lectures

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

khabar1307151

الخبر:


 ألقى حسن نصر الله زعيم "حزب الله" كلمة في مناسبة «يوم القدس العالمي» (الجمعة 2015/07/10) أطلق فيها عدة مواقف، منها قوله إن "طريق القدس يمر في دمشق والقلمون ودرعا والسويداء وغيرها من المدن في سوريا، لأنه إذا سقطت سوريا سقطت فلسطين». كما تأسف في كلمته لأن «القادة الصهاينة لم يجدوا في أمة المليار ونصف المليار مسلم، أي تهديد لكيانهم، كما لم يجدوا في أنظمة وجيوش وأسلحة الجو والمدرعات والصواريخ لهذا المليار ونصف المليار مسلم، أي تهديد».


التعليق:


 لا زال نصر الله مصرا على دفن رأسه في رمال الإنكار والتعالي على الحقائق الصادمة لما يطرحه من حجج وذرائع يبرر فيها موقفه المخزي لمشاركته سفاح دمشق في إجرامه المتمادي ضد أهل سوريا الذين انتفضوا ضد الطغيان والظلم الممنهج الذي مارسه النظام الأمريكي في دمشق سواء في عهد المقبور حافظ الأسد أو في عهد ابنه، تحت سمع وبصر وحماية رأس الكفر أمريكا.

فنصر الله يروج للكذبة المشهورة لما يسمى محور الممانعة، ويزعم أن النظام الإيراني هو القلعة الوحيدة المتبقية في وجه كيان يهود، ونحن كنا ولا زلنا نتمنى أن يصدق كلام نصر الله هذا لولا أن الوقائع تكذبه وتفضحه: فإيران، التي سبق لكبار ضباطها أن صرحوا أكثر من مرة أنهم قادرون على إزالة كيان يهود خلال 24 ساعة من صدور الأمر من القائد الأعلى بذلك، لا زالت صامتة صمت القبور عن احتلال يهود لأرض الإسراء والمعراج وأولى قبلتي المسلمين، بينما هي تلقي بكل ثقلها في قمع الانتفاضة "الحسينية" لأبطال سوريا الذين انطلقوا من المساجد هادرين "هي لله هي لله" و"قائدنا للأبد سيدنا محمد" و"الشعب يريد خلافة من جديد". فتحت شعار "طريق فلسطين يمر عبر دمشق والقلمون ودرعا وحمص" يستبيح نصر الله دماء الأطفال والنساء والشيوخ تحت مطرق البراميل المتفجرة والمدفعية وصواريخ سكود بل والسلاح الكيماوي. أما حين يشن كيان يهود الهجمات على المواقع العسكرية في سوريا فإن الرد المدوي هو "الاحتفاظ بحق الرد".

والمضحك المبكي في كلام نصر الله تأسّفه على أن يهود آمنون من بطش جيوش المسلمين، والذي يسمعه يخيل له أن صواريخ ما بعد بعد حيفا التي يملكها قد ضربت تل أبيب وحيفا ويافا، بينما الوقائع تنطق أن صواريخه وشريكه في الإجرام بشار الأسد والبراميل المتفجرة لم تتوقف عن دك مدن سوريا فوق رؤوس أهلها!! فكيف يفسر نصر الله سياسة النظام السوري حليفه وشريكه في الإجرام الذي لم يدع وسيلة للقتل والبطش إلا واستخدمها ضد أهل سوريا بينما لم يحرك ساكنا تجاه يهود؟

أما الرد الإيراني "المزلزل" ليهود فهو عبارة عن مسيرة ومظاهرة تتاجر بالقدس، فيما يسمى بيوم القدس وهو آخر جمعة من كل رمضان، متاجرة رخيصة تفضح حقيقة خيانة النظام الإيراني.

ونصر الله يدرك جيدا، كما يدرك العالم كله، أن أمريكا اخترعت كذبة امتلاك صدام حسين لأسلحة الدمار الشامل لتبرر احتلالها للعراق، وتدميرها للعراق بمشاركة إيرانية فعالة ستبقى سبة عار في جبين النظام الإيراني وأتباعه على مدى الدهر. فهل له أن يجيب على التساؤل: لماذا احتلت أمريكا العراق وصمتت (منذ 1990) عن تنامي القوة الإيرانية؟؟ بل حتى منعت كيان يهود من شن أي هجوم على المنشآت النووية الإيرانية، مفسحة المجال لتعظيم الخطر الإيراني، لتتخذه فزاعة لتهدد دول الخليج به، ثم حجة وذريعة لإمضاء صفقة القرن الكبرى، في الملف النووي، لجعل إيران شرطي المنطقة المدلل عند أمريكا!!

نشك أن نصر الله سيواجه الحقائق والوقائع فيتراجع عن مشاركته لطاغية الشام في جرائمه، ولكننا ندعو كل من كان لديه ذرة من رشد أو إنصاف أو كان طالبا للحق من أنصاره أن يعودوا إلى رشدهم فيأخذوا على أيدي الزعماء الذين يوردونهم مورد الهلاك، كما ندعو كل مسلم صادق غيور على حرمات الله أن يعمل لهدم هذه الحكومات والنظم، في إيران وسائر بلاد المسلمين، التي ترتكب أفظع الجرائم بحق المسلمين، وأول ذلك مهادنتها للاستعمار الغربي وتعطيلها لشرع الله الذي يفرض وحدة المسلمين وراء الإمام الجامع الذي يلم شملهم ويذود عن دمائهم وأموالهم وأعراضهم. ولا ينفع نصر الله تبريره لحربه في الشام بالحرب المجرمة التي تقوم بها السعودية في اليمن، فكله سواء في ميزان الشرع، وكل هذا القتل والقتال باطل لم ينطلق لإعلاء كلمة الله.

﴿إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَذِكْرَىٰ لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ﴾

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عثمان بخاش
مدير المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

26 من رمــضان 1436
الموافق 2015/07/13م
المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/info/index.php/contents/entry_49296