press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

1722019sutchii

 

الحدث:

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لا يستبعد القيام بعملية مشتركة بين روسيا وتركيا وإيران في سوريا. (الدرر الشامية).

الميزان:

إن أخطر ما ابتليت به هذه الأمة بشكل عام وثورة الشام بشكل خاص هو هذه الأنظمة العميلة التي تنفذ أجندات دول الكافر المستعمر. فبعض هذه الأنظمة سافر في عمالته مفتخرًا بأنه يقوم بأداء مهمة أسياده. لكن أخطر هذه الأنظمة على الإطلاق كان النظام التركي، ففي الوقت الذي كانت فيه أغلب الأنظمة العربية لا تخفي تعاونها واتصالاتها مع النظام المجرم، كان النظام التركي يُلبس على الناس -ولا يزال- ويخدعهم بأنه هو حاميهم وناصرهم! بل ذهب بعيدًا عندما نعتهم بالمهاجرين ونعت نفسه بالأنصار.

لقد شكل النظام التركي مع النظامين الإيراني والروسي ثالوثَ الإجرام الذي فتك بثورة أهل الشام، حيث صاغ هذا الثالوث المجرم مؤامرات أستانا وعمل على تنفيذها بحذافيرها، فسُلِّمت مناطق خفض التصعيد الواحدة تلو الأخرى من خلال الضغط المباشر على الفصائل ترغيبًا وخداعًا تارة، وترهيبًا وتحذيرًا بقطع شريان الحياة عن هذه الفصائل الذي كان أساسه المال السياسي القذر تارة أخرى، في حين ظل الهدف واحدًا وهو: "إخضاع المناطق وارجاعها للنظام".

وبعد أن استقر الحال على ما هو عليه الآن من انحسار المناطق المحررة واقتصارها على إدلب وما حولها، أخذ مكر هذا الثالوث منحى آخر يختلف عما سبق، فقد أدرك قائد المايسترو (أمريكا) بأن جرح درعا لم يلتئم ولن يعود الحال لما قبل الثورة، وكذلك بقية الجروح التي أُخضعت جبرًا للنظام المتهالك؛ فالثورة في تلك المناطق جمر تحت الرماد، واشتعالها مجددًا مسألة وقت ليس غير! وبالتالي إخضاع إدلب بنفس الطريقة -إن تم- لن يجدي نفعًا بل على العكس من ذلك ستكون نتائجه كارثية، إذ سيعجل باشتعال المناطق الأخرى فضلًا عن إدلب.

لهذا كله كان سوتشي، وكانت مخرجاته التي ألبست على الناس بما حملت من خبث ومكر أعده أقطاب هذا الثالوث وباركه قائد المايسترو، فقد خدعت مخرجاته الناس بجلب الأمان ومنت الفصائل بشيء من حكم وسلطان. ولكن الواعين من هذه الأمة تصدوا لهذه المؤامرة فتحركت المظاهرات في مناطق مختلفة وحصلت زيارات للنقاط العسكرية التركية، لسان حالهم فيها يقول: "نحن واعون لما تخططون وتمكرون". فأربكوا المشهد على المجرمين، وكادوا أن يطيحوا بسوتشي لولا وقوع الفصائل المتنفذة في شَرَك وخداع النظام التركي.

إزاء ذلك كان لا بد من حلقة مكر جديدة مُحكَمة وسوتشي ثانٍ وهكذا كان! فقد التأم أقطاب هذا الثالوث مرة أخرى في سوتشي، ولم تصدر عنهم قرارات واضحة -زيادة في المكر والخبث- سوى محاربة الإسلام تحت عنوان محاربة الإرهاب. وقد كان أخطر ما جاء في سوتشي هو ما صرح به رأس النظام التركي للصحفيين في الطائرة وهو راجع من سوتشي بأن العملية العسكرية التي من المزمع أن يقوم بها ثالوث الإجرام من الممكن أن تبدأ في أي وقت، والمهم بالنسبة له هو: "سلامة أهل إدلب"! وكأن عشرات الشهداء الذين سقطوا ويسقطون كل يوم وعلى مرأى ومسمع من قواته المرابطة في مورك والصرمان وتل الطوقان هم من كوكب آخر وليس من أهالي إدلب المظلومين أو ممن لجأ إليها بفعل مؤمراته السابقة!

هذا التصريح المليء بالشر سانده تصريح وزير خارجية روسيا في مؤتمر ميونخ للأمن بأن العمل على تصفية الفصائل الإرهابية هو مهمة العسكريين، وأنها لن تكون على غرار ما حصل في الرقة!!فهل وعت الفصائل في إدلب على هذا المكر الجديد والخبث المفضوح وهم يرون حلف النظام يمطر المدن والبلدات المحررة بآلاف القذائف والصواريخ يوميًا!والسؤال الذي يجب أن يوجه لهم: ماذا تنتظرون؟ هل تنتظرون نهاية كنهاية درعا والغوطة؟ ألم تتعظوا مما سبق أم أن العمالة والبلادة عملت فيكم معملًا؟! إن لم تحرككم هذه الدماء وصور أشلاء الأطفال المحترقة فماذا يحرككم إذن؟

فيا أهل الشام الصابرين المحتسبين: لا تسمحوا لهؤلاء المجرمين (الأنظمة ومن شايعها) أن يعبثوا بثورتكم التي قدمتم في سبيل إنجاحها الغالي والنفيس، فهُم يتحينون الفرصة للإجهاز عليها ولا يأبهون بدمائكم ولا بآهاتكم ولا صرخاتكم! وقد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر! وهم لا يخفون نيتهم في العمل والحفاظ على نظام الإجرام، ولايخفون كذلك تواصلهم معه تنفيذًا لمطالب سيدهم القابع في البيت الأبيض. وقد أطلعتنا الصحف قبل أيام قريبة عن لقاء أمني جرى في أنطاليا مع المجرم علي مملوك على غرار ما حصل في عمّان قبيل الإجهاز على درعا والجنوب. فخذوا على أيدي أبنائكم المخلصين والتفوا حولهم وساندوهم ليكونوا شوكة في أعين هذا الحلف وأذنابه، واستنفروهم للتصدي لهذه المؤامرة التي تهدف لتجريدكم من سلاحكم، كلِّ سلاحكم، ومقاتلةِ من يمانع تسليم سلاحه تحت ذريعة الإرهاب تمهيدًا لإرجاع هذه المناطق إلى حضن النظام وبيع كل التضحيات وتصفية الثورة!

وعليكم أن تهبوا هبة تنصرون فيها الله وتنصرون مشروع الإسلام العظيم حتى تستحقوا نصر الله لكم. وتذكّروا بأن النصر مع الصبر والثبات، وأن عين الله ترعاكم أهلَ الشام. بهذا السبيل وحده تستطيعون أن تكملوا ثورتكم وتقضوا على مخططات ومكر ثالوث الإجرام هذا ومَن خلفه. والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

 

للمكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية سوريا
د. محمد الحوراني