press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

ahdath101217

أحداث في الميزان: المعارضة تستعمل أدوات استعملها النظام من قبلها لتضليل الثائرين عن مطلب إسقاط النظام

 

الحدث:
ذكرت وسائل إعلام روسية أن النائب السابق لبشار الأسد "فاروق الشرع" سيكون موجودًا في مؤتمر (الحوار الوطني) في "سوتشي" الذي دعت إليه روسيا. وأكدت وكالة "سبوتنيك" أن فاروق الشرع سيُدعَى لافتتاح المؤتمر، ومن المحتمل أيضًا أن يترأسه إلا أنه لم يتم الحصول على موافقة منه بخصوص ترؤُّس المؤتمر. وأضافت الوكالة أن الاستعدادات للمؤتمر جارية حاليًّا، مؤكدة أنه لن ينعقد قبل نهاية يناير/ كانون الثاني، وفي الغالب سيكون في فبراير/ شباط.

وكانت صحيفة الشرق الأوسط ذكرت في وقت سابق أن الكرملين الروسي يدرس اقتراحًا يتعلق بترؤس "فاروق الشرع" نائب رئيس النظام "بشار الأسد"، لمؤتمر "الحوار الوطني السوري"، المزمع عقده في مدينة "سوتشي" الروسية. وأفادت الصحيفة حينها أن الدراسة جاءت بناءً على اقتراح تقدم به بعض المعارضين السوريين، –لم تذكر أسماءهم أو الجهة التي ينتمون إليها– حيث طلبوا من وزارتَيْ الدفاع والخارجية الروسيتين دعوة "الشرع" لترؤس المؤتمر، معتبرين أنه شخصية وطنية مقبولة من شريحة واسعة من المعارضين، وكذلك العاملون في النظام السوري.

يُذكر أن المُعارِضة السورية "سميرة المسالمة" قالت أمس في مقال لها في صحيفة الحياة اللندنية: إن ترشيح الشرع أتى من كل من المعارضيْنِ خالد محاميد (نائب رئيس وفد المعارضة حاليًّا)، وهيثم مناع رئيس تيار "قمح" (الرئيس المشترك السابق لمجلس سوريا الديمقراطية)". (الدرر الشامية).

 

الميزان:
يظهر بين الفينة والأخرى خبر أن فاروق الشرع سيكون خيار المرحلة الانتقالية، وهذا يأتي في سياق التسويق الإعلامي لمن يدّعون أنهم معارضين للنظام، ويعيشون في كنف الغرب ومفاهيمه، فهؤلاء المعارضون بعد أن رأوا أن الإدارة الأمريكية وحلفاءها الروس مصرون على شخص أسد، لذلك فإنهم يحاولون عن طريق الدوائر الإعلامية إبراز اسم الشرع علّهم يعودون بشيء من مفاوضاتهم المخزية في آستانا وجنيف وغيرها، ألا وهو تغيير رأس النظام.

وهنا علينا أن نذكر الجميع أن النظام السوري هو نظام علماني يفصل الدين عن الحياة، وفي ظل نظام الأسد الأب والابن لم يفصلا الدين عن الحياة فقط، بل شنا حرباً بشعة على الإسلام السياسي ودعاته منطلقين من خدمة مصالح أسيادهم الأمريكان ومن علمانية الدولة، التي يتفاخرون بها ويطالبون أسياده في الغرب بالحفاظ على حكمهم باعتباره قلعة للعلمانية في الشرق الأوسط إذا سقطت فستتهاوى كل الأنظمة العلمانية في العالم الإسلامي كأحجار الدومينو.

لكل ذلك فإن ترويج اسم فاروق الشرع هذه الأيام يأتي في سياق التضليل الممارس جنباً إلى جنب مع البطش الروسي والإيراني بحق الثائرين في الشام، لكن الجديد في الأمر أن يصبح (الشرع) مطلباً للمعارضة المصنعة التي تدّعي الوطنية، حتى إن بعضهم طالب بأن يترأس فاروق الشرع مؤتمر الحوار الوطني في سوتشي، متناسين أن فاروق الشرع ما هو عمليا إلا ورقة يستخدمها أركان نظام القتل لخداع الناس ولمحاولة الالتفاف على مطالبهم في إسقاط النظام وكأن أهل الشام لا يعرفون أن صلاحيات أي عنصر في أجهزة الأمن والمخابرات هي أكبر من صلاحيات نائب الرئيس.

أليس من الغريب أن تعود المعارضة إلى نفس الأداة وهي "الشرع" للالتفاف على مطلب الثورة التي دفع الشعب السوري ثمنها تضحيات من دمائه وأعراضه ومستقبله، للتخلص من النظام، وتآمر عليه القريب قبل البعيد، وهذا يكشف حقيقة هذه المعارضة التي تأتمر بأمر الخارج بل وتحاول تمرير إرادته على الثورة، وتطويعها لتوافق أهواء الغرب ومطالبه ولتكون أداة فعالة في حله السياسي القاتل الذي يريد فرضه على أهل الشام.

 

أيها الأهل في الشام.. أيها الثائرون الصابرون:
تكشف لكم الأيام ما حذرنا منه سابقاً بأن هذه المعارضة هي الوجه الآخر للنظام، بل هي تتآمر معه على خنق الثورة والقضاء عليها بذريعة إنهاء القتل والمحافظة على الدم السوري وإعادة المهجرين، فقد كنا لكم الرائد الذي لا يكذب أهله وكشفنا لكم محاولات الغرب الكافر لإجهاض ثورتكم عن طريق تصنيع شخصيات وإبرازها على أنها معارضة للنظام، كي تركنوا إليها، فتمثلكم في مؤتمرات الخزي والعار، وتعيدكم إلى أحضان النظام العلماني الذي خرجتم عليه.

إننا لن نتمكن من تحقيق أهداف ثورتنا، والحفاظ على ثوابتها بتسليم قيادتنا لمن يصنعه لنا أعداؤنا ويتناغم في طروحاته مع أعدائنا ومع نظام الإجرام والقتل في الشام. بل يكون خلاصنا وفوزنا بتبني مشروع الإسلام العظيم مشروع (الخلافة الراشدة على منهاج النبوة)، هذا المشروع السياسي الذي يقدّمه لكم إخوانكم في حزب التحرير، للوصول بالثورة إلى هدفها الحقيقي بإسقاط النظام وتحكيم الإسلام وإقامة حكم الله في الأرض.

 

كتبه للمكتب الإعلامي لحزب التحرير - ولاية سوريا
أحمد معاز