lectures

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

khabar180614

الخبر:

في مقاله بصحيفة غارديان كتب إيان بلاك - محرر شؤون الشرق الأوسط - أن التتويجين الرئاسيين في مصر وسوريا أكدا على حقيقة أن الأمر يحتاج لأكثر من مجرد انتخابات لصناعة الديمقراطية. وأشار الكاتب إلى التناقض الدولي الواضح في التعامل مع نتيجة الانتخابات في البلدين وكيف أن الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا سارعت إلى تهنئة عبد الفتاح السيسي في مصر بعد إعلان النتيجة رسميا بينما رفضت الانتخابات السورية واصفة إياها بأنها تمثيلية أو محاكاة ساخرة قصد بها تعزيز موقف الرئيس بشار الأسد داخليا وخارجيا ولضمان أن أي سلام يكون وفقا لشروطه، بينما هللت لها دول أخرى حليفة لسوريا مثل روسيا وإيران وفنزويلا ومنحتها شهادة نزاهة من خلال مراقبيها.

التعليق:

ما فتئ الغرب يكيد للأمة الإسلامية منذ أن دكت جيوش المسلمين حصونه التي كان يحسبها منيعة، فأزالتها وخلّت بين الناس وربها، فدخل الناس في دين الله أفواجا (ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا)، وهذا ما أحست به أمريكا في ربيعِ عربي "متواضعِ" لم يكن إلا محاولات أولى لانعتاق من نير ظلم دام عقودا، فارتعدت حكومات الغرب وكشفت عن وجهها القبيح وانبرت للكيد لثوراتهم التي هي بداية الطوفان الذي سيتوج بإزالة نفوذه وإقامة حكم الإسلام بإذن الله.


ومن هذا الكيد إجهاض ثورة تونس في مهدها بنزع فتيلها حين هرعت أوروبا مسرعة لإخراج عميلها بن علي وقذفت به في غياهب صحراء آل سعود. ثم اضطراب أمريكا في ثورة مصر وحيرتها، فأخرجت مبارك، سمسارها الرخيص، من سدة الحكم ووضعته في قفص المجرمين، وسارت أعمالهم الخبيثة بنفس الكيد حتى فاجأتهم ثورة الشام التي هدمت كل حصونهم المنيعة بكشف زيفهم وأكاذيبهم، وفضحهم أمام العالم أجمع. ومع ذلك فإن الغرب ما زال ممعناً في محاربته للإسلام والمسلمين رغم ضعف أدواته وانكشاف هزالة إمكانياته.


فها هي أمريكا تأتي في مصر بعميل مكشوف ربته في أكناف اليهود والماسونيين وأرضعته من لبنها النجس حتى أصبح أداة بيدها لقتل وسحق ثورة مصر العظيمة التي ما زالت جمراً تحت رماد، وتمعن في إذلال الأمة بتزوير نتائج الانتخابات، انتخابات عهدناها في بلادنا وعرفنا كيف تتم، حتى فبركته رئيساً منتخباً. وفي سوريا وبعد لعبة جنيف القذرة التي لعبتها بإتقان على الائتلاف، كادت المزيد لهم بلعبة الانتخابات الرئاسية التي كانت معروفة نتائجها مسبقاً، وتنازل الطاغية عن نسبةٍ ورثها عن أبيه وهي 99.9% إلى 88.8% وبهذا يكون قد رسخ التعددية والديمقراطية وثبت مبدأ تداول السلطة!


إن هذه الألاعيب لم تعد تنطلي على المسلمين الواعين، وإن كان هناك من ينقنق هنا وهناك فهي ضفادع اعتادت على حياة الذل البعيدة عن حكم الإسلام، فهذه لا قيمة لها ولا يحسب حسابها أبداً في عملية التغيير الجذري التي عقدت الأمة الإسلامية العزم عليها.

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
م. هشام البابا
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا

20 من شـعبان 1435
الموافق 2014/06/18م

المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/info/index.php/contents/entry_37054