242019camp

 

الحدث:

غادر مئات السوريين القاطنين في مخيم الركبان خيمهم، متوجهين نحو مناطق تابعة للنظام حيث يخضعون لعمليات تسوية أوضاعهم (سكاي نيوز العربية).

الميزان:

إن قاطني مخيم الركبان سيئ الصيت -والذي يقع بالقرب من الحدود ضمن الأراضي السورية وليس الأردنية كما يظن البعض- وصلوا لمرحلة يرثى لها بعد 4 سنين من القهر والجوع والبرد والإهمال من الجانب الأردني الذي لطالما منع المساعدات الإنسانية من الوصول إلى أهالي المخيم الذين هربوا من جحيم نظام أسد المجرم. وزاد من معاناة هؤلاء المستضعفين تسلُّطُ فئة تنسب نفسها للثورة من فصائل الجيش الحر التي كانت تمارس القمع والابتزاز داخل المخيم وتجني الأموال الطائلة من عمليات التهريب. كل ذلك دفع المئات للرضوخ لمرارة الواقع والاطمئنان لوعود النظام بالعفو المؤقت عنهم والدخول بمصالحات مذلة بهدف البحث عن نوع من العيش الكريم وإن كان تحت سلطة الجلاد من جديد.

إن عودة الناس قسريًا لحضن النظام يتحمل مسؤوليته قادة الفصائل الذين تخلوا عن حاضنتهم الشعبية ولم يتبنّوا ثوابتَ للثورة يتشبّثون بها ويقاتلون من أجل تحقيقها بعيدًا عن تأثير الداعمين وسطوتهم التي أفقدت الثورة جذوتها وروحها حتى كادت تنطفئ.

يُضاف إلى تخاذل القادة خيانةُ دول الجوار التي مارست أبشع أنواع الإذلال والتضييق بحق المسلمين الفارين من جحيم الموت بهدف دفعهم للعودة إلى حظيرة النظام؛ فالأنظمة العميلة تحارب المسلمين كالجسد الواحد ولا فرق في ذلك بين النظام الأردني أو اللبناني أو التركي، وكلهم يعملون ضمن مخطط شيطاني يرسمه لهم السيد الأمريكي لفرض الحل السياسي الغربي على الشعب السوري وللقضاء على الثورة السورية التي قدمت أكثر من مليون شهيد ومئات الآلاف من المصابين والملايين من المهجرين. ولكنْ هيهات أن يتم لهم ما يريدون، فالله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

 

للمكتب الإعلامي لحزب التحرير- ولاية سوريا
أحمد الصوراني