lectures

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

khabar2611151

الخبر:


 أعلن رئيس الوزراء البريطاني (ديفيد كاميرون) أن حكومته قد تنشر 10 آلاف جندي لتأمين البلاد من الهجمات الإرهابية المحتملة، على شاكلة ما حدث في باريس، فيما لفت إلى رفع ميزانية الدفاع البريطانية بقيمة 12 مليار جنيه إسترليني. وأعلن كاميرون أيضًا في عرضه برنامج الدفاع الاستراتيجي والأمن عن الاستثمار في تدريب قوات خاصة قوامها 5 آلاف جندي، و طائرات (F35)، وطائرات استطلاع، وطائرات بدون طيار. ونشرت صحيفة "ديلي تليغراف" مقالًا لكاميرون تحت عنوان: "سنهزم الإرهاب والأيديولوجية السامة التي تدعمه"، حيث قال كاميرون: "سوف نتعامل مع الأيديولوجية السامة للتطرف الإسلامي".

التعليق:


 على الرغم من أن الغرب يستخدم الكذب و التضليل أسلوبًا وحيدًا لكسب الرأي العام العالمي ومنه الغربي، وذلك لضعف حجته التي يتذرع بها لتنفيذ خططه في العالم وخصوصًا في العالم الإسلامي، إلا أنه بحاجة لحوادث وشواهد يستخدمها، ليس فقط لحشد الرأي العام لتنفيذ خططه، بل وليحمي الحكام الرأسماليين فيه من مغبة انقلاب شعوبهم عليهم أو عدم طاعتهم. وهذه السياسة ليست جديدة في الغرب، وخصوصًا في قلب العالم الغربي المتمثل بالدول الأوروبية، فسابقًا عندما كان ملوك أوروبا يستخدمون افتراء الرهبان على الله لإشباع جشعهم وتسلطهم على الناس، كانت بلاد المسلمين مشهورة بغناها ووفرة ثرواتها، لدرجة أن أهلها كانوا يقدمون لضيوفهم وعابري السبيل - ومنهم الحجيج - اللبن والعسل، دلالة على الترف والكرم، فسال لعاب ملوك أوروبا على ثروات العالم الإسلامي، ووضعوا خطة كان عنوانها: "دعونا نذهب لبلاد اللبن والعسل"، ولكن هذا العنوان لم يكن مستساغًا لدى الناس في أوروبا، لذلك لم يتمكنوا من تجييشهم لغزو بلاد المسلمين، فجاءوا بعنوان آخر لتضليل الرأي العام حينها، وقد كان: "دعونا نذهب لنخلّص مهد المسيح".

يعلم مفكرو الغرب أن حضارتهم فاسدة وآيلة للانهيار، ويعلمون أن هناك فراغًا حضاريًّا في العالم الذي يقودونه، ويعلمون أيضًا أن الإسلام هو البديل الحضاري الوحيد لحضارتهم، ويعلمون أيضًا أن سيطرتهم على العالم الإسلامي، نبع الحضارة الإسلامية ومنجم الذهب الذي ينهبون منه صباح مساء، باتت سيطرتهم عليه هزيلة، ولكنهم يعلمون كذلك أن حضارتهم العلمانية لا تقوى على مواجهة الإسلام، وهم لا يستطيعون إظهار حقيقتهم الجشعة للعالم ومنه شعوبهم، من أجل ذلك راحوا يحوكون القصص والأفلام "الهوليودية" لتشويه صورة الإسلام الجميلة، وتبرير أعمالهم الإجرامية البشعة. لذلك، ومن دون الخوض في التفاصيل، فإن جميع الأعمال "الإرهابية" التي تحصل في العالم، ابتداءً بأحداث 9/11 وانتهاء بهجمات باريس، جميع هذه الأعمال الغرب هو المتسبب فيها، بطريقة أو بأخرى. أما جو الرعب الذي انتشر في العواصم الغربية، من خلال المداهمات، وفرض منع التجول، وإغلاق محطات القطار والمطارات، ونشر قوات عسكرية في الشوارع، فهذه الأعمال ليست من أجل حفظ الأمن والأمان للناس، فنشر الأمن لا يكون بتجول الجنود المدججين بالسلاح في الشوارع العامة مغبة القيام بأعمال "إرهابية"، وأصغر رجل أمن في أي بلد فاشل في العالم يدرك ذلك، بل هذه الأعمال المُستهدف منها هم عامة الناس فقط؛ من أجل تجييشهم خلف قادتهم لتنفيذ خططهم الشريرة في العالم، ومن أجل تشويه صورة البديل الحضاري للعالم الذي آن أوان بزوغ فجره. ﴿وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَرِيبًا﴾.

يجب أن تكون هذه الصورة واضحة عند المسلمين في جميع أنحاء العالم، ومنهم المسلمون في الغرب، ويجب ألّا يتخذوا موقع المدافع عن جرائم لم يقوموا بها هم، ولا حتى بعض المنتسبين لهذا الدين، بل يجب عليهم أن يقوموا بفضح المؤامرات التي يحوكها الرأسماليون الجشعون الذين يستخدمون السياسيين الزائغين لنهب الشعوب وقهرها، وأن يكثّفوا جهودهم للإسراع بإقامة دولة الخلافة على منهاج النبوة، ودعوة غير المسلمين ومنهم الغربيون للإسلام، كبديل حضاري للرأسمالية العفنة.

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
بلال المهاجر/ باكستان

14 من صـفر 1437
الموافق 2015/11/26م
المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/info/index.php/contents/entry_53447