lectures

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

khabar2711152


الخبر:


 تعهد الرئيس فلاديمير بوتين بأن تتعاطى روسيا بأقصى درجات الجدية، على خلفية حادث استهداف قاذفتها فوق سوريا، وتسخر كل السبل المتاحة لديها للدفاع عن أمنها. وقال: "ففيما يتعلق بأمن طيراننا خلال عمليتنا الجوية في سوريا، أرى أن الإجراءات التي أعلناها البارحة غير كافية، وبحثت الأمر منذ الصباح مع القادة المعنيين في وزارة الدفاع. قررنا نصب منظومة "أس-300" للدفاع الجوي في قاعدتنا الجوية في سوريا، وآمل ألا تقتصر إجراءاتنا على هذه الخطوة فحسب، بما يخدم ضمان سلامة تحليق طائراتنا". (المصدر: روسيا اليوم)

التعليق:


 شكّل إسقاط طائرة "سوخوي 24" الروسية إحراجا كبيرا للرئيس الروسي فلاديمير بوتين باعتباره صفعة قوية لروسيا وإهانة لكرامتها.. ووجْهُ الإحراج أن دولة إقليمية وليست دولية وهي تركيا تحدّت روسيا في كبريائها فأسقطت طائرتها.. وقد جاء هذا الحدث في وقت تقوم فيه روسيا بلعب دور المشارك في التأثير في القضايا الدولية، وهو دور غير حقيقي، ولكن أمريكا سمحت به باعتباره يحقق لها جملة من الأهداف من أهمها: استخدام روسيا في وجه الدول الأوروبية التي تشوّش على أمريكا أو تخوض صراعا معا، وبالإضافة إلى ذلك فإن روسيا تشارك أمريكا في سعيها للحيلولة دون إقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، بل إن روسيا تعيش هاجس إقامة الخلافة الراشدة أكثر مما تعيشه أمريكا لاعتبارات عديدة ليست هي موضوعنا في هذا التعليق، وأيضا فإن السبب الذي أدى إلى قيام تركيا بإسقاط الطائرة الروسية ليس موضع البحث هنا.

والمتابع لما صدر حتى الآن من مواقف روسية يستنتج أن روسيا لن ترتفع ردودها فوق سقف إنهاء هذه المشكلة سلميا، وذلك بالرغم من التهويل والتهديد الذي يطلقه مسؤولون روس وعلى رأسهم الرئيس بوتين. فإن بوتين قد لمّح إلى دور أمريكا في الإيعاز لتركيا لتقوم بإسقاط الطائرة عندما قال: "إسقاط المقاتلة الروسية طعنة في الظهر.."، ووجه الطعنة أنه يدرك أن مشاركة روسيا أساسا في الأزمة السورية إنما جاء بتفاهم مع أمريكا، فكانت الحادثة مفاجِئة له، لذلك اعتبرها طعنة في الظهر، وأيضا فإن وكالة إيتار تاس نقلت عن بوتين قوله: "إنّه دعا الأمريكيين إلى تكميم كلبهم المسعور في تركيا"، وإن كون بوتين قد أدرك أن أمريكا هي من يقف خلف هذا الحادث فإنه لا مصلحة له في التصعيد، فهو يدرك مدى قدرة أمريكا على إلحاق أذى بليغ بروسيا، بسبب ما تتمتع به أمريكا من إمكانات في المنطقة من حكام عملاء وقواعد عسكرية وتنظيمات مسلحة من الممكن استخدامها في شن هجمات ضد المصالح الروسية سواء داخل روسيا أو خارجها.

في ضوء ذلك نستطيع أن نفهم كلام بوتين أعلاه، فهو يتحدث عن خطوات دفاعية لمنع تكرار هذا الحادث، فإن خطوة نصب منظومة "أس-300" للدفاع الجوي في سوريا والخطوات الأخرى التي من الممكن أن تقوم بها روسيا في السياق نفسه حدد بوتين الغاية منها: "بما يخدم ضمان سلامة تحليق طائراتنا". وأيضا فإن إلغاء وزير الخارجية الروسي زيارته إلى تركيا التي كانت مقررة أمس، تندرج في إطار ردود الأفعال التي هي دون سقف الرد العسكري، وكذلك أيضا قرار روسيا بقطع جميع اتصالاتها العسكرية مع تركيا.

إن روسيا ستسعى لاسترداد هيبتها من غير مواجهة عسكرية مع تركيا، لأن المواجهة العسكرية ستكون مكلفة لها، فتركيا عضو في حلف شمال الأطلسي وهي من الدول التي تدور في فلك أمريكا، لذلك فإن روسيا تريد من تركيا موقفا يرضي غرورها ويعيد لها هيبتها سواء أمام الشعب الروسي أو في الخارج، ومن المتوقع حصول هذا الأمر، والله تعالى أعلم.

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
طالب رضا

15 من صـفر 1437
الموافق 2015/11/27م
المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/info/index.php/contents/entry_53481