press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

wamadat051017

ومضات: هل يقع حامل الدعوة في اليأس وكيف عالجه الإسلام؟

 

يقول الأطباء حتى يشفى المريض من مرضه لا بد له أن يمتلك إرادة الشفاء والتغلب على مرضه لأن حتى لو برئ من مرضه الجسدي فسيبقى مريض الوهم الذي سيطر عليه.
وكذلك التغيير فبداية التغيير تبدأ من إدراك ضرورة التغيير وامتلاك إرادة التغيير لواقعه أولاً ولما حوله ثانياً.

عندما تمتلك تلك الإرادة يغير الله واقعك.. وعندما يمتلك الناس إرادة التغيير ويعملون له بمجموعهم يغير الله لهم واقعهم، (إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ).

أما أولئك الذين يسيطر اليأس عليهم من التغيير ومن استجابة الناس حتى لو امتلكوا فكرة ضرورة التغيير فسيكونون مثل المريض الذي يدرك أنه مريض ولكنه فاقد للأمل من الشفاء فهو لن يشفى ولن يساهم في شفاء غيره بل سيكون أكثر ضرراً منهم لذلك قال صلى الله عليه وسلم: (إذا قال الرجل هلك الناس فهو أهلكهم).

وقد عالج الإسلام اليأس بأن طلب من المسلم القيام بما أوجبه الله عليه من أعمال والعمل من أجل تحقيق ما أمره الله به مخلصا له متوكلا عليه متقيدا بأحكامه و هو مسؤول عن ذلك فقط ومحاسب عليه أما النتيجة فلم يحاسبه عليها وجعلها بيده وحده عز وجل فهو وحده الهادي وهو وحده الناصر قال تعالى: (إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاء)، وقال: ( وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ).

عندما نسير في عملية التغيير وفي حمل الدعوة وفق ما أمرنا الله عز وجل ملتزمين الطريقة الشرعية التي أوجبها علينا مخلصين لله وحده مؤمنين أن الفرج النصر والتمكين منّة من الله يمنُّ بها على من يستحقها من عباده فسيكون زادنا ثقتنا بوعد الله ولن يؤثر علينا رضى الناس او سخطهم استجابتهم أو إعراضهم لأن سعادتنا في رضى الله عز وجل وهو غاية غاياتنا وقد خاطب ربنا عز وجل رسوله الكريم مسلياً له و مخففاً أثر تكذيب المشركين الظالمين لدعوته بقوله عز وجل: (قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُۥ لَيَحْزُنُكَ ٱلَّذِى يَقُولُونَ ۖ فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَٰكِنَّ ٱلظَّٰلِمِينَ بِـَٔايَٰتِ ٱللَّهِ يَجْحَدُونَ).

فإن كبر عليكم إعراض الناس عن دعوتنا وتكذيبهم لنا وعدم سيرهم في طريق النجاة والخلاص التي ندعوهم إليها فلنا في قصص الأنبياء مع الأمم السابقة عبرة ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة ولنا في وعد الله عز وجل وبشر رسوله صلى الله عليه وسلم زاد ودافع فالوعد منجز لا محالة والبشرى متحقق بإذن الله.
قال تعالى: (وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا).

 

للمكتب الإعلامي لحزب التحرير - ولاية سوريا
حنين الغريب