ahdath290418

أحداث في الميزان: عين بصيرة هي ما ينقص أهل ثورة الشام ...

الحدث :

تناقلت وسائل اجتماعية وإعلامية مختلفة أخبار نية دخول قوات عربية تكون بمثابة قوات فصل ما بين مناطق النظام والمناطق المحررة وذكرت مقترحات عن قوات مصرية وأردنية وسعودية.

الميزان :

لعل الناظر لمثل هذه الأخبار قد يتوهم أن الثورة في مراحلها الأخيرة ، وأن كل شيء قد مضى ، وأن التضحيات التي بذلت قد ذهبت أدراج الرياح . ولعل سطحية النظرة فيها تظهر أن دول الكفر قد تمكنت من إجهاض الثورة ، ونجحت بإعادتها لحضن نظام العمالة والإجرام ، وبالتالي ما علينا إلا الاستسلام ، و الدعوة لوقف عجلة الثورة ، لأنها أصبحت غير نافعة ومجدية ؛ ولعل النظرة المناسبة لمثل هكذا مشهد هي النظرة المستنيرة من عين بصيرة واعية سياسيا ؛ إن ما يحدث من ترويج لمثل هكذا قوات مفاده عدة نقاط منها :

أولها : أن نظام السفاح بشار واضحٌ عجزُه في بسط السيطرة على جل الأراضي السورية ، وأن الدول التي ستتدخل ما هي إلا لمساعدته في ذلك ، نتيجة إنهاكه وعدم قدرته على الإدارة ، وما اقتراح قوات بديلة رديفة لإدارة كثير من المناطق التي تم إفراغها من أهلها كالغوطة وحلب ، والتي تسيطر عليها أمريكا مع الميلشيات الكردية شرق الفرات أيضا ،إلا دليل على عجزه وعدم قدرته.

ثانيا : يظهر ذلك أن أميركا أم الكفر لم تحسم أمرها بالحل في سوريا ، وأنها ما تزال غير مطمئنة لما أحرزته من تقدم على أرض الشام ، وليس في مداها المنظور إنهاء الصراع ، لذلك اقترحت قوات عربية كي تحمِّل دول المنطقة أعباء حملتها الصليبية علينا ونهب خيراتنا ، و لضمان عدم حدوث فلتان عسكري ليس بالحسبان وبالتالي يذهب سعيها سد ى .

و ليس الأمر كما تروج له هذه الدول من باب الحرب النفسية ضد ثورة الشام ، بأنها تلفظ أنفاسها الأخيرة ، والهدف من ذلك أن نعلن هزيمتنا ونقنع بموت ثورتنا ، فنفقد أي أمل بالتحرك والمتابعة ، فنكون كمن ارتدى كفنه بانتظار دفنه وهو على قيد الحياة .
بل يجب علينا أن ندرك أن صراعنا مع هذه الدول وأدواتها وأذنابها صراع مصيري ، لا مجال فيه لأنصاف الحلول ، بل هي ثورة حتى تحقيق أهدافنا بالقضاء على نظام الإجرام وإقامة حكم الإسلام بإذن الله .
وهذا يجب أن يدفعنا الى تصحيح مسارنا ، والتمسك بثوابتنا ، و بذل المزيد من الجهد ، عسى الله أن يكرمنا بالفرج القريب من عنده فالله سبحانه وتعالى قاهر فوق عباده وهو القائل : ( إنَّ الذين كفروا ينفقون أموالَهم ليصدُّوا عن سبيلِ الله فسينفقونها ثم تكونُ عليهم حسرةً ثم يغلبون ) وهو القائل ( ويمكرون ويمكر اللهُ واللهُ خيرُ الماكرين ) ،.

إن كثرة التصاريح والمقترحات والأطروحات دليل على أن الصراع بين الحق والباطل على أرض الشام لم ينته ، وما علينا إلا أن نعتصم بحبل ربنا ونجدد عهدنا معه ، لنسير على هدى وبصيرة خلف قيادة واعية مخلصة جربنا صدقها من إخواننا وأبنائنا ، متبنين مشروعنا الذي ينبثق من عقيدتنا ، نُرضي به ربنا ونُقارع به أعداءنا .
( وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُون )

للمكتب الإعلامي لحزب التحرير – ولاية سوريا
عبدو الدلي أبو المنذر
عضو المكتب الإعلامي – ولاية سوريا