maqal260118

رغم أن توقف الاقتتال بين الفصائل وتوجيه البنادق نحو صدر نظام الطاغية ومرتزقته بدلاً من صدور المسلمين هو ضرورة قصوى وواجب شرعي يفرح له كل مخلص إن كان خالصاً لوجه الله، إلا أنني أود الوقوف على النقاط التالية:

أولاً، إن خبر "توقف" الاقتتال قد جاء أمس بعد مئات من القتلى في صفوف الفصائل المتناحرة ممن وقعوا ضحية لمكائد قادة خونة ، سلبهم الداعم قرارهم ، وشرعيين لهم يرقعون، لا يخشون الله لا في دين ولا في عرض ولا في ثورة، إضافة لمن راح ضحية هذه الجريمة من أطفال ومدنيين تقاذفتهم قذائف المتسابقين للسيطرة وبسط النفوذ، في الوقت الذي يسعى نظام الإجرام جاهداً، مستغلاً فصول الاقتتال، لقضم المناطق منطقة تلو أخرى!

ثانياً، رغم كل المحاولات الجادة الكثيرة التي بذلها وجهاء ومشايخ وأهل حل وعقد لإيقاف الاقتتال كان الصد والكبر وغياب الاستجابة من قادة الفصائل، وفجأة وبلا مقدمات ولا سابق انذار يتم الاتفاق على وقف اقتتالٍ ما كان لمخلصٍ واعٍ أن يفتعله أو يعين عليه أو ينخرط فيه، اقتتال لم نر فيه سوى مزيد من بذور الحقد والفتنة التي آن لها أن توأد، ومئات من أبناء أمتنا صاروا تحت التراب نتيجة له، أب لأطفال، وأخ لصغار، وزوج لمن ترملت قبل أن تكمل عامها الأول.

ثالثاً، تذكير الأمة بأنها بيضة القبان وأن الواجب عليها أن تقول كلمتها وتسترد سلطانها الذي سلبته الفصائل فانحدرت بنا من انتصارات وفتوحات إلى هدن كارثية ومفاوضات قاتلة أوردتنا المهالك!
وختاماً، ومن أفئدة أدمتها الخطوب والمحن والجراح النازفة وتسلط الأعداء وأذنابهم على ثورة قضَّت مضاجع أعداء الله أجمعين.

يا أهلنا في شام العز وعنفوان الإسلام:

أما آن لكم أن تبحثوا في أسباب هذا الاقتتال الحقيقية وتجدده في كل مرة؟!
أما آن لكم أن تدركوا أن سبب الاقتتال هو حبل متصل بأعداء الله منقطع مع الله؟!
أما آن لكم أن تأخذوا على أيدي كل خائن مفرِّط لا يجود إلا بتضحيات ثورتنا ودماء أبنائنا؟!
أما آن لكم أن تبصروا طوق النجاة وسبيل الخلاص المتمثل بقطع العلاقة مع من جاهرنا بالعداء ومن لبس ثوب الأصدقاء، ليعود لنا قرارنا وتجمع كلمتنا على مشروع الإسلام العظيم ودولته، لترتفع همم الرجال لتعانق السحاب من جديد سائرين على هدى وبصيرة خلف رائد لم يكذبهم يوماً ولن يخذلهم بإذن الله، بل سيكون، كعهده دوماً، في مقدمة جموع الخير العاملة لإسقاط النظام في عقر داره وإقامة حكم الإسلام، حزب عريق يمد لكم يديه لما فيه عز الدنيا في ظلال خلافة وحكم خليفة، ونعيم مقيم في الآخرة بإذن الله أعدَّه الله لكل ساعٍ لإقامة حكم الله في الأرض، ولمثل ذلك فليعمل العاملون.
قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ}

للمكتب الإعلامي لحزب التحرير – ولاية سوريا
ناصر شيخ عبدالحي
عضو لجنة الاتصالات المركزية لحزب التحرير - ولاية سوريا