lectures

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

khabar2807151

الخبر:‏


 تحدثت وكالات الأنباء عن قيام تركيا بحشود على الحدود مع سوريا وإمكانية تدخلها فيها، وعزمها إقامة ‏مناطق آمنة هناك، وأن هناك خلافات بينها وبين أمريكا في هذه المواضيع وأن أردوغان لا يتحدث مع الرئيس ‏الأمريكي منذ أشهر. ومن ثم قامت الطائرات التركية بضرب مواقع لتنظيم الدولة في سوريا لأول مرة. فبدأت ‏التساؤلات تدور على ألسنة الناس عما يحدث ويطلبون تفسيرا لها.‏


التعليق:‏


 وإليكم التفسير حسب ما صدر من المسؤولين في تركيا:‏

‏1-‏ ‏ قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مساء يوم 2015/07/21: "في الماضي كنت أتصل مع ‏الرئيس أوباما مباشرة. ولأنني لا أتوقع الحصول على النتائج بشأن سوريا، فإن وزيري خارجيتنا يتحدثان الآن ‏مع بعضهما". وأضاف: "تحدثت مع نائب الرئيس جو بايدن، أنا أتصل به وهو يتصل بي". وقال: "أتوقع ‏العدالة من هذه العملية، لا أستطيع أن أتخيل أمرا كهذا من الذين يعدون أنفسهم أبطال العدالة". فالرئيس التركي ‏يشعر بإحباط لأن الرئيس الأمريكي لم يوافق له على طلبه، مما يعني أنه لا يستطيع أن ينفذ ما يريد، فإرادته ‏مرهونة بالإرادة الأمريكية. ولم يستطع أن يترك أمريكا لأنها هي صاحبة النفوذ في تركيا وقد جاء بفضلها وثبت ‏في الحكم بفضلها ويعرف أنه إذا خالفها لا يلبث إلا عشية أو ضحاها. ولهذا رجح الاتصال بنائب الرئيس ‏الأمريكي، وترك وزير خارجيته على اتصال بنظيره الأمريكي. وفي الوقت نفسه يطلب تحقيق العدالة للشعب ‏السوري من أمريكا التي تفتك بهذا الشعب إما مباشرة بذريعة محاربة تنظيم الدولة وإما غير مباشرة عن طريق ‏عميلتها إيران وحزبها في لبنان وسكوتها عن جرائم عميلها بشار. ويلوم أمريكا على موقفها هذا وهي التي ‏تدعي أنها بطل العدالة، وكأنه لا يدرك لماذا تفعل أمريكا ذلك.‏

‏2-‏ ‏ ولكن الرئيس الأمريكي أوباما اتصل بالرئيس التركي يوم 2015/07/22 هاتفيا "معربا عن تعازيه ‏للقتلى الذين سقطوا في الأحداث الأخيرة بتركيا وتحدثا عن وقوف بلديهما ضد جميع أنواع الإرهاب وأكدا على ‏تعزيز التعاون المستمر في الكفاح ضد تنظيم داعش، إضافة إلى المساعي المشتركة لضمان الأمن والاستقرار ‏في العراق والتوصل إلى حل سياسي في سوريا. وتناولا موضوع التعاون من أجل الحد من عبور المقاتلين ‏الأجانب وضمان الأمن في الحدود التركية مع سوريا، وأكد أوباما أن بلاده تولي أهمية كبيرة للأمن القومي ‏لتركيا، وأكدا على أنهما سيواصلان التعاون الوثيق في المواضيع الإقليمية". ويظهر أن أردوغان ابتهج بهذه ‏المكالمة فصار يردد أنه تحدث معه الرئيس الأمريكي وبحث معه كذا وكذا كما ورد في الخبر، فردد ذلك يوم ‏‏2015/7/24 بعد صلاة الجمعة في مسجد فاتح أورماني باسطنبول أمام الصحفيين عندما التف حوله الناس. مما ‏يدل على أن مكالمة هاتفية من الرئيس الأمريكي تكفيه لطمأنته على أن أمريكا راضية عنه وأن هناك أملا في ‏أن تستجيب له، ولكنها لم تستجب، بل أكدت له على تعزيز التعاون ضد تنظيم الدولة وتأمين الاستقرار في ‏العراق والحد من عبور المقاتلين إلى سوريا، والحل السياسي في سوريا الذي يعني بقاء النظام السوري. ولكن ما ‏تريده تركيا من موضوع التدخل في سوريا الذي تنادي له منذ أربع سنوات حتى تتخلص من تداعيات الوضع ‏في سوريا ولا يمس نظامها ومن ثم إقامة مناطق آمنة للمهجرين هذا لم توافق له أمريكا عليه حتى الآن.‏

‏3-‏ ‏ وبعد هذه المكالمة الهاتفية تحركت تركيا وضربت مواقع لتنظيم الدولة في سوريا لأول مرة. وعقب ‏ذلك صرح نائب رئيس الوزراء بولند أرنج قائلا: "تم الوفاق بالإجماع (بين تركيا وأمريكا) بشأن هذا الموضوع ‏‏(محاربة تنظيم الدولة) والذي لا أستطيع الإفصاح التام عن مضمونه، فقد تم التوصل إلى اتفاق في الرأي والعمل ‏المشترك بشأن العمليات المشتركة التي ستنفذ بعد الآن، وضمن هذا الإطار جرى طرح قرار لمجلس الوزراء ‏على توقيع أعضاء المجلس". فما وافقت عليه أمريكا وهو ما تطلبه من تركيا ومن جميع الدول هو اشتراكها في ‏حربها ضد تنظيم الدولة الذي تتخذه ذريعة للتدخل الأمريكي في سوريا لإجهاض مشروع الثورة وهو إقامة ‏الخلافة الراشدة وإرغام أهل سوريا على الاستسلام والقبول بالحلول الأمريكية وهي المحافظة على النظام ‏العلماني وعلى كيان الدولة ومؤسساتها الأمنية التي يسيطر عليها النصيريون الذين تُولي أمريكا أهمية لحمايتهم ‏كما ذكر الرئيس الأمريكي في خطاب سابق.‏

‏4-‏ ‏ وذكر أنه يتردد في الكواليس بأن تركيا أشعلت الضوء الأخضر أمام استخدام أمريكا لقاعدة إنجرليك ‏الجوية مقابل موافقة الأخيرة على قيام تركيا بتشكيل منطقة آمنة واتخاذ التدابير المختلفة في حال حصول تطور ‏في المنطقة الحدودية التي أعلنتها خطا أحمرا بالنسبة لها". إلا أن تركيا لم تتمكن من إقامة هذه المناطق لعدم ‏وجود موافقة أمريكية حتى الآن، ولذلك قال وزير خارجية تركيا مولود جاوش أوغلو يوم 2015/7/25 "إن ‏الضربات الجوية التي تشنها تركيا ضد تنظيم الدولة في سوريا ستمهد الطريق لإنشاء مناطق آمنة هناك.. أيدنا ‏دائما وجود مناطق آمنة ومناطق حظر للطيران في سوريا، تسمح بإعادة إسكان النازحين من مناطقهم فيها". ‏وأكد أن "تركيا ستفتح قاعدة إنجرليك قريبا أمام قوات التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة". أي أنه يريد أن يقول ‏إن تركيا تلبي طلبات أمريكا بشن الهجمات داخل سوريا لتمهد للموافقة الأمريكية التي لم تأت بعد، وإنها ‏ستوافق على استخدام أمريكا لقاعدتها الجوية في إنجرليك حتى تحصل على الموافقة الأمريكية.‏

فكل ذلك يؤكد أن الإرادة التركية مرهونة بالإرادة الأمريكية ولا تستطيع أن تخرج عنها، لأن نظام ‏أردوغان ربط مصيره بأمريكا، فيستمد منها العون والقوة والحماية حتى يحافظ على بقائه. فلا يعتمد على سلطان ‏الأمة ويستمد القوة والحماية منها بسبب أنه استند في تأسيس حزبه إلى الواقع الموجود وفكر الدولة القائمة في ‏تركيا وعلى تعهده بالمحافظة على العلمانية والجمهورية والارتباط بالمواثيق والمعاهدات الدولية، واعتمد في ‏الوصول إلى الحكم على الدعم الأمريكي. فلم يؤسس حزبا على أساس فكر الأمة ويقوم بكسبها وتنظيمها لإقامة ‏حكم الإسلام حتى تنصره وتحميه وتوصله إلى الحكم فيصبح صاحب إرادة مستقلة يتحدى أمريكا وينفذ ما ‏يتوجب عليه من نصرة الإسلام والمسلمين وإعلاء كلمة الله رغم أنف الكافرين.‏

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أسعد منصور

12 من شوال 1436
الموافق 2015/07/28م
المصدر:
 http://www.hizb-ut-tahrir.info/info/index.php/contents/entry_49714