2122019SAUDI

 

الحدث:

صعود محمد بن سلمان على ظهر الكعبة؛ والمغامسي يدعو له ويبارك فعله.

الميزان:

في الحديث الذي يرويه البخاري عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه في سؤاله عن الشر والخير يقول: (قلتُ فهل بعد ذلك الخير من شر؟ قال: نعم، دعاة على أبواب جهنَّم، من أجابهم إليها قذفوه فيها. قلتُ: يا رسول الله، صِفْهُم لنا؟ قال: هم من جِلدَتِنا، ويتكلمون بألسنتنا). هذا الحديث وكأنه يشير إلى هؤلاء المجرمين الذين يدورون مع السلطان حيث دار؛ فتجدهم يسوّقون له ويحاولون الذود عنه وتبرير أفعاله حتى لو كانت كفرًا! ويعزفون على وتر الطاعة بدعوى "عدم شق الصف" وأن هؤلاء "ولاة أمور" وما هم إلا ولاة خمور.

وما أشبه مشهد المغامسي اليوم حين يدعو لابن سلمان ويبارك وقوفه على ظهر الكعبة الشريفة، ما أشبهه بمشهد الأمس حين جاء أبرهة الأشرم ليهدم بيت الله الحرام وكان في مقدمة جيشه أبو رغال الذي يدله على الطريق ويمهد له. والكل يدرك أن آل سعود إنما يهدمون الدين وليس فقط بيوت الله، وما انتشار الفساد والرذيلة ولَجْم العلماء وسوقهم للسجون عنا ببعيد.

لا عذر لهؤلاء المضلِّلين البتة، فهل يجهل عاقل جرائم آل سعود بحق المسلمين وكيف ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله؟ ألم يتبين للعالم أجمع كيف أنهم دفعوا الأموال الجزيلة لثورة الشام ليحرفوا مسارها ويمنعوا سقوط نظام أسد؟ وكيف دعموا سيدهم "ترامب" بمبلغ ٤٧٠ مليار دولار في الوقت الذي يتضور فيه ملايين المسلمين جوعًا؟! مع ذلك، تجد ما يسمى بالعلماء -وما هم إلا أتباع السلاطين وعلماء بلاط- يبيعون دينهم بعرض من الدنيا زائل، يفتون على ذهب المعز وسيفه وهوى النفوس وحقدها المِلْحاح! فرق شاسع بين عالم سلطان أفتى خزعبلة وجاء ضلالة وألبس الباطل ثوب الحق ولوى أعناق النصوص ليرضى عنه أسياده، وبين علماء وصِف أحدُهم بسلطان العلماء ووصف ثانيهم بأن الله قد ثبّت به الدين! نتكلم عن العز بن عبد السلام والإمام أحمد وسعيد بن جبير وغيرهم الكثير الكثير الذين لم يهادنوا الظالم ولم يحابوه بل كانوا سيوف الحق ومشاعل النور الذي يبدد ظلام الجهالة.

ما أحوج الأمة اليوم لأمثال هؤلاء العلماء الصادقين بعد أن تداعت علينا الأمم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها، وبعد أن أجهز الغرب الكافر على دولة الخلافة حامية الحمى وبتنا كالأيتام على موائد اللئام. كم نحتاج لعلماء ربانيين (أي يجمعون بين الفقه والسياسة كما قال الإمام الطبري)، علماء يلمّون شتاتنا لنعيد أمجاد الخلافة التي تُعلي راية العقاب خفاقة فوق بنيان الظالمين وتسيّر الجيوش الجرارة لتهزم الباطل وأهله. (ويسألونك متى هو قل عسى أن يكون قريبًا).

 

للمكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية سوريا
عامر سالم "أبو عبيدة"