lectures

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

khabar161115


الخبر:


 أما الموقف الألماني - من وثيقة روسيا في مؤتمر فينا الأخير - فقد لاحظ المراقبون أنه تحول بشكل حذر تحت وطأة تدفق اللاجئين، إذ أكدت المستشارة أنغيلا ميركل عدم معارضتها لمشاركة الرئيس بشار الأسد في محادثات السلام، لكنها قالت إن "ذلك لا يعني أننا لا نرى الأمور الفظيعة التي تحدث - وما فعله الأسد ولا يزال يفعله بإلقاء البراميل المتفجرة ضد شعبه". إلا أنها استطردت قائلة "لكن للتوصل إلى حل سياسي، هناك حاجة إلى ممثلين من المعارضة السورية وكذلك ممثلين عن الأشخاص الموجودين في السلطة في دمشق في الوقت الحاضر وآخرين، والأهم من ذلك جميع حلفاء مختلف الجماعات، لتحقيق النجاح الحقيقي". [دويتشه فيلله]


التعليق:


 رغم مضيِّ ما يقارب الخمس سنوات على بدء الثورة في الشام، وكلِّ ما لقيه الشعب من ويلات وكوارث ومصائب يندى لها جبين الإنسانية، ورغم أن الغرب نفسه يعترف بأن بشار الأسد ونظامه مسؤول مباشرة عن القتل والتشريد الذي لحق بالملايين من أبناء الشعب الذين يطالبون بحريتهم ويضحون من أجل رفع الظلم عن أنفسهم، وهو ما يعتبر مطلبا نبيلا في أعراف هذه الدول التي تعتبر نفسها متحضرة. رغم كل هذا تطلع علينا ميركل وغيرها من الساسة الغربيين بهذه التصريحات ليطمئنوا هذا الجزار وأعوانه أن لا حل لسوريا إلا بحضورهم وموافقتهم أو حتى بغلبتهم في انتخابات جديدة، ولكن بتعديل دستوري كما اقترح بوتين في مسودة مشروعه الذي قدمه في فينا. حيث نصت مسودة وثيقة روسية بشأن سوريا على ضرورة اتفاق بين الحكومة والمعارضة على عملية إصلاح دستوري تليها انتخابات رئاسية.

هذه ميركل تعترف بجرائم بشار ولكنها تطلب مشاركته في عملية الحل وتجعله طرفا فيها لا تستغني عنه، فبأي عقلية ميكافيلية تفكر ميركل؟ وكيف تتصور أن يجلس شريف مع جزار كهذا؟ وهل هي مستعدة مثلا للجلوس على طاولة مفاوضات مع البغدادي، أو مع ممثلين عن طالبان؟

كثيرا ما سئلتُ عن موقفي من قضية مهاجري سوريا، واحتد النقاش أحيانا حول دخول مئات الآلاف من المشردين إلى ألمانيا، وكان ردي على من يعترض على دخول المهاجرين بأن على الحكومة أن تتحمل مسؤوليتها بنفسها جراء سياستها النفعية الخرقاء التي تتعامل بها مع السفاحين جهارا نهارا وعلى مدى عقود للوصول إلى غاياتها وتحقيق مصالحها، وإن كان الشعب الألماني منزعجا أو خائفا من تدفق اللاجئين فإن عليه أن يحاسب الحكومة ويأخذ على يدها لتوقف سياستها في دعم النظام الأسدي السفاح بأن تعطيه المهلة تلو المهلة ليقضي على الشعب الذي هبَّ مطالبا بتحرره من استعباد الغرب، وإن لم يفعلوا فهم شركاء في الجريمة.

هؤلاء المهاجرون لم يخرجوا من ديارهم بإرادتهم ولم يتركوا بيوتهم وأرضهم وبلادهم طواعية، فإن كانت ميركل جادة في معالجة قضية اللاجئين فإن عليها أن تمسك برأس الأفعى لا بذنبها، بل إن القضية كلها ستنتهي لو أوقف الغرب دعمَه لهذا السفاح ولزبانيته. وما هذه المؤتمرات وهذه الحلول المطروحة، والشخصيات المهترئة العميلة التي يقدمونها للتحدث باسم الثورة إلا حلقات في مسلسل الإجرام الأسدي بدعم غربي وشرقي منقطع النظير خشية أن تفلت الأمور من أياديهم وتصل إلى أيدٍ متوضئة تحرر الشام أولا والعالم من بعده من ربقة الكفر واستعمار الرأسمالية واستعبادها للشعوب.

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
يوسف سلامة - ألمانيا

04 من صـفر 1437
الموافق 2015/11/16م
المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/info/index.php/contents/entry_53141