ahdath160218

أحداث في الميزان: أعداؤنا يجتمعون علينا ويتنافسون على ثرواتنا ونحن خارج المعادلة

 

الحدث:
صرح سيرغي لافروف قائلاً: (تصرفات الولايات المتحدة في سوريا تبدو كأنها محاولة لإنشاء دولة مصطنعة) وقال أيضاً: (إن واشنطن تخطط لإنشاء "شبه دولة" في سوريا على الضفة الشرقية للفرات وصولاً لحدود العراق). جاءت هذه التصريحات الروسية تعليقاً على الحادثة التي ضربت فيها الولايات المتحدة الأميركية قوات تابعة لنظام دمشق مدعومة بالميليشيات الشيعية ومرتزقة روس.

 

الميزان:
هذه الحادثة تؤكد مرة أخرى أن الهدف الحقيقي من الوجود العسكري الأمريكي على أراضي سوريا ليس محاربة تنظيم "داعش" الإرهابي الدولي، كما تدعي بل هو جزء من استراتيجية السيطرة على موارد الطاقة بشكل مباشر، وهو التنفيذ العملي لحقيقة الاستغلال ونهب خيرات الشعوب، الذي يتسم به النظام الرأسمالي الجشع متمثلا بسيدته وحاملة لوائه أمريكا.

ومع حالة التراجع التي تعيشها ثورة الشام، بسبب ارتهان بعض قادة الفصائل للدول الداعمة، وتنكرهم لثوابت ثورتهم، وانحرافهم عن أهدافها الحقيقية، وبيعهم لتضحيات أهلنا في سوق المفاوضات والمؤتمرات، شعرت الدول المتآمرة على ثورة الشام أنها اقتربت من فرض الحل السياسي القاتل عليها، وبدأت تفكر بما ستحققه من مكاسب لقاء ما بذلت من جهود، فازدادت تحركات روسيا السياسية لإنجاز مؤتمر "سوتشي" لإبراز نفسها صاحبة دور فاعل، وليست مجرد أداة كما أرادتها أمريكا، ولكن أمريكا أفشلتها وأعادت المفاوضات إلى جنيف. وإيران التي تحلم بطريق بري يصلها بالبحر المتوسط، لتعزز حلمها الفارسي، متناسية أنها مجرد أداة خبيثة ضد نهضة الأمة بيد أعدائها. فكانت الضربة الأمريكية الموجعة لمحاولاتهم التمدد شرق نهر الفرات رسالة واضحة تعيدهم الى حقيقة أنهم أدوات بيد أمريكا هي التي ترسم لكل جهة دورا يؤديه ولا يحق له أن يتجاوزه.

لقد جمعت أمريكا هؤلاء وغيرهم كتركيا والسعودية، وأعطت لكلٍّ دورا من أجل القضاء على ثورة الشام، التي ما زالت عصية عليهم رغم ما نراه من مظاهر التراجع، وقد كان لكل منهم مطامع وأهداف خاصة ولكن الذي يجمعهم هو حقدهم على الإسلام، والرعب الذي تملكهم من ثورة الشام، وما طرحت من ثوابت وأهداف تبرز تطلعاتهم نحو إعادة الحكم بما أنزل الله، والتحرر من هيمنة الدول المتسلطة علينا وعلى مقدراتنا. وتبقى أمريكا رأس الكفر الذي يدير المعركة، ويوزع الأدوار، ويرسم الخطط، ويتولى كِبر الكيد لثورة الشام، التي كانت ضد نظامها العميل.

لكن أليس عجيبا أن تجتمع كل هذه الدول على حربنا والكيد لنا، رغم باطلهم وتباين مصالحهم؛ ونبقى متفرقين متناحرين نوجه بنادقنا إلى صدور إخواننا الذين كنا معهم في خندق واحد ضد نظام القتل والإجرام، تماما كما يخطط لنا أعداؤنا؟!.

أليس عجيبا أن يبقى كثيرون منا بعد كل هذه المؤامرات يطلبون من عدوهم حلا، بل ويتركونه يتحكم بكل مقدرات ثوراتنا وكل قراراتها؟!.

أليس عجيبا ونحن الذين كسرنا حاجز الخوف وثرنا ضد أعتى الأنظمة وأكثرها إجراما ودموية ذلك الصمت الذي لفنا ونحن نرى أولئك القادة ومن يدعون زورا تمثلينا سياسيا وما هم إلا متاجرين بدمائنا وتضحياتنا، دون أن نغير عليهم أو نحاسبهم على منكراتهم كما أوجب علينا شرعنا؟!. إننا ندفع ثمن ذلك من دمائنا ودماء أبنائنا وهذا هو البؤس بعينه.

والمحزن من ناحية أخرى أن تكون كل هذه المؤامرات علينا ولكننا خارج المعادلة. ﴿ذلِكَ بِما قَدَّمَت أَيديكُم وَأَنَّ اللَّهَ لَيسَ بِظَلّامٍ لِلعَبيدِ﴾ (آل عمران: ١٨٢)؛

- أن نكون خارج المعادلة فذلك بما قدمت أيدينا واليد تجني ثمار ما صنعت.

- نكون خارج المعادلة عندما يكون قائد الثائرين من ليس كفء للقيادة بل هو جبان... منبطح... مهزوز... متآمر.

- تكون خارج المعادلة عندما تستورد حلولاً لمشاكلك من عدوك.

- تكون خارج المعادلة عندما لا تملك مشروعاً أو تصوراً أو رؤية.

- تكون خارج المعادلة عندما لا تمتلك كيان سياسي ينبثق من عقيدتك.

_ تكون خارج المعادلة إن أتتك الفرصة تلو الأخرى وأنت لها مضيع.

فكان من المحتم على أي أمة أن تحمل مشروعاً سياسياً تحمله مع قيادة سياسية واعية، لتطبيقه في كيان سياسي (دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة) فيصبح عندئذ المسلمون رقماً صعباً في المعادلة الدولية، يسوسون العالم بشرع الله ويحققون وعد الله وبشرى رسول الله صلى الله عليه وسلم (... ثم تكون خلافة على منهاج النبوة). (وَيَومَئِذٍ يَفرَحُ المُؤمِنونَ *بِنَصرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشاءُ وَهُوَ العَزيزُ الرَّحيم) (الروم: ٤-٥).

 

للمكتب الإعلامي لحزب التجرير – ولاية سوريا
مصعب أبو عمير