press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

haltouid130913

هذا السؤال يصور ما يجري بشكل خطأ, بل بشكل مغلوط. فهو لا يعبّر عن الواقع تعبيراً صحيحاً, بل إنه يعكس الصورة... لذلك فأنا أرفض السؤال من أساسه لأنه مبني على فرضية السائل ومغالطته وتمنياته, هذا لو أحسنا الظن به.
بداية لنسجّل هذه الحقائق المبتوت بها:
١-أميركا لا تريد الانتقام لدمائنا.
٢-ولا تريد الانتصار للقانون الدولي.
٣-ولا تريد إنهاء معاناتنا.
٤-إنها ضد ثورتنا.
٥-وهي مَن مَنَعَ السلاح عنا.
٦-وتريد تجريد البلد من كل شوكة تقلق يهود خوفا من انتصار الثورة.
٧-وهي تريد إبقاء بنية النظام العسكرية والأمنية المجرمة بعد أن تُعِدّ رأساً فاسداً جديداً بدل عميلها الهالك.

إن الموضوع ليس كما يتوهم البعض, من أن أميركا تريد أن تأتي لمعاقبة المجرم على استعماله الكيماوي ثم تذهب, "ويا دار ما دخلك شر"! الأمر ليس بهذه البساطة أيها الاخوة!
أميركا ليست جمعية خيرية! ولا هي رسول محبة! ولا هي نصير للمستضعفين! بل هي رأس الكفر, وعدوة المسلمين وهي الدولة الاستعمارية الأولى في العالم... لا حدّ لطمعها وجشعها, وهي لا تشبع من امتصاص دمائنا وهتك أعراضنا.

إن السؤال الصحيح الذي يُعبِّر عن الواقع بشكل صحيح هو: هل أنت مع تدخّل الدول الكافرة الاستعمارية في بلادنا؟ بغض النظر عن التفاصيل.
هذا هو الواقع المبحوث والسؤال الصحيح. أما الجواب، فهو بالنسبة للمسلم كلامٌ فصلٌ مُنزّلٌ من رب العالمين: {وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا}، وقول النبي صلى الله عليه وسلم (لا تستضيئوا بنار المشركين).
إن الله قد حرم تحريماً جازماً أن يكون للكفار -وخاصة الأعداء منهم- أي سلطان على المسلمين, أو تدخّل في شؤونهم وخاصة شؤون الأمن والقضايا المصيرية.
إن الموضوع يتعلق بالمبدأ: هل نرضى أن نتولى الكافرين من أعداء الله ونسمح لهم أن يتدخلوا في شؤوننا أم لا؟ لا تستطيع أن تقول أسمح لهم في هذه ولا أسمح لهم في غيرها!
إن تلك الدول ليست شركات أمنية تستأجرها وقت تشاء, ولا هي رهن أمرك, ولم تُعدّ تلك الدول الاستعمارية جيوشها وأساطيلها لتُحقق رغباتك! بل هي الشر بعينه, وهي الكفر بكلكله, وهي العدو وأي عدو! إنها المستعمر الذي أذّل الشعوب الضعيفة, ونهب خيراتها وسلّط عليها الطغاة والجبابرة.
وهي من دمّر بلادنا ومزقها, وسلّط علينا شذاذ الآفاق من الحكام كي لا تقوم لنا قائمة... فهل نُقرّ لها بنفوذ في بلادنا, ونسلّم لها بتسلطها علينا, أم نتصرف تصرف المؤمنين الأحرار الذين يأبون العبودية لغير الله والخضوع لغير شرعه وسلطانه وحكم دولته.

لو كنا فعلاً أهلاً للإيمان والتحرير والعزة والنهضة, فلا بد أن ندفع ثمن كل ذلك مِن دَمِنا نحن كي نستحق النصر والتمكين... بل لا يكفي أن ندفع أي ثمن, ولا أن نسير في أي طريق كي ننال النصر, بل لا بد من السير على الطريق الشرعي, ولو كان مليئاً بالشوك والنار, ولا بد أن نصبر ونصبر حتى تزلزل الأرض بنا فلا يبقى فينا درن ولا نفاق, وحتى يميز الله الخبيث من الطيب, وحتى تصقل النفوس وتعد العدة للاستخلاف الأكيد والحكم الرشيد.

(إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)

منذر عبد الله | 13- 9 -2013 م