lectures

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

khabar2111151


الخبر:


 صرح ما لا يقل عن 17 من حكام الولايات الأمريكية بأنهم لن يقبلوا دخول لاجئي سوريا إلى ولاياتهم، معبرين عن خوفهم من احتمال قيام بعض اللاجئين بالتخطيط لهجمات إرهابية مماثلة للتي وقعت في باريس يوم الجمعة الماضي. وقد قالت السلطات يوم الأحد بأن التحقيقات في هذه الهجمات المتزامنة والتي أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 129 شخصا على الأقل أظهرت الاشتباه بأن واحدا على الأقل من المشتبه فيهم دخل أوروبا ضمن موجة لاجئي سوريا، عابرا من اليونان التي وصلها في تشرين الأول/أكتوبر. (المصدر: csmonitor.com)

التعليق:


 بعد التصريحات الإعلامية التي ادعت العثور على جواز سفر سوري بجوار أحد منفذي الهجمات الانتحارية في باريس، عبرت الكثير من البلاد عن مخاوفها الأمنية وتصريحاتها التي تنم عن تعصب ضد الإسلام والمسلمين واستخدمت ذلك ذريعة لرفض قبول لاجئي سوريا المسلمين. هذا على الرغم من أن تقارير وسائل الإعلام أظهرت بأن جواز السفر السوري والذي وجد خارج استاد فرنسا كان وهميا. وعلى سبيل المثال ففي أمريكا هذا الأسبوع، رفض تسعة وعشرون من حكام الولايات الخمسين الأمريكية فكرة قبول دخول لاجئي سوريا وقالوا بأنهم عازمون على تعقيد الإجراءات القانونية لقبولهم. وقال كريس كريستي حاكم ولاية نيو جيرسي بأنه لن يسمح لأي لاجئ سوري الدخول إلى ولايته، مضيفا بأنه لن يسمح حتى بدخول "الأيتام الذين يبلغ عمرهم ثلاث سنوات". وجاء هذا كرد على إعلان الرئيس أوباما في أيلول/سبتمبر عن زيادة في نسبة عدد لاجئي سوريا الذين سيتم استقبالهم لتصل إلى 10.000. وجاء هذا على نقيض من الاتحاد الأوروبي الذي يقترح توزيع 160.000 لاجئ على ما يقرب من اثني عشر بلدا أوروبيا. لكن أمريكا ومنذ بداية الثورة السورية عام 2011 لم تستقبل إلا 1600 لاجئ سوريا فحسب.

إن هذه الضجة التي حصلت مؤخرا فيما يتعلق باستقبال لاجئي سوريا تحت ذريعة الأمن القومي والتي أثارها حكام الولايات الأمريكية هي حلقة سياسية مشينة أخرى تعكس الطبيعة القذرة للنظام السياسي الرأسمالي الأمريكي والذي يهدف إلى استغلال أية قضية سياسية لتحقيق مكاسب ومنافع سياسية. إن أمريكا هي المسؤولة المباشرة عن أزمة اللاجئين في سوريا بسبب سياستها الخارجية العسكرية في الشرق الأوسط. ومع ذلك، فإن موقفهم اللاإنساني واللامبالي هذا تجاه أضعف ضحايا الحرب في سوريا لا يبدو أنه يقلق هؤلاء على أقل تقدير. إن أمريكا لا يهمها إن كانت أزمة اللاجئين هذه تؤثر أكثر ما تؤثر على نساء وأطفال المسلمين. وليس بمستغرب أن يكون تقديم العون للمستضعفين "الأيتام الذين يبلغ عمرهم ثلاث سنوات" أمرا خارج نطاق الضمير السياسي الأمريكي. ووفقا لتقرير المفوضية عام 2014، فإن أربعة ملايين لاجئ من أهل سوريا يعيشون في مخيمات خارج سوريا، وتشكل النساء ما يقرب من ربع هذه الفئة ونصفها من الأطفال دون السابعة. ولذلك، فإن نساء وأطفال سوريا سيبقون مهملين في مخيمات الموت في لبنان والأردن نتيجة للحرب الأمريكية على الإسلام والمسلمين.

إن دائرة المعاناة والبؤس الذي تعيشه نساء المسلمين وأطفالهم في سوريا وسائر المنطقة لن ينتهي إلا بقيام دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي من شأنها أن تجلب الأمن والعدل والحماية والرعاية.

 

﴿وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاء وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ﴾ [الروم: 4-5]

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
ثريا أمل حُسنى

09 من صـفر 1437
الموافق 2015/11/21م
المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/info/index.php/contents/entry_53288