press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

ahdath280218

أحداث في الميزان: من يهن يسهل الهوان عليه ما لجرحٍ بميت إيلامُ

 

الحدث:
(الاتحاد برس): وجهت السفارة الأمريكية في العاصمة الأردنية “عمّان” اليوم الأحد 25 شباط/فبراير، رسالة “شديدة اللهجة” لفصائل الجنوب السوري المدعومة من قبلها تدعوها للحذر من أي تصعيد ضد النظام السوري في المنطقة.

السفارة أكدت في رسالتها التي تناقلتها مصادر إعلامية معارضة، على “احترام قرار خفض التصعيد كي لا يعطى أي مبرر للنظام الأسد للتمدد لأراضي حوران والقنيطرة ويقتل الشعب السوري مجدداً”، إضافة لعدم الإقدام على أية إجراءات استفزازية من شأنها إعادة النار إلى المنطقة.

من جانبه رئيس مجلس حوران الثوري “عبد الحكيم المصري”، دعا لدراسة وتنظيم أي تحرك عسكري جنوب سورية، مطالباً في الوقت نفسه أعضاء هيئة التفاوض بتقديم استقالتهم كون ما يجري في الغوطة ينسف أي مسار محتمل للمفاوضات، ويؤكد على عدم جدية النظام وروسيا للتوصل لحل سياسي قريب على حد تعبيره.

يذكر أن منطقة تخفيف التوتر جنوب سوريا خاضعة لنظام تخفيف التوتر برعاية أردنية وأميركية وروسية منذ تموز من العام الماضي.

 

الميزان:
إن ما حدث ويحدث في غوطة دمشق الشرقية لم يحرك مشاعر المسلمين فحسب بل حرك مشاعر البشر و حرك الشجر والحجر.. من هول ما وقع ويقع على أهلنا في الغوطة من إجرام لم يسبق له مثيل في التاريخ ولم يسلم منه شيء.

إلا أن هذه الفصائل المسلوبة الإرادة، لم تحركهم تلك المشاهد المرعبة التي تحدث لأهلنا في الغوطة، فلم تحركهم صرخات الأطفال الجرحى، ولا استغاثات النساء الثكالى، ولا صور الأشلاء المتناثرة في كل مكان.

فقادة الفصائل الذين تتحكم بها أجهزة مخابرات دول الكفر، الداعمة للنظام، بشكل مباشر وغير مباشر، من خلال مدّه بأسباب الحياة التي منها إحكام القبضة على هذه الفصائل، وشلِّها وصرفها عن مهمتها في محاربة النظام، أو حتى مجرد التفكير في ذلك.

لهذا ترى النظام مطمئناَ بوجود هذه الفصائل، لأنه يدرك أنها لن تحرك ساكناَ تجاهه،فها هو يحرك الأرتال، وينقلها من مواقع مختلفة في الجنوب والشمال، ويوجهها لمحاربة أهلنا في الغوطة، بكل اطمئنان دون أن يخشى عملا على تلك الجبهات.

وقد جاءت رسالة السفارة الأمريكية هذه تهددا لكل مَن تسوّل له نفسه من قادة الفصائل القيام بأي عمل تجاه مناطق سيطرة النظام، التي لم يبق فيها الكثير من القوات أصلاَ، اللهم سوى أفراد الحراسة القلائل.

إننا لسنا بحاجة للتدليل على أن أمريكا عدوة الإسلام والمسلمين، وحاملة لواء الصليبية الجديدة، هي التي تقوم منذ بداية الثورة وحتى الآن بحماية نظام الإجرام العميل السفاح في دمشق ومنعه من السقوط.

لكننا نريد أن نؤكد ونبين لكل من أوتي البصر والبصيرة - وخاصة لأبناء الفصائل المخلصين - بأن هذه الفصائل التي من المفترض أنها أسست للدفاع عن أهل الشام والسير معهم في ثورتهم إلى النصر، يتبين بأنها أصبحت على العكس تماماً، فقد أصبحت، بعد أن ربط القادة أنفسهم للداعمين وغرف التآمر، أداة بيد الكافر المستعمر يتحكم بها، ويوجهها حيث يريد، ويمنعها من نصرة أهلنا المظلومين الصابرين الذين يواجهون إجرام دول الكفر قاطبة.

وهنا يتبين لنا كذلك زيف البيان الذي صدر عن بعض فصائل الجنوب في الآونة الأخيرة، بأنها متأهبة للثأر لأهل الغوطة، وإنها تتحين الفرصة لذلك؛ فلم تكن تلك البيانات إلا لذر الرماد في العيون، فحقيقة الأمر أنهم لن يتحركوا إلا فيما يخدم مصالح تلك الدول التي تتحين الفرصة للقضاء على ثورة الشام المباركة.

فهم أنفسهم قد أوهمونا،عندما وقَّعوا على اتفاقية خفض التصعيد في الجنوب، بأنهم اشترطوا شمول الغوطة الشرقية وقتئذٍ بتلك الاتفاقية، والآن يرون كيف نقض المجرمون لها في الغوطة، بل ويرون كيف يصبون جام كيدهم وغيظهم على أهلنا فيها، ولكن قادة فصائلنا لايزالون يتمسكون بالتخاذل والهوان استجابة لأوامر الدعمين.

إن وجود العناصر المخلصة ضمن المنظومة الفصائلية هذه، واستعداهم لنصرة إخوانهم، لن يغير من المعادلة شيئا، ما داموا راضين بالانصياع لقادتهم الذين باعوا التضحيات، وخانوا الأمانة، وانحازوا لفسطاط الأعداء، ومنعوا المخلصين من أبناء الفصائل من القيام بأي عمل مؤثر نصرة لإخوانهم.

لذلك كان لا بد من التغيير على هؤلاء القادة، واستبدالهم والخروج من هذه المنظومة الفصائلية المقيتة التي تكبل أبناءها، ليتخذ المخلصون من أنفسهم، ومن إخوانهم قيادة واعية مخلصة تنحاز الى أهلنا وتنصر إخواننا، وتقطع يد المتحكمين بثورتنا.

إننا في المقابل نرى جماهير المسلمين تغلي غضباً ضد تخاذل هذه الفصائل، فقد خرجت ولا تزال تخرج في المظاهرات التي تندد بهذه المنظومة الفصائلية المرتبطة، وتستنكر تخاذلهم، وقد رأينا مظاهر الاحتجاج الأخرى في مناطق متعددة على أرض الشام.

وليعلم قادة الفصائل بأن من خرج يريد اسقاط النظام لا يعجزه الخروج لإسقاط أمثالهم، وأن ثورة الشام بلغت مرحلة حرجة فقد ضاق الخناق ويا ويل قوم يصمتون.

وإن تمايز الناس حركة طبيعية، فكما أخبر سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ستفضي نتيجة هذا التمايز الى أن يكون فسطاط المسلمين في الغوطة، فما يحدث فيها محرك لذلك التمايز.

ومنطقة حوران هي بوابة لدمشق والغوطة، هكذا هي وهكذا كانت على مر العصور،فلم تفتح دمشق إلا من خلالها، والكافر المستعمر يعي هذه القضية تماماً،فقد سعى جاهداً لإحكام السيطرة على الجنوب من خلال فصائل أغراها بتوافه العيش،وقد ظن نفسه أنه قد نجح في ذلك، لكن الأمل الكبير بهذه الأمة،أن ينتفض الناس ويعيدوا للثورة سيرتها الأولى، نقية طاهرة تصدح كما كانت من قبل "هي لله هي لله" فالثورة التي انطلقت من حوران ستستمر بإذنه تعالى، وستزحف الجموع الى دمشق الشام لتقتلع نظام الإجرام، وتقيم حكم الإسلام، فلله الأمر من قبل ومن بعد. ( ۚ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ ۚ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ ۖ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ) (سورة الروم 4 - 5).

 

للمكتب الإعلامي لحزب التحرير – ولاية سوريا
د. محمد الحوراني
عضو لجنة الاتصالات المركزية لحزب التحرير - ولاية سوريا