press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

art040318

دأب الغرب الكافر عن طريق عملائه من الأنظمة الحاكمة على إيجاد شروخ عميقة في ثورة الشام المباركة كي يوجد انقسامات يسهل السيطرة عليها على أساس فرق تسد، وليس أولها ولا آخرها الاقتتال الحاصل بين الفصائل؛ الذي سيسبب شرخاً اجتماعياً عميقاً ومديداً؛ تعاني منه الأمة الإسلامية سنين عدداً إضافة إلى باقي الشروخ؛ فيصعب على العاملين للتغير ردم هذه الفجوة الكبيرة التي أوجدناها بأيدينا؛ ناهيك عن الاستنزاف المستمر للفصائل بشرياً وعسكرياً عدةً وعتاداً. وقد بات الجميع يدرك ما اقترفت يد قيادات الفصائل الآثمة؛ التي سمحت للدول الداعمة أن تجعل منها أداة هدم للثورة زادت في معاناة أهل الشام بدل أن تكون أداة هدم لنظام طاغية الشام، فأصبحت رأس حربة بيد داعميها في مواجهة تطلعات أهل الشام في إسقاط النظام وإقامة حكم الإسلام، ليتحول بذلك الصراع من صراع بين أهل الشام بما فيها الفصائل ضد طاغية الشام؛ إلى صراع بين الفصائل فيما بينها وبين الفصائل وبين أهل الشام، فتنحرف بوصلة الثورة وتدمر الثورة نفسها بنفسها وبأيدي أبنائها، وما حصل في المناطق الصغيرة نموذج يوضح ما أقول، حيث تحول بعض أبناء هذه القرى المنتسبين لهذه الفصائل إلى رأس حربة بيد قادتهم في مواجهة بعضهم البعض وهم مسلمون وأبناء قرية واحدة؛ وفي مواجهة أهل قريتهم أيضا، فوقع المحظور وسفكت الدماء وأوجد الشرخ الاجتماعي.

لا شك أن هذا الاقتتال البغيض يؤسس إلى شلال من الدماء؛ إن لم يتم تداركه مبكراً بجهود المخلصين الواعين على مخططات الغرب وأذنابه، وبمعالجة أس المشكلة وأساس الداء؛ يختفي أعراضه التي من أحدها الاقتتال بين الفصائل، وإذا نظرنا إلى فعل النبي صلى الله عليه وسلم؛ نجده قد عالج الاقتتال الذي حصل بين الأوس والخزرج وهم في جاهليتهم؛ والذي دام لعشرات السنين ونتج عنه سيل من الدماء وشرخ عميق في مجتمع المدينة؛ عالجه صلى الله عليه وسلم بجمعهم حول مشروع الإسلام العظيم (الذي تطبقه دولة تحكم بشرع الله عز وجل دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة) تحت قيادة سياسية واعية ومخلصة حملت مشروعاً واضحاً، فتم له توحيد المدينة بقياداتها العسكرية المتناحرة وحاضنتها الشعبية تحت راية واحدة راية لا إله إلا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهنا يكمن الحل ولا حل سواه فاعتبروا يا أولي الأبصار، فلا بد من قيادة سياسية واعية ومخلصة؛ تحمل مشروعاً سياسياً واضحاً؛ مستنبطاً من كتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم؛ تتبنى ثوابت ثورة الشام المتمثلة في:

1- إسقاط النظام بكافة رموزه.
2- التحرر من دول الكفر وإنهاء نفوذها.
3- إقامة دولة الخلافة على منهاج النبوة.

توحد هذه القيادة القوى العسكرية مع الحاضنة الشعبية حول هذا المشروع وتلك الثوابت؛ فنكون بذلك نسير على خطا النبي صلى الله عليه وسلم؛ ونكون قد سلكنا ذات الطريق الذي سلكه؛ وسنصل بإذن الله سبحانه وتعالى إلى النصر والتمكين كما وصل، قال تعالى: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ). وقال عز من قائل: (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ).

 

أحمد عبد الوهاب
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير - ولاية سوريا