press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

ahdath19021811

أحداث في الميزان: خفض التصعيد خطوات لتقوية نظام الإجرام وتفتيت الثورة

 

الحدث:
قالت مصادر خاصة للجسر إن قاعدة حميميم الروسية في سوريا، هدّدت بإلغاء اتفاقية "خفض التصعيد" في ريف حمص الشمالي المحاصر.

وأفادت المصادر بأن القاعدة الروسية أبلغت المفاوِضين في ريف حمص بأنها ستلغي اتفاقية "خفض التصعيد" بتلك المنطقة في تاريخ 15 شباط (بعد 48 ساعة)، في حال لم يجلسوا مع مندوبي نظام الأسد؛ لوضع آلية تفاهم خاصة حول الريف الحمصي، بعيداً عما تم الاتفاق عليه في أستانا.

مصادر الجسر أوضحت أنّ مفاوِضي ريف حمص قاموا بإبلاغ "هيئة التفاوض" و"الائتلاف" بهذا التهديد، وطالبوا بتدخل تركيا كدولة ضامنة في اتفاق أستانا، لإبقاء وضع ريف حمص على ما هو عليه حتى تاريخ 4-5-2018.

يأتي هذا في وقت تقوم فيه روسيا ونظام الأسد "بانقلاب" واضح على مُخرجات اتفاق أستانا، عبر شن هجمات واسعة وقصف متواصل في إدلب وغوطة دمشق الشرقية، وفي ظل تطورات ميدانية على كامل الخريطة السورية.

 

الميزان:
لقد أثبتت الأحداث بما لا يدع مجالا للشك أن مؤتمرات التآمر التي عقدت في أكثر من مكان برعاية أمريكا وروسيا وغيرهما، تحت غطاء المنظومة الدولية، وكان من مقرراتها "مناطق خفض التصعيد"، إنما تهدف الى تثبيت نظام الاجرام في الشام والقضاء على ثورة الشام.

إن مناطق خفض التصعيد التي قد سبق وحذرنا منه كثيرا،هي في حقيقة الأمر وكما هو ظاهر لكل مراقب من أجل توقيف بعض الجبهات، كي يتفرغ نظام القتل والميليشيات المساندة له، من نقل قواتهما المنهكة الى مناطق أخرى يمارسون فيها تصعيدا في القتل والتدمير الممنهج، من أجل فرض شروطهم في الحل، أو إعادة المنطقة الى سيطرتهم من جديد، وإخراج من يرفض ذلك، والدول الضامنة تقوم بهذا الدور المرسوم لها فهي تنفذ مخططات أسيادها الرامية للقضاء على ثورة الشام.

وعندما يرى نظام الإجرام ومن يسانده أن من مصلحته التنكر لخفض التصعيد ونقض الاتفاقات التي أبرمها سابقا، فإنه يسارع لنقض اتفاقاته والتنكر لتعهداته. وقد حصل ذلك في أكثر من مكان، منها منطقة "الوعر" في حمص سايقا، والآن نشهد سيناريو مماثل في مناطق ريف حمص الشمالي كما في الخبر المذكور أعلاه.

لقد تمكن نظام الإجرام ومن يدعمه من الدول المتآمرة من تفتيت جهود الثوار وجعل التفكير الفصائلي والمناطقي المحدود هو المسيطر، ومن خلال خطوات مناطق خفض التصعيد عزز هذه المسألة و جعلها مطلبا لبعض القادة المرتبطين والمقيدين بحبال المال السياسي القذر، وليس هذا فحسب بل أصبح هؤلاء على استعداد لمقاتلة كل من يقف في وجه تصرفاتهم المشينة هذه. متناسين ما ارتكبت ميليشيات السفاح ومن يساندها من مجازر وموبقات بحق أهلهم وإخوانهم، ومتناسين حتى السجناء الذين كانوا يطالبون به،ولم يعودوا يذكرون حتى الحرائر المعتقلات في سجون أجهزة القمع.

وكل ذلك كان سببه الرئيسي اتخاذ قيادات مرتبطة تفتقد لأدنى درجات الوعي السياسي، ولا تمتلك أي مشروع تسعى لتطبيقه، بل جعلت من نفسها نتيجة افتقارها للمشروع وعدم وعيها على خطط الأعداء مطايا لتحقيق مخططات الأعداء وتنفيذ تآمراتهم.

وقد ساهم في ذلك أيضا غياب المحاسبة لهؤلاء القادة من قبل العناصر ومن قبل الحاضنة الشعبية، بل كان التعصب للفصيل والطاعة العمياء غير الواعية التي يعززها "شرعيون" مرقّعون، مهمتهم تبرير تصرفات القائد وشرعنة قراراته.

لذلك كان من الطبيعي أن #يضيق_الخناق ونصل الى ما نحن عليه من تراجع وتقهقر، فالرسول صلى الله عليه وسلم يخبرنا بعاقبة من يترك واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والأخذ على يد الظالم بقول: (والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف، ولتنهن عن المنكر او ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقابا منه ثم تدعونه فلا يستجاب لكم)، رواه الترمذي.

فكيف وبعضنا لا يركن الى الظالمين والمجرمين فقط بل ينسق معهم ويحمي جبهاتهم ويتآمر معهم على إخوانهم الذين كان معهم في خندق واحد. أما الآخرون فلا يكادون يغيرون حتى بقلوبهم يعتريهم اليأس والاستسلام لمصيرهم ويلفهم صمت عميق حتى لا تكاد تسمع لهم صوتا مستنكرا إلا ما رحم ربي.

أمام هذه الأمواج المتلاطمة والظلمات المتراكمة هناك حبل نجاة وحيد، إنه حبل الله المتين الذي أمرنا أن نعتصم به وحده، ونقطع حبائل من سواه. وهناك نور واحد يبدد ظلمات ما نحن فيه، إنه نور الإسلام ومشروعه العظيم الذي نواجه به ظلمات مشروع الغرب الرأسمالي الصليبي الحاقد، وأنظمة الكفر والبطش والضلال. ففي ذلك نجاتنا وفوزنا وعزنا.

 

للمكتب الإعلامي لحزب التحرير – ولاية سوريا
علي أبو عبيدة