبًا، أو قنصًا أو جوعًا، أو في مجزرة أو بالكيماوي، أو تجمدا من البرد القارس، وبحسب التقرير فإن هناك 2.7 مليون طفل سوري خارج المدارس وهو رقم فاقمه عدد الأطفال المجبرين على الانخراط في سوق العمل.

لقد أفقدت الحرب في سوريا الأطفال طفولتهم، وحملتهم أعباء فوق طاقتهم، فهم ليسوا كباقي الأطفال في العالم يلهون بألعابهم ومع أقرانهم، ويذهبون لمدارسهم، وتتوفر لهم احتياجاتهم، وينعمون بحياة آمنة مع ذويهم في بيوتهم، بل إنهم يقومون بدور المعيل لأسرهم، فالأطفال داخل سوريا يساهمون في دخل الأسرة في أكثر من ثلاثة أرباع الأسر التي شملتها الدراسة، وفي الأردن فإن حوالي نصف الأطفال السوريين اللاجئين هم المعيلون الوحيدون أو المشتركون للعائلة، ويعمل هؤلاء الأطفال لمدة تزيد على 8 ساعات يومياً، وغالباً ما يعملون تحت ظروف في غاية الخطورة أو في بيئة غير صحية، وبحسب التقرير فإن ثلاثة من بين كل أربعة أطفال عاملين، من الذين شملهم مسح أجري في مخيم الزعتري للاجئين في الأردن يعانون من مشاكل صحية، بينما تعرض 22% من الأطفال العاملين في القطاع الزراعي في المفرق ووادي الأردن لإصابات خلال العمل. والأدهى والأمر أنه يتم استغلال الأوضاع المأساوية لهؤلاء الأطفال، فيتم تجنيد بعضهم من قبل بعض الجماعات المسلحة، أو يتم تشغيلهم في الدعارة والتسول.

إن معاناة هؤلاء الأطفال وذويهم تكشف مدى تآمر حكام المسلمين على أهل الشام وثورتهم، فإغاثة لاجئي سوريا المسلمين واجب على أهل دول الجوار وعلى كل قادر على ذلك من المسلمين، وإن الواجب أن يحلوا في هذه البلدان كأي فرد من رعاياها وأن يتم إيواؤهم كما آوى الأنصار المهاجرين، فهم أمة واحدة وأخوة في الدين علاوة على صلات القربى والجوار، لكن حكام هذه الدول الأتباع قد تآمروا على اللاجئين، فعزلوهم في مخيمات مأساوية وأذاقوهم أصناف المرارة والقسوة حتى فضل بعضهم الموت بنيران النظام على البقاء في مخيمات الموت البطيء كمخيم الزعتري في الأردن.

إن الحل الجذري لإنهاء معاناة هؤلاء الأطفال، لا يكون من خلال توفير مزيد من التمويل للمبادرات المُدرّة للدخل، وتوفير التعليم الجيد والآمن لجميع الأطفال المتأثرين بالأزمة، كما يطالب التقرير، بل يكون بالتخلص ممن تسبب في هذه المعاناة وجعلهم يحيون حياة الضنك والشقاء، ودفعهم للعمل لتوفير لقمة العيش لهم ولعائلاتهم، أي أن الحل يكون بإقامة الخلافة على منهاج النبوة على أنقاض الأنظمة القائمة في بلاد المسلمين، والتي تتآمر عليهم وعلى ثورتهم، وتنفذ مخططات أمريكا والغرب الكافر في المنطقة، فإلى العمل لإقامتها ندعوكم أيها المسلمون، فهل أنتم ملبون؟

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾

 كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أختكم: براءة مناصرة

18 من رمــضان 1436
الموافق 2015/07/05م
المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/info/index.php/contents/entry_48975