lectures

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

khabar0110151


الخبر:


 تحت عنوان "بقاءُ نظامِ الأسدِ مصلحةٌ استراتيجيةٌ (إسرائيلية)" ذكر موقع عربي 21 أنه في الوقت الذي تستعد فيه (إسرائيل) لعقد اللقاء التنسيقي الأول مع روسيا بشأن تدخلها في سوريا، أكدت مصادر عسكرية (إسرائيلية) أن هناك إجماعاً داخل دوائر صنع القرار في تل أبيب على أهمية بقاء نظام الأسد بالنسبة لـ(إسرائيل) وتواصل القتال الداخلي إلى أبعد مدى.

التعليق:


 ليس في الخبر أعلاه أيّ جديدٍ ولا غرابة فيه، فحقيقةُ نظام الأسد، الوالد والولد، وموقفهما من كيان يهود معروفةٌ ومدركةٌ جيداً من قِبل كلِّ مَن يملك أدنى درجات الوعي السياسي، فهو نظامٌ مكلفٌ بحماية حدود يهود ومنعِ أيِّ تحركٍ ضد هذا الكيان، ولم تشهد أيةُ حدودٍ مع كيان يهود هدوءاً كما شهدته الحدود مع سوريا الأسد، وقد قيل وصدق ما قيل أنه منذ أربعين سنة أو يزيد لم تُطلق رصاصةٌ واحدةٌ على كيان يهود انطلاقاً من الحدود السورية، فهل يبقى شكٌّ في أنَّ هذا النظام الفاجر هو أعظمُ مصلحةٍ استراتيجيةٍ ليهود، علاوةً على ذلك فقد وصفته صحفُ يهود في بدايات الثورة في الشام أنه "رجل تل أبيب في دمشق"، وأنهم يشعرون بالقلق حيال نظامه المتهاوي، فهل يتباكى يهود على نظامٍ إن لم يكن مخلصاً لهم إخلاصاً خالصاً؟!

إلا أنَّ الغريبَ هو مواقفُ تلك الفصائل التي تقاتلُ نظامَ الأسدِ المجرمَ وتعرفُ حقيقتَه أنه حامي حدود يهود ثم تعقدُ معه هُدناً آثمةً، وتتمادى في غيها عندما تبررُ هذه الهدنَ وتُشبهها بصلحِ الحديبيةِ الذي أمر الله سبحانه به من فوق سبع سنوات، وكان الصلحُ وما بعده انتصاراً عظيماً بل فتحاً عظيماً للإسلام والمسلمين! ألا يدرك هؤلاء أن هذه الهدنَ ما هي إلا إطالةٌ في عمر هذا النظام المجرم وبالتالي استمراره في حماية كيان يهود؟ ألا يدركُ هؤلاء أنَّ هذا النظامَ لا يقبلُ بهذه الهدن إلا في حالِ ترهُلِّه وقربِ سقوطه، ولذلك يلجأ إلى هذه الهدن ليلتقطَ أنفاسَه من جديدٍ ومِن ثَمَّ يُعيدُ تنظيمَ صفوفه وتعود البراميلُ المتفجرةُ لتقتل الأبرياء من أهل الشام سيرتَها الأولى؟ حقا لقد غدت بعضُ الفصائلِ وحتى تلك التي تتمسحُ بالشعارات الإسلامية عبئاً على ثورة الشام، وبدل أن تتقدم بها إلى الأمام إلى عُقر دار النظام في دمشق أرجعتها إلى الوراء، وأصبحت هذه الفصائلُ بعلمٍ أو بجهلٍ تعملُ على إطالةِ عمرِ النظام، وإن لم يأخذ أهلُ الشام على أيدي هؤلاء ويوقفوا هدنَهم التي لا تخدمُ إلا النظامَ لتكوننّ العواقبُ وخيمةً.

وأما الذين يُبررون هدنَهم ويُشبهونها بصلحِ الحديبيةِ فنقولُ لهم: لقد تفرغ النبي عليه الصلاة والسلام ليهود خيبر بعد صلح الحديبية فافتتحها، وأخذ نصفَ ثمارِها وهم صاغرون، وبعد الصلح أرسل النبيُّ عليه الصلاة والسلام الرسلَ إلى ملوك الفرس والروم والقبط يدعوهم إلى الإسلام، وعندما نقضت قريش هذه الهدنة قام النبي عليه الصلاة والسلام بفتح مكة، فأين هُدنَكم من كل هذا؟ وما الذي حققتموه من هذه الهدن؟ وها هو النظامُ الفاجرُ قد نقضَ الهدنةَ ولمّا يجف حبرُها، فهل ستفتحون دمشق والساحل كما فتح النبيُّ عليه الصلاة والسلام مكةَ المكرمة؟!

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد أبو هشام - أوروبا

17 من ذي الحجة 1436
الموافق 2015/10/01م
المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/info/index.php/contents/entry_51693