press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

ahdath221117

أحداث في الميزان: الدور التركي الخبيث في إجهاض ثورة الشام

 

الحدث:
أكد المتحدث باسم الرئاسة التركية "إبراهيم كالين" أن رئيس النظام السوري بشار الأسد لم يعد شخصًا قادرًا على منح السوريين حكومة ديمقراطية تشمل الجميع، ودعا إلى مراعاة جميع الأطراف المعنية بالأزمة وانتهاج موقف يضمن حرية وأمن الشعب السوري.

وطالب كالين بتشكيل حكومة انتقالية في سوريا تشمل جميع أطياف وشرائح المجتمع، وإعداد الأرضية الملائمة لإجراء انتخابات حرة وعادلة، وصياغة دستور جديد يعكس إرادة وآمال السوريين في الديمقراطية والحرية وسيادة القانون، وضمان وحدة الأراضي السورية في جميع الحلول السياسية، وتطهير البلاد من جميع العناصر الإرهابية، وإخراج جميع المقاتلين الأجانب منها. (الدرر الشامية).

 

الميزان:
إن حقيقة الدور التركي الماكر الذي كان يخدع الكثيرين من أبناء ثورة الشام بشعاراته الرنانة وعباءته الإسلامية ودعمه المسموم بدأت تتكشف بشكل جلي حتى أمام المبررين والمطبلين له، وذلك مع قرب تنفيذ الاستحقاقات السياسية التي تريد أمريكا فرضها في محاولة للإجهاز على ثورة الشام والتي يعتبر النظام التركي أهم أدواتها.

فصاحب القرار في الشأن السوري هو أمريكا التي وزعت الأدوار على عملائها وأدواتها والتي أسندت لتركيا دور احتضان المعارضة لتتمكن من حرفها عن مسارها والهيمنة فيما بعد على قرارها.

هذه هي حقيقة الدور التركي التي يحاول بعض أبناء الثورة أن يقدموه لنا على أنه الحل الوحيد الذي سينقذنا في الوقت الذي يخدعنا، ويقودنا طائعين إلى هلاكنا وهلاك ثورتنا، وإعادتنا بعد تجريدنا من سلاحنا ومكامن قوتنا إلى حظيرة نظام الإجرام من جديد.

إن الادعاء أن الدور التركي وتدخله في المناطق المحررة كضامن لخفض التصعيد في المناطق المحررة وبذريعة حماية المواطنين وتحقيق الأمن والاستقرار لمن يعيش في هذه المناطق ما هو إلا خدعة كبرى لما سيعقبه من إجراءات وخطط متفق عليها بين روسيا الحاقدة وإيران المجرمة وتركيا المخادعة وبمباركة أمريكية للقضاء على ثورتنا وإعادة الشرعية لنظام القتل والبراميل.

إن ادعاء نصرة الشعب السوري مجرد شعار لا برهان عليه، بل تكذبه تصريحات بعض المسؤولين الأتراك أنفسهم، فقد كشف ذلك منذ أيام (ماهر أونال) المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية التركي، بقوله (إنّ بلاده لم تطلق عملية "درع الفرات" من أجل السوريين، بل لحماية الولايات التركية الحدودية مع سوريا)، ولا علاقة لهم بما يجري في سوريا إلّا من زاوية ضبط الأكراد، ومنعهم من إقامة كيان مستقل لهم؛ بالإضافة الى الدور الذي تقوم تركيا ضمن مسلسل الحل السياسي الأمريكي القاتل لثورتنا.

إن المطالبة برحيل رأس النظام السوري فقط من قبل بعض المسؤولين الأتراك هو فخ يراد للمعارضة أن تقع به، وهو تحويلها من المطالبة بإسقاط النظام بكافة أركانه ورموزه، إلى المطالبة برحيل رأس النظام فقط، والتركيز على ذلك حتى يبدو في حال تحققه هو النصر الكبير والهدف العظيم الذي تسعى له ثورة الشام المباركة، مع المحافظة في الوقت نفسه على الجيش والأمن وهما أجهزة القمع وأدوات القتل لأهلنا الثائرين وليس من المحتمل أن يتحقق إزاحة القاتل بشار أسد من منصبه في المدى المنظور، وفق التصريحات الجديدة ممن كانوا يسمون "أصدقاء الشعب السوري".

ولأن بشار أسد بما ارتكبه من جرائم لم يعد يصلح لخدمة المصالح الأمريكية، ولأنه كأي عميل انتهت الفائدة منه فمصيره بالنسبة لأمريكا ليس مهما متى وجد البديل المناسب لتحقيق المصالح الأمريكية. لذلك نرى تصريحات المسؤولين الأتراك ما تزال حتى الآن تركز على رحيله وتُستخدم هذه التصريحات كوسيلة لاستمرار خداع فصائل المعارضة بالإضافة إلى ما ذكرناه سابقا وهو حرف الثورة نحو التركيز على المطالبة بتغيير رأس النظام، مع اسمرار المحافظة على باقي أجهزته الأمنية والعسكرية وحتى السياسية. وطرح فكرة الحكومة الانتقالية أو فكرة الحكومة الوطنية وبحثهما في مؤتمرات العار خير دليل على ما ذكرنا.

إن التغيير الذي دفع السوريون ثمنه من دمائهم وأعراضهم ومستقبلهم ملايين الشهداء والمهجرين والمعتقلين، لا يكون بتغيير رأس النظام بل بقلعه من جذوره. وحتى يتحقق هذا لا بد من الصبر والثبات، واستعادة قرار الثورة ممن رهنه بقوى خارجية مقابل المال القذر، الذي لن يوصلنا إلّا الى الهلاك المحتم بإعادة إنتاج النظام العلماني الذي أهلك البلاد والعباد. فلا تكونوا يا أهلنا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا، ولتدركوا حقيقة المؤامرة التي يكشف لكم خيوطها إخوانكم، واعلموا أنه لا قيمة للوعي ولا للندم بعد فوات الأوان.
قال تعالى:

(وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ...) ( النحل 92).

 

للمكتب الإعلامي لحزب التحرير - ولاية سوريا
أحمد معاز