press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

art201216

تضج وسائل الإعلام ومواقع التواصل الإلكتروني بالحديث عما جرى ويجري في مدينة حلب من تقدم كبير لقوات النظام الأسدي وسيطرته على معظم أحياء المدينة وخروج الأهالي والفصائل المسلحة منها باتجاه ريف حلب ومحافظة إدلب.

وفي حين يكاد النظام الأسدي يحكم قبضته على حلب نلاحظ التخاذل الكبير والصمت المريب لما يعرف بـ"المجتمع الدولي" حيال المجازر والانتهاكات المروعة التي ترتكبها قوات النظام والمليشيات المتحالفة معه بحق المدنيين من قتل وتدمير وتشريد، وهو ما يوضح مدى تواطؤ القوى المتحكمة في المشهد الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية مع النظام الأسدي المجرم في محاولة يائسة لوأد الثورة وتركيعها وإرغامها على القبول بالحل السياسي الذي يقضي ببقاء النظام مع مساحيق و"ديكورات" تجميل من بعض قوى الثورة التي رهنت مصيرها وإرادتها لدول الغرب وبعض دول الإقليم في غباء منقطع النظير.

إن الصراخ والنحيب والعويل والتباكي كالثكالى والأرامل على ما جرى في حلب الشهباء لن يجدي نفعاً، ولن يغير من حقيقة الأوضاع على الأرض، فالوقت ليس للبكاء والمرثيات وتدبيج القصائد كأن ما حدث هو نهاية الثورة ونهاية التاريخ! فمعركة حلب ليست إلا مشهداً من مشاهد موقعة عظيمة مع قوى البغي والإرهاب العالمية بقيادة أمريكا وروسيا وأذيالها كالنظام السوري والإيراني ومن والاهم، فإن خسرت الثورة اليوم جولة فقد كسبت جولات من قبل؛ وإن كانت حلب قد سقطت في يد النظام فهناك العديد من المناطق في الجغرافيا السورية تسيطر عليها وتتحكم فيها قوى الثورة، وحينما خسر المسلمون في عهد النبي ﷺ موقعة أحد لم يقضوا الوقت في التباكي والتلاوم؛ بل قاموا بدراسة الواقع وأسباب الهزيمة لتلافيها لاحقاً في مقبل الأيام، ولم يمض وقت طويل حتى جاءت معركة الأحزاب ومن ثم فتح خيبر وفتح مكة وسيادة الإسلام على كامل جزيرة العرب.

إن الوقت يجب أن يكون لدراسة الواقع جيداً، وتحديد مكامن الخلل والنقص والضعف، وتغطية الثغرات التي نفذت عبرها الهزيمة الأخيرة، وأبرز هذه الأسباب التي أدت لسقوط حلب هو رهن بعض الفصائل الثورية إرادتها لبعض دول الإقليم كقطر والسعودية والأردن و(تركيا-أردوغان) التي خذلت الثوار خذلاناً مبيناً ودفعتهم لمعركة انصرافية مع "تنظيم الدولة" في مدينة "الباب" بريف حلب تحت مسمى "عملية درع الفرات"، وذلك في الوقت الذي كانت فيه حلب تئن من وطأة الحصار والتدمير، ولم يحرك أردوغان ساكناً تجاه كل الانتهاكات التي حدثت واكتفي كعادته بالتصريحات خاوية المضمون التي لا تطعم أحداً من جوع، ولا تؤمن أحداً من خوف.

ولذلك يجب على قوى الثورة المخلصة قطع علاقاتها مع هذه الدول الإقليمية التي ما زادت الثورة إلا رهقاً، ولم تتحرك إلا بأمر أسيادها من دول الغرب لحرف الثورة عن مسارها وتوجيهها بما لا يتعارض مع مصالح الغرب وقيمه ووجهة نظره في الحياة بعد أن برز السمت الإسلامي بكل وضوح منذ الشهور الأولى للثورة المباركة في مشهد لا ينكره إلا مطموسو البصر والبصيرة، والحاقدون على الإسلام وأهله.

على الثوار رص الصفوف وتوحيد الفصائل على استراتيجية عسكرية واحدة، فهذا التشرذم لا يخدم إلا أعداء الثورة؛ ومن ثم التوجه إلى رأس الأفعى في دمشق فهي أم المعارك وفيها الحسم والنهاية لكل المعارك الأخرى.

كما يجب على قوى الثورة الالتفاف حول مشروع إسلامي مفصل منبثق من عقيدة الأمة والصدع والتمسك به دون مخافة أو محاذير من أحد، فما النصر إلا من عند الله، وهو يتنزل بعد أن تستوفى الشروط من إعداد العدة والاعتصام بحبل الله المتين وحده وقطع كل حبائل الأعداء الواهية، والتوكل عليه والتزام أوامره ونواهيه، وطلب العون والمدد منه عز وجل فهو خير ناصر وخير معين.

﴿وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاء وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ﴾

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
علي بابكر – السودان

المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/sporadic-sections/articles/political/41127