lectures

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

khabar120715

الخبر:


 الجزيرة: فجَّر إقرار وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر بأن القوات الأمريكية لم تدرب سوى ستين مقاتلا سوريا لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية جدلا كبيرا في أوساط الباحثين داخل الولايات المتحدة وخارجها مما زاد من حدة النقاش بشأن نجاعة استراتيجية الرئيس باراك أوباما ضد تنظيم الدولة.

وقد علق مستشار الجيش السوري الحر أسامة أبو زيد على الخطة الأمريكية بقوله "إن برنامج التدريب الأمريكي فاشل ولا يوجد في سوريا من سيحاربُ تنظيم الدولة ويتركُ الأسد"..

التعليق:


 كانت أمريكا تذر الرماد في العيون وهي تحاول إظهار أن لديها خططا للوضع السوري، وقد بدأت خطط تدريب المعارضة منذ حزيران 2013، وقد كانت التقارير في شهر تشرين الثاني/نوفمبر من العام 2014 تقول بأنها تدرب أربعمائة مقاتل شهريا، وكان أوباما قد طلب من الكونغرس تخصيص نصف مليار دولار لتدريب المعارضة في شهر حزيران/يونيو 2014.

والحقيقة أن أمريكا قد دربت مقاتلين كثراً في الأردن، لا لقتال الأسد، وإنما لشق صفوف المعارضة، وضرب بعضها ببعض وكان هذا في منتصف 2013، ولا بد من استعراض سريع للخطط الأمريكية لنرى لماذا لم تمض أمريكا في تدريب المعارضة المعتدلة لقتال تنظيم الدولة.

لا شك أن أمريكا وهي ترى اندفاع المسلمين الجاد في الشام نحو الإسلام، وهي ترى شعاراتهم في مظاهراتهم، وانتصارهم في معاركهم ضد عميلها الأسد، وهي ترى انفراط عقد حفاظها على مصالحها الاستراتيجية في الشام، وهي ترى هذا كله، حاولت مرات ومرات أن تسير بالثورة نحو مسار يبعدها عن إطارها الإسلامي، ويبعدها عن توجهها نحو إعتاق الشام من ربقة التبعية لأمريكا، ويبعدها عن السير في ركب أن تكون نواة لدولة الخلافة الإسلامية،

حاولت عبر إعطاء عميلها الأسد الفرصة تلو الفرصة، ليبطش بالثورة بل وبالناس، وأطلقت يده ليتبع سياسة الأرض المحروقة، فقصف وقتل وأطلق الصواريخ على المدن، والقرى والحارات والبيوت، وألقى على البيوت المتفجرات وبراميل البارود، وقصفها بالطائرات الحربية، وبالكيميائي، وكل هذا لم يثن أهل الشام عن سلوكهم طريق العزة، وقتالهم واستبسالهم في حربه.

وحاولت إيجاد بديل لهذه الثورة يصرفها عن هويتها الإسلامية، ويضمن تبعية الشام ما بعد الأسد لأمريكا، فكان الائتلاف الوطني محاولة بائسة من أمريكا لم تجد له ما يؤيد شرعيته ولا من يعطيه قيادة المسلمين في سوريا، ومَقَتَه الناس بعد أن غرد خارج السرب، وظهر للقاصي والداني أنه محاولة أمريكية لجر ركب الثورة وما بعدها للحظيرة الأمريكية.

ثم رأينا تدريبات لمقاتلين تمت على الأراضي الأردنية، وتجهيزهم ليلحقوا بصفوف المقاومة المجاهدة ليقوموا بمهمة شق صفوفها، وزرع فتنة الاقتتال الداخلي فيما بين قواته وجبهاته،

فقد كشف عسكريون أردنيون، السبت، 22 حزيران/يونيو 2013 عن توسيع نطاق برنامج الجيش الأمريكي لتدريب قوات المعارضة السورية في الأردن الذي بدأ منذ العام 2012 على نحو كبير خلال تلك الفترة.

وفي هذا الصدد أشار العسكريون الأردنيون إلى أن الجيش الأمريكي يعتزم تدريب أكثر من 5 الآف مقاتل تابع لـ«الجيش السوري الحر».

وكشفت صحيفة «لوس أنجلوس تايمز» الأمريكية في تقريرها، الجمعة، 21 حزيران/يونيو 2013 بأن وكالة الاستخبارات الأمريكية تقوم بتدريب قوات المعارضة السورية منذ أشهر.

وقد ذكرت صحيفة LE FIGARO الفرنسية - عبر موقعها الإلكتروني - أن القوات الخاصة الأمريكية، تقوم بتدريب عناصر بالجيش السوري الحر، والذين يتوجهون إلى الأردن، وذلك نقلاً عن مصدر عسكري فرنسي بالشرق الأوسط.

وأضاف المصدر قائلاً: "إن القوات الأمريكية، تقوم بالتدريب، والإشراف على الثوار السوريين، وكذلك توجيههم وإسداء النصائح إليهم منذ نهاية العام الماضي"، ويتم هذا التدريب في مركز عمليات تدريب الملك عبد الله بشمال العاصمة عمان".

ورأينا ثمرة ذلك بإشغال المقاومة بالقتال الداخلي فترة طويلة حتى أذن الله بتأليف قلوبهم تحت جيش الفتح، وصنعوا العجائب في ظرف وقت قصير، فالآن تبين لأمريكا أن هذه الخطة وإن نجحت زمنا وأطالت عمر النظام، فإنها لا تصلح على المدى الطويل،

ومع ذلك، فلم تفرغ ساحة النزاع الداخلي، فقد خرج تنظيم الدولة من جديد لينازع ويؤخر بلوغ المأمول، فلعلي أقول بأن الخرق اتسع على الراتق بالنسبة لأمريكا، فلم تجد الآن ورقة رابحة تستطيع استعمالها، وإنما هي تتبع سياسة الأرض المحروقة في المنطقة كلها، لعلمها بأن المنطقة آيلة للخروج من يدها إلى غير رجعة بإذن الله تعالى، ولعلمها بأن خروجها لا يكون إلا بأن تقوم خلافة راشدة على منهاج النبوة.

﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ﴾

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
ثائر سلامة - أبو مالك

25 من رمــضان 1436
الموافق 2015/07/12م
المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/info/index.php/contents/entry_49224