lectures

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

كتبه: المهندس عثمان بخاش (مدير المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير)، 04 من صـفر 1434 هـ الموافق 2012/12/18م


 

نقلت الأنباء تصريح وزير الخارجية المغربي سعد الدين العثماني أن مؤتمر "أصدقاء الشعب السوري" المقرر انعقاده في مراكش في 12 ديسمبر الجاري سيتناول مستويين، أولهما سياسي وخاص بتقديم الدعم إلى الائتلاف السوري المعارض، وثانيهما إنساني وذلك من خلال السعي إلى تخفيف معاناة الشعب السوري.

يأتي هذا المؤتمر، وهو الرابع بعد أن عقد المؤتمر الأول في تونس في 24-2-2012، والثاني في الإمارات 24-5-2012، والثالث في فرنسا في 6-7-2012، ليشكل مفصلا هاما في سعي دوائر الدول الغربية لوضع بصمتها في صياغة مرحلة ما بعد الأسد في سوريا والتأثير في طبيعة النظام السياسي القادم عقب انتصار ثورة الشام.

ومن المعروف أن مؤتمر الدوحة الذي انعقد فيها تمخض عن تشكيل الائتلاف الوطني وقد تكثفت لجان العمل للتمهيد للإعلان عن حكومة انتقالية تحوز على اعتراف "المجتمع الدولي" بكونها الممثل الشرعي للشعب السوري، ورافق ذلك الإعلان من تركيا عن تشكيل المجلس العسكري الموحد للفصائل الثورية في الشام... كما تزامن مع إعلان الخارجية الأمريكية عن وضع جبهة النصرة على لائحة المنظمات الإرهابية بسبب علاقة "مزعومة" مع تنظيم القاعدة، ومع كثرة الأنباء عن السلاح الكيماوي الذي يشكل ذريعة جاهزة متى اقتضت المصالح الغربية التدخل المباشر للحيلولة دون انتصار ثورة الشام.

وبغض النظر عن عدم مشاركة هيلاري كلينتون في مؤتمر المغرب، بعد أن أصابها فيروس "في معدتها"، لا ندري هل عضوي أم سياسي، فإننا نرى :

- أن هذا المؤتمر يشكل حلقة أخرى في مسلسل التآمر الغربي، بمشاركة كاملة من أتباع الغرب من حكام الدول العربية والإسلامية وأولهم حكام قطر وتركيا والأردن، الهادف إلى إحكام قبضة الغرب على ثورة الشام والتأكد من عدم انعتاق بلاد الشام من الهيمنة الغربية.

- وقد سبق هذا المؤتمر سلسلة من المؤتمرات السابقة واجتماعات في عواصم شتى من اسطنبول إلى القاهرة إلى جنيف إلى الدوحة وباريس، كلها تهدف إلى إحكام طوق العبودية والتبعية حول رقبة الهيئة السياسية القادمة بعد سقوط نظام الأسد.

- إن المسعى الغربي يعمل على إخراج هيئة سياسية تُضفى عليها صفة "الشرعية" بمجرد اعتراف ما يسمى بالمجتمع الدولي بها لتكون الممثل الشرعي للثورة السورية، يرافقها ذراع عسكري أيضا يحوز على صفة "الشرعية الغربية"، وهذا وذاك هو تمهيد للحكم بـ"الخروج" والتمرد" و"الإرهاب" على كل من يرفض الخضوع للإملاءات الغربية. فقد صرح الناطق باسم الخارجية الأمريكية مارك تونر "هذا (الائتلاف الوطني) كيان "وليد حديث" ولكنهم قطعا يسيرون في الاتجاه الصحيح"، أما زميله الفرنسي فقال في تصريح له " نأمل أن الاجتماع (في المغرب) سيضع أسس الدستور للحكومة الانتقالية في سوريا ".

- وعلى هذا فإننا نهيب بأهلنا الصابرين المرابطين المجاهدين في سبيل الله في الشام المباركة :

1- بأن يعوا على حقيقة ما يخططه الغرب وأذنابه من العملاء المحليين، فالعملاء المحليون هم أشد خطرا وضراوة على الثورة من الساسة الغربيين الذين لا يملكون تنفيذ شيء من خططهم بدون العملاء المحليين.

2- وأن ينبذوا ويرفضوا كل من يستمد العون من الدول الاستعمارية والأجنبية أيا كانت.

3- وأن يعتصموا بحبل الله لا سواه، متيقنين بأن النصر هو من عند الله، فيوحدوا صفوفهم وراء من يعمل لتطبيق حكم الله وإعلاء كلمته، إذ لا يسمح الواقع بترف التوقف عند خلافات اجتهادية فرعية بين صفوف العاملين لنصرة دين الله.

- كما إننا نهيب بالأمة الإسلامية جمعاء :

1- أن تلتف حول ثورة الشام فيعمل المسلمون على مناصرة إخوانهم في الشام ودعمهم بكل ما أوتوا من أسباب النصر.

2- وأول ذلك أن يعمل المسلمون، خاصة في دول الجوار، على خلع الحكام المجرمين الذين يروجون لمشاريع الغرب سواء في الأردن أو تركيا أو العراق، فيضعوا أيديهم بأيدي المخلصين لمبايعة خليفة يحكمهم بشرع الله.

4- وأن يكون هناك رأي عام ضاغط يرفض وينبذ الترويج للاستعانة بدول الكفر والتي هي أصلا أس الداء في بلاد المسلمين، فالدول الغربية هي التي نصبت هذه النظم المستبدة المجرمة ووضعت عليها حكاما مجرمين لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة.

( والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون )


المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/info/index.php/contents/entry_21785