lectures

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

khabar220915


الخبر:


 أعلن المجلس الإسلامي السوري يوم الجمعة عن وثيقة المبادئ الخمسة للثورة، والتي وقعت عليها مؤسسات وشخصيات فاعلة في الثورة السورية.

ونصت وثيقة المبادئ الخمسة على قبول الحل السياسي في سوريا ضمن ثوابت خمسة وهي إسقاط بشار الأسد وتقديمه ومساعديه إلى المحاكمة العادلة، إضافة إلى تفكيك أجهزة القمع الاستخباراتية والعسكرية مع المحافظة على مؤسسات الدولة الأخرى.

وطالبت الوثيقة بخروج كافة القوى الأجنبية والطائفية والإرهابية ممثلة في الحرس الثوري الإيراني وحزب الله ومليشيا أبي الفضل العباس وتنظيم الدولة.

كما طالبت بالحفاظ على وحدة سوريا أرضا وشعبا واستقلالا وهوية شعبها، وكذلك رفضها المحاصصة السياسية والطائفية.

التعليق:


 لا شك أن هذه الوثيقة تشكل منعطفا خطيرا في مسيرة ثورة الشام المباركة من حيث مضمون الوثيقة ومن حيث الجهات الموقعة عليها من الهيئات والأحزاب والفصائل والشخصيات المختلفة، فأما مضمونها فبالرجوع إلى الوثيقة التي نشرها المجلس الإسلامي السوري نرى أنه جاء فيها "وإننا إذ نعتبر كل جهد يُقَّدم لإنقاذ سوريا جهداً مشكوراً، نرى أن تأجيل البتِّ في القضية الأساسية وهي رحيل الأسد وميليشياته، وبناء الدولة السورية الوطنية الواحدة المستقلة، مع عدم تقديم أي ضمانات جدية في هذا الإطار، لن يزيد المشكلة إلا تعقيداً، والجراح إلا عمقاً".

فالموقعون على الوثيقة يهدفون إلى بناء دولة سورية وطنية مستقلة، فمفهومهم للحل السياسي في سوريا ليس هو بناء دولة إسلامية تحكم شرع الله في جميع نواحي الحياة، بل هدفهم الانتقال إلى دولة علمانية وطنية مقبولة من الغرب الكافر، وهذا انزلاق خطير نحو التخلي عن الإسلام إرضاء للغرب وتنفيذا لمشاريعه الخبيثة في القضاء على ثورة الشام.

وأما الجهات الموقعة على الوثيقة فيبرز بوضوح محاولة المجلس شرعنة الوثيقة وتسويقها داخليا بحشد تأييد الكتائب المقاتلة والهيئات الشرعية لها. فمن أبرز الفصائل الموقعة عليها الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام، والجبهة الشامية، وجيش الإسلام، وجيش المجاهدين، وحركة تحرير حمص، وفيلق الرحمن، وفيلق الشام، وفيلق حمص، وقيادة الجيش الحر، وكتائب الصفوة الإسلامية، وكتائب ثوار الشام. وهي كتائب لها اسمها في الداخل السوري وكثير منها ينظر إليها أنها كتائب إسلامية تقول أنها تجاهد لتكون كلمة الله هي العليا!!

وأما الموقعون من الهيئات والمؤسسات الإسلامية فقد وقع العديد من الهيئات الشرعية المنتشرة في كافة المدن السورية بالإضافة إلى المجالس والمحاكم القضائية المختلفة في محاولة لإبراز الوثيقة على أنها مقبولة شرعا حيث يدرك الموقعون حب أهل الشام للإسلام وتمسكهم بدينهم فحاولوا زورا وبهتانا تسويق مبادئهم على أنها الخلاص للوصول إلى حل سياسي يغضب الله ويرضي الغرب الكافر.

وجاء في الوثيقة أيضا: "إن أي نهج يتبع في مفاوضات الحل السياسي لا يأخذ بعين الاعتبار تطلعات الشعب السوري، هو محاولة للالتفاف على أهداف السوريين، ويعتبر نتيجة لذلك عملاً عبثياً."

فأي مفاوضات هذه التي يتكلم عنها الموقعون ومع من يتفاوضون!!

هل يتفاوضون مع النظام المجرم القاتل مثلا من أجل انتقال سياسي يفضي إلى تشكيل حكومة تجمع بين أزلام النظام السابق - التي لم تتلطخ أيديهم بالدماء كما يزعمون - وأزلام النظام الجديد من العلمانيين من ائتلاف المعارضة العميل صنيعة أمريكا؟!

أم يفاوضون المجتمع الدولي الذي لم يأل جهدا في دعم نظام السفاح بشار وأعطاه المهل تلو المهل ليوغل في سفك الدماء الطاهرة في الشام؟!

ونصت الوثيقة كذلك على: "أن أي جهد في معالجة القضايا المهمة كإعادة الإعمار، ومكافحة الإرهاب، وتحقيق الأمن والسلم الأهليين، وإقامة النظام الدستوري، لا ينطلق من ثوابت شعبنا الكبرى لن يكتب له القبول عند السوريين"

من القضايا المهمة عند الموقعين مكافحة الإرهاب، وهذا مصطلح يراد منه محاربة كل من يعادي أمريكا ويريد تطبيق الإسلام وإقامة الخلافة على منهاج النبوة فإنه عندئذ يصنف كإرهابي شأنه شأن تنظيم الدولة التي نصت الوثيقة على وجوب طرده من سوريا!

وأيضا من القضايا المهمة عندهم "إقامة نظام دستوري" لكن أي دستور؟! لا شك أنه لا يمت للإسلام بصلة، كيف وكمٌّ هائل من الموقعين من شخصيات وهيئات وأحزاب هم علمانيون صراحة كميشيل كيلو وجورج صبرة وسهير الأتاسي وغيرهم كثير.

إن هذه الوثيقة خيانية بامتياز يراد منها بيع دماء الشهداء وتسليم بلاد الشام على طبق من ذهب إلى أعداء الإسلام والمسلمين وفرض نظام علماني كافر جديد بديلٍ عن نظام القاتل بشار، وهذه جريمة عظيمة ترتكب بحق أهل الشام وثورتهم المباركة؛ لذلك وجب شرعا رفضها من الأتقياء الأنقياء المخلصين العاملين لتحكيم شرع الله في داخل الشام وأن لا يقبلوا بعد كل هذه الدماء والتضحيات الجسيمة إلا بخلافة راشدة على منهاج النبوة، ووجب أن يتكاتف الجميع من أجل تحقيق هذا الهدف العظيم وأن تقطع يد أمريكا وعملائها عن التدخل في شؤون المسلمين في الشام، كما ندعو الموقعين أن يتوبوا إلى الله وأن يكونوا في صف أمتهم لا في صف أعدائها وأن يدركوا أن حلول أمريكا ما هي إلا استمرار لمشاريعها الاستعمارية في المنطقة والتي ستبقي الأمة الإسلامية في ذل وهوان وعبودية للغرب الكافر.

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أحمد الصوراني

08 من ذي الحجة 1436
الموافق 2015/09/22م
المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/info/index.php/contents/entry_51394