lectures

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

khabar181213

استعدادا لعقد مؤتمر جنيف‏-2‏ في يناير المقبل يلتقي في جنيف يوم الجمعة المقبل ممثلو روسيا والولايات المتحدة ومنظمة الامم المتحدة بمشاركة آخرين من أعضاء مجلس الأمن الدائمين وجامعة الدول العربية وتركيا‏ . في محاولة لانقاذ ما يمكن انقاذه, والبحث عن السبل الاكثر مناسبة لاقناع فصائل المعارضة السورية بالجلوس الي مائدة المفاوضات مع ممثلي الحكومة السورية دون شروط مسبقة وفي مقدمتها شرط التمسك برحيل الرئيس بشار الاسد.

منذ اعلن وزيرا خارجية روسيا والولايات المتحدة سيرجي لافروف وجون كيري في مايو الماضي عن اتفاقهما حول عقد مؤتمر جنيف ـ2 دون شروط مسبقة, تترواح المواقف والتقديرات التي حالت دون تحقيق هذا الاتفاق خلال العام الجاري رغما عن اعلان اكثر من موعد لعقد هذا المؤتمر. ويعزو البعض عدم عقد المؤتمر في المواعيد التي سبق أن حددوها لذلك, الي تشرذم قوي المعارضة وعجز الائتلاف الوطني عن التوصل الي موقف موحد, فضلا عن اصرار القوي الخارجية التي تقف وراء بعض فصائل المعارضة علي استغلال الازمة السورية من اجل تسوية مآرب ذاتية وتصفية حسابات دولية, ومنها ما يتعلق برفض مشاركة ايران ضمن القوي الفاعلة التي قالت موسكو بضرورة استقطابها الي الجهود الدولية الرامية الي اختزال مساحات الخلاف بين الاطراف السورية المعنية. العراقيل تتناثر علي الطريق ومعظمها يكشف عن عجز الائتلاف الوطني السوري عن التوصل مع بقية فصائل المعارضة حول اتفاق بشأن جدوي المشاركة في هذا المؤتمر الي جانب تمسك البعض بشرط تغيير النظام وهو ما تدعمه وتدعو اليه بعض القوي الخارجية ممن يسمون انفسهم مجموعة اصدقاء سوريا, فضلا عن محاولات البعض الاخر التشبث بحلم تحقيق التوازن علي الارض.

هنا تقف موسكو علي النقيض من كلا الموقفين, في الوقت نفسه الذي تواصل فيه اتصالاتها مع كل الاطراف المعنية داخل سوريا وخارجها, فيما تنتظر استقبال احمد الجربا رئيس الائتلاف الوطني الذي وجهت اليه الدعوة في وقت سابق مثله في ذلك, مثل مختلف الفصائل المعارضة الاخري. وكان سيرجي لافروف قد كشف عن اهتمام بلاده باجراء الحوار مع الجربا, لكنه اشار في حديثه الي قناة روسيا-24 الاخبارية الروسية الرسمية الي بوادر انشقاق الاتلاف الوطني السوري. وكشف عن معلومات قال انه يريد التأكد منها, حول ان الاخوان المسلمين يريدون الخروج من الائتلاف, شان مجموعات مقاتلة اخري من الجيش السوري الحر انشقت عن هذا الائتلاف.

اما عن المعلومات الحديثة المؤكدة, وحسب تقديرات لافروف فانها تتمثل في اتحاد ما يقرب من عشرين مجموعة تحت لواء ما يسمي بــ الجبهة الإسلامية. وقال ان هذه المنظمة لا تعترف لا بالجيش السوري الحر ولا بالائتلاف الوطني ولا بالقاعدة, في الوقت نفسه الذي تشكل فيه مجموعات قريبة جدا في روحها من جبهة النصرة والدولة الإسلامية في العراق والشام والمجموعات الجهادية المتطرفة التي تعمل في اطار يتفق مع روح القاعدة.

واكد لافروف ان هذه الجبهة الإسلامية أعلنت ان هدفها يتلخص في اقامة الخلافة الاسلامية علي الأراضي السورية أوكما يقال في بلاد الشام.وكشف الوزير الروسي عن وجود معلومات متناقضة, حول الجهات والمصادر التي تقوم بتمويل هذه الجبهة والتي تعمل موسكو علي التاكد منها. ولعل ما قاله لافروف يؤكد مدي الانقسامات التي تعصف بالائتلاف الوطني الذي ثمة من يحاول تقديمه وفرضه كقوة اساسية تمثل المعارضة السورية!, في توقيت يرفض فيه آخرون من المعارضين داخل الاراضي السورية الدور القيادي للائتلاف الوطني مثل هيئة التنسيق الوطنية, والمجلس الكردي السوري الأعلي ممن يقفون علي طرفي نقيض من مواقفه التي يعتبرونها شديدة التطرف.

واذا كانت موسكو سبق أن اعترفت بان احداث ثورة 30 يونيو أسهمت الي حد كبير في كسر حدة الارهاب وانحسار سطوة المعارضة في الداخل السوري, فان ما يتردد من تصريحات من جانب الاطراف المعنية يقول بارتباط الالتزام بالقرار2118 الصادر عن الامم المتحدة تاييدا لتدمير الاسلحة الكيماوية وعقد مؤتمر جنيف ـ2, بالمصالح القومية المصرية والتي تتمثل في ضرورة تكاتف الجهود من اجل مكافحة الارهاب ومواصلة العمل من اجل تصفية تشكيلاته ومنها جبهة النصرة او المجموعات الجهادية الاخري التابعة لــ القاعدة.

المصدر : صحيفة الأهرام

15 من صـفر 1435
الموافق 2013/12/18م