13012019sa3eed

 

بعد السماح لهيئة #تحرير_الشام بالسيطرة على أغلب #الشمال الغربي المحرر، وإخراج أبرز قادة وجنود الفصائل المناوئة إلى #عفرين، وتبعية مناطقهم تباعًا لمجلس الجباية المركزي في إدلب والمسمى زورًا #حكومة_الإنقاذ، أصبح من الضروري الحديث ولو باقتضاب عن مستقبل المنطقة، وبالتالي الثورة، والإشارة إلى ما يُرسم لهما في دوائر التخطيط والمكر العالميين، وذلك لإفشال مخططات الأعداء، وعكس مجريات الأمور، والعودة بالثورة خضراء مزهرة بعد شتاء طويل أسقط الأوراق وكشف المعادن.

بدايةً يجب ألا يختلف اثنان على أن جميع ما حدث كان بموافقة من الأتراك، إن لم نقل إنه كان بأمر منهم، بحكم أنهم الآن باتوا يمسكون بمعظم خيوط اللعبة في المنطقة، ويحركونها على هوى مصالحهم ومصالح أسيادهم الأمريكان. فما مصلحة الأتراك والأمريكان في سيطرة الهيئة على الشمال الغربي المحرر، إذا علمنا أن هدف #أمريكا النهائي هو إعادة سيطرة #النظام على كل شبر من الأرض السورية التي ثارت عليه؟!

أظن أن الإجابة ستتضح نوعًا ما إذا تذكرنا كيف تم السماح لتنظيم الدولة يومًا بالتمدد في المنطقة الشرقية بعد أن أتت الأوامر من #تركيا إلى قادة الكتائب والألوية العاملة وقتها في تلك المنطقة بالانسحاب من أمام التنظيم، ومُنع الباقون في الشمال الغربي من ملاحقته شرقًا بعد أن وصل إلى الباب، ثم أُعطي التنظيم مهلة من الوقت ظهرت فيها عوراته، وقضى على نَفَس #الثورة في منطقته، ورتبت أمريكا خلالها أمر الفصائل التي ستحلّ محلّه، ثم جاءت تركيا بفصائلها لتحلّ محلّ الفصائل الأمريكية، وغدًا وبقرار واحد من الأمم المتحدة تخرج تركيا ليعود النظام إلى جميع هذه المناطق التي كانت شعلة الثورة فيها متقدة يومًا قبل سيطرة تنظيم الدولة عليها.

أعلم يقينًا أن القياس خاطئ، وأن التعميم مرفوض، خصوصًا وأن #الهيئة تختلف عن #الدولة، فهي لم تعلن #خلافة، ولا حتى #إمارة، بل إن سقف طموحاتها قد لا يتعدى إقامة (#كيان_سنّي) كما اعتادوا على القول، في المنطقة التي يسمح لها المجتمع الدولي بإقامة هذا الكيان فيه. ولكن يجب أن يعلم الجميع أن الأتراك لم يسمحوا للهيئة بالسيطرة على المنطقة لوجه الله تعالى، أو لكي تقيم حكمًا إسلاميًا راشدًا، ولا حتى كيانًا سنّيًا مِسخًا، بل لم يسمحوا لها بذلك إلا ليجعلوا من سيطرتها على المنطقة درجةً يصعدون عليها هم وأسيادهم الأمريكان للوصول إلى هدفهم النهائي، ألا وهو إعادة المنطقة كاملة إلى سيطرة النظام.

ولأننا أثبتنا لأعدائنا كشعب خلال السنين الثمانية الفائتة أننا نقع في الحفرة عشرين مرة، ونلدغ من ذات الجحر مائة مرة ومرة، ثم لا نتعلم شيئاً من أخطائنا، فإنّ أخشى ما أخشاه في هذه المرحلة ألا تعرف #هيئة_تحرير_الشام استغلال ما وصلت إليه، وألا تسير في الطريق الصحيح الذي يجب أن تسير فيه، ألا وهو مداواة الجراح، وتطييب النفوس والخواطر، وإلغاء الرسوم و #الضرائب و#المكوس التي باتت تثقل الكواهل المتعبة أصلًا، ثم الاتجاه فورًا إلى فتح المعارك في #الجبهاتالمنتجة لإسقاط النظام المتهالك المجرم، دون أن نعطي أعداءنا فرصة التفكير والتخطيط والتنفيذ، دون #هدن ولا مفاوضات، دون #جنيف ولا #آستانة، دون #رياض ولا #سوتشي.. عندها لن ترى الهيئةُ الناسَ إلا وهم مقبلون عليها أرسالًا بأموالهم وأبنائهم: خذوها وأسقطوا بها النظام وأقيموا #دولة_الإسلام.. حقيقةً إن أخشى ما أخشاه هو ألا تسير هيئة تحرير الشام في هذا الطريق.

 

للمكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية سوريا
عبد الحميد عبد الحميد
رئيس لجنة الاتصالات المركزية لحزب التحرير ولاية سوريا