lectures

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

khabar231215

الخبر:


 الخبر: ذكرت "روسيا اليوم" على موقعها الإلكتروني بتاريخ 21 كانون أول/ديسمبر خبراً بعنوان: "مجلس الأمن الدولي يقرر القضاء على الإرهاب أولا ومن ثم تقرير مصير الأسد"، منقولاً عن صحيفة "كمسمولسكايا برافدا"، جاء فيه أن مجلس الأمن الدولي وافق بالإجماع على مشروع قرار بشأن تسوية الأزمة السورية. حيث تم الاتفاق على أن تتم عملية التسوية في سوريا ضمن إطار اتفاقي جنيف وفينا، حيث أشار سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسي إلى أن هذا هو "الشكل الوحيد الذي يوحد جميع اللاعبين المؤثرين.

التعليق:


 اندلعت الثورة في الشام منذ حوالي سنواتٍ خمس، ارتكب فيها النظام صنيعة الغرب من الجرائم بحق الشعب المسلم الثائر من المجازر ما تنأى عنه الوحوش وتعجز عن وصفه حروف اللغة مجتمعة. وخلال هذه السنوات الطويلة من قتل الأطفال وارتكاب المجازر بحقهم وترويع النساء وانتهاك الأعراض وسفك الدماء وقصف المدنيين العزل وتهجيرهم، تعاجز المجتمع الدولي بمؤسساته وأنظمته دولاً وحكومات وجمعيات ومجلس أمن عن إيجاد حلٍ لإيقاف نزف الدم المسلم في سوريا.

فكل التحركات تدور في دائرة مغلقة تدور فيها أمريكا حول المحور نفسه، ألا وهو إيجاد بديل لبشار يحافظ على مصالحها في المنطقة، ويجنبها الكارثة التي تخافها وهي قيام الخلافة الإسلامية على منهاج النبوة في أرض الشام، بحيث يرضاه الناس ويقبلونه بعد أن رفض أهل الشام كل الوجوه التي زينتها أمريكا لهم لتكون بديلاً عن رأس النظام.

التحركات التي تتطرق للشأن السوري لم تنظر في أي وقت لدماء أهل الشام التي تسيل ولا لأعراضهم التي تنتهك بوحشية ولا لمقدساتهم التي تدمر وتدنس ولا لأشلائهم الممزقة، حتى حين ظهر تنظيم الدولة وكوَّنت أمريكا حلفها الدولي لمحاربته كانت هذه الحرب على المدنيين العُزَّل لا لحمايتهم، وكانت حرب التنظيم شماعة الغرب لتبرير الاتحاد العالمي العسكري في الدخول لسوريا بالطائرات والصواريخ، في مفارقة عجيبة حين نذكر تصريحات ساسة غربيين فيما مضى بتزويد المعارضة بأسلحة "غير مؤذية"!

بل وهذه هي المرة الأولى منذ بداية هذه الأزمة يتم فيها تقارب مواقف روسيا والغرب ودول المنطقة، حيث تم تقريب هذه المواقف خلال لقاء وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف في موسكو مؤخرا ومن ثم خلال لقائهما الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وقد ذكرت الجزيرة نت في موقعها حواراً مع رئيس مؤتمر ميونيخ الدولي للسياسات الدفاعية والأمنية فولفغانغ إيشنغر حيث جاء على لسانه: "أن تخلي روسيا عن الأسد ممكن إن شعرت أن انتقال السلطة في سوريا سيجري بطريقة منظمة، واتفاق فصائل المعارضة السورية في الرياض قبل أيام مثل خطوة جيدة بهذا الاتجاه، غير أنه لم يقدم للأسف ضمانة على اقتراب وجود حكومة بديلة لنظام الأسد."

كما قال أنَّ أمريكا تسعى لإنهاك قوى الثورة والنظام وتنظيم الدولة معاً لأجل إجبارهم على الجلوس على طاولة المفاوضات بحيث يبقى الحلُّ لما يجري ضمن الدائرة التي قررتها هي.

تستمر أمريكا وأشياعها في حربها على الإسلام لكن بستار جديد بعد أن كاد ينكشف غطاء تنظيم الدولة ولم يعد يكفيها لتثبيت أقدامها. فها هي تشكل عبر عملائها حلفاً عسكرياً للحرب على الإرهاب الشمَّاعة الجديدة.

وها هم يعلنون أنَّ الحرب على الإرهاب أولى الأولويات ولو ضمَّت القائمة حرب النظام السوري المجرم. فمصالح الغرب هي المقدمة، فلو سقط بشار لسقط الغرب معه أو بُعيده بقليل.

الاتحاد الأوروبي ودوله فُضحت سوأتهم في تعاملهم المهين مع لاجئي سوريا، ولم يتم التعامل مع هذا الملف إلا كبوابة لمنافسة أمريكا، والدخول في المفاوضات لبحث الشأن السوري، ليكون لهم قيمة ووزن في القرار الدولي في تقرير مصير المسلمين!

مضايا التي ارتفع فيها سعر كيلو الحليب ل 250 دولار أمريكي، وقتل أهلَها الجوع، لم تُدرج على قوائم المباحثات الدولية، ولا أعارها المجتمعون في الرياض اهتماماً!

وموت الأطفال والنساء من الجوع ليس أمراً ذا قيمة ليُبحث أمره في اجتماعاتهم، فالمهم الآن عند العملاء والأذناب والسادة: كيف يُقضى على الإسلام وكيف تُهدم دولته قبل ميلادها مرة أخرى؟

لكن، إن اجتماع الأحزاب قد باء بالفشل قبيل قرون، وسيبوء اجتماع أحفادهم بالفشل مرةً أخرى بإذن الله. فلا أمريكا ولا أحلافها ولا أشياعها قادرين على تغيير سنة الله في الكون باستخلاف عباده المؤمنين المتقين. وكل تحالفاتهم ستبوء بالفشل، وسيعود الإسلام مرة أخرى يضيء الكون بهَدْي الله سبحانه.

 

﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ﴾ [الأنفال: 36].

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أختكم بيان جمال

12 من ربيع الأول 1437هـ 
2315م