lectures

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

khabar180715

 


الخبر:


 العربية.نت - قال الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، إنه يعتقد بأن الروس بدأوا يشعرون بأن نظام الأسد يفقد سيطرته على مساحات كبيرة من المناطق داخل سوريا، لحساب تنظيمات متطرفة كـ"داعش" وجبهة النصرة.

وكشف أوباما في حوار أجراه مع صحيفة "نيويورك تايمز"، أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، اتصل به قبل أسبوعين، وقد استهل حديثه بالتطرق إلى النزاع في سوريا. واستشف أوباما من كلامه أن هناك شعورا لدى الإدارة الروسية بأنه على الرغم من كون آفاق هزيمة وإطاحة التنظيمات المتشددة بالنظام السوري لا تبدو وشيكة، إلا أنها أصبحت تشكل تهديدا يتعاظم يوما بعد يوم، ما اعتبره أوباما فرصة سانحة أمام الإدارة الأمريكية لإجراء محادثات جادة مع موسكو بشأن الأزمة السورية.

وأشار أوباما أيضا خلال حديثه إلى أنه أكد للإدارة الروسية أن النظام السوري يفقد شرعيته أكثر فأكثر كلما أمعن في قتل شعبه، وهذا ما يعطي دعما للتنظيمات المتطرفة.

وقال: "سواء شهدنا تغيرا كبيرا في الموقف الروسي أو مجرد خطوات صغيرة، هناك باعتقادي انفتاح روسي حيال الأزمة السورية".

التعليق:


 الموقف الروسي لما يجري في الشام، ومنذ بدء الثورة المباركة، كان ولا زال مؤيدا للنظام الغاشم، ومعلنا ذلك دون استحياء، بل حتى إن روسيا شاركت بالدعم اللوجستي وإرسال شحنات من العتاد والخبراء العسكريين والأمنيين دعما للنظام وتثبيتا له، أما سياسيا فقد قامت بأعمال كثيرة ومتعددة دولية وإقليمية، منها على سبيل المثال لا الحصر عرقلة أي مشروع (أممي) يدين النظام السوري من خلال استخدامها لحق النقض الفيتو داخل أروقة مجلس الأمن، ولو كان المشروع مجرد حبر على ورق.

أي أنه لم يكن هنالك حاجة لكثير عناء لمعرفة حقيقة الموقف الروسي وأسباب تخوف روسيا من سقوط قلعة العلمانية في الشام واستبدال نظام الخلافة بها وعلى أنقاضها، سيما وأن أواسط آسيا المتصلة جغرافيا بالشام عبر أراضي آسيا الصغرى (تركيا) بشعوبها الإسلامية تتحرق شوقا للعودة لأحضان أمتها الإسلامية تحت ظل خليفة راشد.

أما الإمعان ومحاولة فهم الموقف السياسي الحقيقي للدول الكبرى الأخرى من ثورة الشام والنظام المجرم، فكان لازما للموقف الأمريكي تحديدا، لا سيما في مرحلة بدء الثورة المباركة، واختلاط فهم الناس حينها حول موقف أمريكا من النظام ومن الثورة، خاصة وأن أمريكا استخدمت من التضليل السياسي ما استطاعت لتحوك المؤامرات التي تمنع كشف حقيقة هيمنتها على القيادة السياسية في دمشق منذ عقود، وأن بشار الأسد والمقبور حافظ ليسا سوى نواطير لأمريكا في الشام وحماة ديار لكيان يهود المسخ.

وقد كان من أبرز ما استخدمته أمريكا من تضليل، هو تمترسها خلف الموقف الروسي واستخدامه شماعة يبرر ادعاءها بالعجز عن المشاركة بإسقاط النظام، فكان للفيتو الروسي على أي قرار ضد نظام دمشق وقعٌ طيبٌ على الإدارة الأمريكية قد يتعدى وقعه على الكريملين نفسه، فروسيا تحفظ بذلك وبشكل غير مباشر عميل أمريكا بشار من أي محاسبة أو ملاحقة أو أي ضغط سياسي أو غيره، ليتسنى لأمريكا فرصة إيجاد البديل وتطبيق حلها السياسي المستند على مؤتمر جنيف وتفاهماته.

وبالطبع فالموقف الروسي في هذا الملف جاء متناغما مع مصلحة أمريكا، وقد أحسنت أمريكا استغلاله على أكمل وجه، إلا أن العمل السياسي الدؤوب وأعمال الكشف السياسي الفذ الذي يقوم به ويقدمه حزب التحرير للأمة كان له الدور الأكبر في فضح أمريكا وكشفها وكشف عملائها سواء في دمشق أو طهران أو أتباعهم من المرتزقة في لبنان والعراق، وأن أمريكا جعلت من الموقف الروسي صخرة تتمترس خلفها لتخفي بذلك حقدها على أهل الشام وتصميمها على دعم النظام حتى ينضج البديل الخائن السائر على دربه.

إن ثورة الشام لا زالت تحمل في طياتها أسباب نجاحها وقدرتها بأن تكون ثورة عالمية تعد بغدٍ مشرق، ليس لأهل الشام فقط، بل لأمة الإسلام وأمم الأرض جمعاء، ثورة تخرج الناس من ظلم الغرب وأمريكا ورأسماليتها المتوحشة، تخرجهم إلى عدل الإسلام وسعته، ثورة يتحطم على صخرتها النظام الدولي وهيكليته المشؤومة، ويتشكل نظامٌ دوليٌ ربانيٌ يرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض.

نسأل الله ربنا تبارك وتعالى أن يكرمنا قريبا ببيعة هدى يبزغ نورها من قلب الشام لتنير آفاق القارات الخمس.

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
علاء الدين أبو باسل - فلسطين

02 من شوال 1436
الموافق 2015/07/18م
المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/info/index.php/contents/entry_49458