talks

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

التعليـــق السياســـي

لقد تم الان ترشيح حافظ اسد لرئاسة الجمهورية العربية السورية من قبل القيادة القطرية ومن قبل مجلس الشعب , وعين يوم 12/3 موعدا للاستفتاء , ولم يبق على تنصيبه رئيس سوى حدوث الاستفتاء ولما كانت نتائج مثل هذه الاستفتاءات معروفة فانه يمكن ان يقال ان حافظ الاسد قد اصبح رئيس الجمهورية العربية السورية الا اذا حدث ما ليس بالحسبان . والسؤال الذي يردده الكثيرون ولا سيما في سوريا هو : كيف يصير حافظ اسد رئيسا للجمهورية العربية السورية وهو علوي من الاقليات , وهذا ما لم يجرؤ عليه احد حتى ولا حزب البعث ولا اي رجل عسكري من العسكريين . فكان خبر تنصيبه مثيرا للدهشة والاستغراب عند الكثيرين ولا سيما اهل سورية .
وللجواب على هذا التساؤل هو ان حافظ اسد وان قام بابعاد الاتاسي وجديد بناء على اتفاق معهم , ولكن الامور قد تحولت بعد ذلك وتحول حافظ اسد من ذيل لعملاء الانجليز الى ذيل لعملاء الامريكان او ربما عميلا للامريكان . فحافظ اسد حين ذهب الى مصر ودخل في الاتحاد الرباعي رجع من مصر الى سورية على غير الوجه الذي ذهب به . فان المصريين وربما غيرهم قد اقنعوه بان يكون رئيس الجمهورية العربية السورية وان جماعتهم في سورية تؤيده , وربما اقنع لان يسند لا من مصر وحدها بل من امريكا نفسها , فسال لذلك لعابه وضرب بجميع الاعتبارات عرض الحائط , واخذ يعمل تدريجيا ليكون رئيسا للجمهورية ,‎فقام بزيارة الشمال , ثم قام بالاتصالات الشعبية , ولما رأى ان الشعب يسير مع الحاكم وان لا معارضة ظاهرة له , اقدم على العمل لذلك عمليا فكان ما كان من ترشيح القيادة القطرية له الخ .
هذا هو سبب اقدام حافظ اسد على ان يكون رئيس الجمهورية العربية السورية بالرغم من انه علوي من الاقليات . فان اسناد مصر له وتشجيعها بل ربما حملها له على ان يخطو هذه الخطوة هو الذي سهل عليه قبول ذلك , وصدق انه سيقبل من سورية وسوف لا يعارضه احد , لان مصر تسنده , وامريكا من خلفه تؤيده محليا وعربيا ودوليا مسنود بقوى كبيرة ولذلك اقدم على ترشيح نفسه لرئاسة الجمهورية وعمل لان يكون رئيسا للجمهورية . ولولا هذا السند القوي لما اقدم على ذلك بل لما فكر فيه .
هذا من ناحية الاجابة على التساؤلات ومن ناحية الوضع الذي اصبح فيه حافظ اسد , او الوضع الذي صارت فيه سورية , وهو تحولها من النفوذ الانجليزي الى النفوذ الامريكي حتى لو كانت مصر هي رسول هذا التحويل او القائم به . اما هل يثبت حافظ اسد في رئاسة الجمهورية او لا يثبت , اي هل يرضى به السوريون ام يرفضونه ويطيحون به , فان الجواب عليه يجب ان يبحث من ناحية دولية لا من ناحية محلية . لان السوريين على كثرة الانقلابات التي قاموا بها وعلى كثرة الاطاحة بالجمهوريات والدول فانه لم يقم فيها ولا انقلاب بدافع ذاتي بحت , ولا اطاح اهل سورية بحاكم من الحكام خلال ربع القرن الفائت بل الذي كان يقوم به انما هو الدول الاجنبية او بعبارة ادق هو انجلترا او امريكا . ولهذا فانه من هذه الناحية لا خوف على حافظ اسد محليا , فانه سيثبت ولا يوجد احد في سورية لديه القدرة على الاطاحة به . فضباط الجيش القادرون فانهم يتقاتلون على جلد الدب قبل صيده , والمخلصون منهم اعجز من العاجز , ولم يبق الا العملاء واذناب العملاء . ومن هنا يمكن القول انه لا خوف على حافظ اسد من السوريين فانه سيبقى رغم انفهم سواء رضوا به او سخطوا منه .
لهذا يجب ان يبحث موضوع ثبات حافظ اسد او عدم ثباته في رئاسة الجمهورية وربما وصوله او عدم وصوله اليها , من ناحية دولية بحتة لان الدول الغربية هي التي تتصرف في المنطقة كلها ومنها سورية , ولا يخرج عن ذلك الا المخلصون المبعثرون . ولذلك فان السؤال الذي يسأل هو هل سيسكت الانجليز عن هذا التحول ام سيرجعون سورية ويطيحون بحافظ اسد كما اطاحوا من قبل بحسني الزعيم واديب الشيشكلي ?
والجواب على هذا السؤال هو ان الاخبار الدولية تدل على ان هناك تحركات خارجية ضد سورية . فالاردن قد اخذ بحشد جيشه على حدود سورية . وهناك اقوال خاصة تتردد بان الجيش الاردني سيحتل دمشق . وتقوم الصحف المعروفة بتبعيتها للانجليز مثل جريدة الحياة وامثالها تهاجم حافظ اسد وتلمح للسوريين , وايضا فان السياسيين اليمينيين الموجودين في لبنان كمأمون الكزبرى وامثاله يتحركون تحركات مشبوهة , ويفهم من اقوالهم ان حافظ اسد سيطاح به , ولا يبعد ان تكون في لبنان (مركز المؤامرات على سورية ) اجتماعات غامضة ربما كانت اجتماعات تامر , ثم ان خصوم حافظ اسد في سورية يتحركون تحركات ضده , كان يفسرها البعض بانها مصطنعة لاظهار الانقسام .
فهذا كله يدل على ان الانجليز يقومون الان باعمال ومؤامرات للاطاحة بحافظ اسد , اما قبل وصوله او بعد وصوله . ويظهر من مجموع الاخبار ان ما يحاك في سورية ضد حافظ اسد ربما كان غير كاف للاطاحة به , لذلك جرت الاستعانة بالاردن ليسند ما يقوم في سورية ضد حافظ اسد او ليتدخل عند اللزوم ضد سورية بحجة ان سورية تدخلت ضده في ازمة ايلول . ولوكانت قوى الانجليز في سورية كافية للاطاحة بحافظ اسد وبالحكم الامريكي لما احتاج الامر الاستعانة بالاردن بل لاطاحوا به كما اطاحوا بحسني الزعيم واديب الشيشكلي ,‎ولكن نظرا لقوة حافظ اسد في الجيش السوري ولما حصل من تجاوب معه في المدة الاخيرة فان الامر قد احتاج للاستعانة بالاردن , تماما كما حصل في انقلاب 28 ايلول سنة 1961 يوم اطيح بحكم عبدالناصر لسورية‎, فانه حينئذ قد احتشد الجيش الاردني للتدخل اذا لزم الامر . ولهذا فانه اصبح من المؤكد حسب ظواهر الحوادث ان الاطاحة بحافظ اسد على وشك ان تنفذ , اما بانقلاب داخلي بحت , واما بتدخل خارجي من الاردن ولا يبعد ان يسنده العراق .
هذا هو واقع الوضع في سورية او واقع الظروف التي يجري فيها ترشيح حافظ اسد لرئاسة الجمهورية وتنصيبه رئيسا للجمهورية العربية السورية .
فيا ايتها الامة الكريمة , الى متى تظل بلادنا تحت سيطرة الدول الكافرة, والى متى تظل العوبة يلعب بها العملاء من الضباط والسياسيين العملاء , والى متى يظل نظام الكفر يتعاقب عليها وتظل كرة يتلاقفها الانجليز والامريكان ? اما ان لهذه الامة ان تدرك انه لا نجاة لها الا بالاسلام , ولا امل بنجاتها الا على ايدي المخلصين الواعين . لذلك ندعو الامة لان تضع حدا لهذه المسرحيات التي تنفذها دول الكفر على صعيد بلاد الاسلام , وان لا تقبل نظام حكم لها الا النظام الذي يجمع صفوفها ويطرد اعداءها ويطهر بلادها الا وهو نظام الخلافة لانه هو الوحيد الذي جعله الله نظام الحكم في الاسلام .

9 من محرم 1391 حزب التحرير
6/3/1971