press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

ahdath150118

أحداث في الميزان: يجب أن يكون استنفار الناس للجهاد على بصيرة ولأهداف واضحة

 

الحدث:
أحد رموز الجهاد على أرض الشام يطلق دعوة لأمراء الفصائل ومشايخ الساحة الشامية لاستنفار الناس للجهاد ورد عدوان النظام.

 

الميزان:
إن الدعوة لاستنفار الناس للجهاد ورد عدوان نظام القتل هي دعوة مباركة، وهي دليل أيضا على أن الثورة لا يجب أن تحتكرها الفصائل فقط، بل لا بد من أن تعود ثورة شعبية عامة، يسخر الجميع كل إمكانياتهم وما تستطيعون من أجل الوصول بها إلى أهدافها، التي قدم أهل الشام الغالي والنفيس من أجل تحقيقها.

وحتى تتحقق هذه الغاية، وتكون هذه الدعوة خطوة مباركة في المحافظة على ثوابت ثورتنا وتحقيق أهدافها، لا بد من الإشارة إلى عدة نقاط هامة نعقب بها على كلام الشيخ:

1- إن مجرد استنفار الناس والشباب دون تحديد وجهة المعركة لن يحل المشكلة، ولو نفر الكثير من الشباب، وخاصة إذا بقي أصحاب القرار من القادة بنفس العقلية التي تلتزم الخطوط الحمراء، و تتمسك بفتح نفس الجبهات (حماة)، فلن يتحقق إلا نصر جزئي، و لن نتمكن من رد الصائل المجرم حقيقة عن جميع أهلنا.

2- الصائل لا يُرد في جبهات حماة وحدها مثلا أو في جبهة واحدة أو اثنتين فقط بل يكون رد الصائل الذي قتل ودمر ولا يزال يقتل ويدمر ويشرد، بضربه في مقتله في دمشق، وفي مناطقه في الساحل، لأنه في دمشق يسقط النظام، أما في الساحل:
• هناك توجد حاضنة النظام (وحاضنة جنوده الذين يقاتلون في حماة).
• هناك القاعدة الروسية (حميميم) التي تنطلق منها طائرات الإجرام الروسي، وفيها تحاك مؤامرات المصالحات.
• هناك تُهجر حاضنة النظام، ولا يُهجر أهلنا من بيوتهم.
• هناك الخطوط الحمراء الدولية التي يُمنع الاقتراب منها بأوامر الدول الداعمة.
• هناك يُشتت النظام، ويسحب قواته (المهلهلة ) للدفاع عن عقر داره.

3- إن الناس قد فقدت ثقتها بقادة الفصائل نتيجة أخطائهم الكبيرة، وانصياعهم لأوامر الداعمين، وانحرافهم عن أهداف الثورة، بل حتى إنها فقدت الثقة (بالشرعيين)... وبالتالي فلن تستجيب لأحدٍ لا تثق به، فهي لا تطمئن لإرسال أبنائها للقتال في معارك تراها استنزافية فقط، لذلك لا بد من العمل على كسب ثقة الحاضنة الشعبية من جديد وذلك بالانحياز إلى مطالبها والصدق مع الله في الأعمال والأقوال، والتوحد معها على مشروع واحد ينبثق من عقيدتنا.

4- من الملاحظ أن الحاضنة الشعبية رغم معاناتها، حين تلمس وجود معركة جدّية - تحقق الإنكاء بالنظام وحاضنته، وليست تخديرية للشباب ولا استنزافاً لهم، وليس فيها ارتباط خارجي ولا دعم دولي، ولا هي لتحقيق أجندات خارجية، أو مخططات دولية هنا وهناك من تحت الطاولة - فإنهم سرعان ما يعودون للجهاد والبذل والتضحية عند ذلك.

5- قد يقول قائل: هناك نقص بأعداد المجاهدين ولا قدرة لهم على فتح معركة الساحل, والجواب: هذا النقص إن عولجت أسبابه التي ذكرتها سابقاً والتي أدت لانعدام الثقة بالقادة، ورأى الناس عملا جادا، ونيّة حقيقية لإسقاط النظام، فإن هذه المشكلة تُعالج بغضون أسابيع قليلة، ويُسد النقص بإذن الله، بل أكثر من ذلك.

6- وليس صحيحا ما يزعمه بعض القادة من أنه لا قدرة لنا على فتح معركة الساحل. فهذا الكلام تبرير، أوهى من بيت العنكبوت، فالصغير قبل الكبير رأى الأسلحة الثقيلة والدبابات تخرج أثناء الاقتتال بين الفصائل، فالمشكلة ليست في ضعف القدرات، وقلة الإمكانات، بل المشكلة أنه لا يوجد قرار بفتح هذه المعركة.

7- لذلك نؤكد أن الاستنفار الذي ذكره الشيخ، بارك الله به، يجب أن يُضاف له بند قبل البند الأول وهو تحديد: إلى أين الوجهة؟ ومع أي قيادة؟ وهل هذه القيادة جادة بالفعل في دفع الصائل بشكل حقيقي؟ وهل هناك ضمانات أو دلائل على أنه سيكون هناك عمل جدي أم مجرد استنزاف للشباب؟.

هذه بعض التعقيبات والتساؤلات التي يجب أن تتم الإجابة عليها، حتى تعود الثقة للحاضة الشعبية من جديد، فتقدم كل ما تستطيع وهي مطمئنة أن تضحياتها ستكون في المكان المناسب ولن يتمكن أحد من بيعها والمتاجرة بها.

لقد عودنا أهلنا في أرض الشام على التضحية بكل شيء في سبيل الله عز وجل، وعودونا على الوقوف الى جانب المخلصين من إخوانهم.

ما سبق هو محاولة لمعالجة المشكلة، ومحاولة لفهم ما يفكر به الناس حتى نجد حلاً للمشكلة، وليس الأمر تبريراً للقعود، ولا دعوة للناس لعدم الاستجابة والقعود، معاذ الله، بل إن الهدف من ذلك؛ أن تكون الاستجابة على مستوى الخطر الداهم، وأن يكون العمل على بصيرة من أجل نصرة المستضعفين من أهلنا وإخواننا، والعمل لإرضاء ربنا عز وجل، ونصرة دينه الذي ارتضى لنا.

فالواجب على كل مسلم أن يقوم بدوره بالأخذ على يد كل من يريد أن ينحرف بثورتنا عن أهدافها، أو أن يكون أداة بيد أعدائنا والمتآمرين علينا، وأن يقدم بالإضافة إلى ذلك ما يستطيع، استجابة لداعي الجهاد.

نسأل الله أن يوحد كلمتنا وأن يلهمنا السداد في الرأي والقول والعمل، وأن يجعل أعمالنا وأقوالنا خاصة لوجهه الكريم.

(رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا) (الكهف 10)

 

للمكتب الإعلامي لحزب التحرير - ولاية سوريا
أسامة الشامي