press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

12 3 2019 jihad

 

أخي المجاهد، خذ مني بعض الكلمات: أن تموت شهيدًا هي غاية نبيلة وهي أسمى الأماني؛ لكن حذار من أن تموت شهيدًا ويهلك بعدك آلاف المسلمين لبعدك عن هدف ومشروع لم تحسب له حسابًا، وتذكر أن أسوتك ومعلمك عليه الصلاة والسلام تمنى أن يغزو فيقتل ثلاث مرات ولكن بعد أن أكمل طريقه في دعوته وأوضح لمن حوله من الرجال الأشداء، لصحابته رضوان الله عليهم، أن الغزو لا يكون دون هدف ودون تطبيق مشروع يحمله من أراد الغزو.

كم كان لدينا مخلصون في كل منطقة سقطت في الشام بيد نظام الإجرام، وكم كان المخلصون حينها يتعطشون للشهادة وينتظرون لحظة القتال لنيلها؛ ولكن إخلاصهم دون وجود قيادة سياسية تملك مشروعًا واضحًا من صلب عقيدتهم يلتفون حولها فتلم شتاتهم وتوجه إخلاصهم بوعي وبصيرة لإسقاط النظام وتطبيق هذا المشروع بعد ذلك، أقول إن إخلاصهم هذا لم يمنع بيع تضحياتهم من قبل من أُشرب في قلبه حب المال السياسي القذر وكان طوعًا لدول همها الأساسي هزيمة الثورة والوقوف في وجه مشروع نهضة المسلمين بتحكيم شرع ربهم. ولنا عبرة في كل فصيل أو جماعة مجاهدة منذ عشرات السنين انحرفت بوصلة جهادها ليقطف ثمارها أعداء الإسلام.

تذكر أخي هذه المقولة الشهيرة التي خطها ربعي بن عامر لكل مجاهد: (إن الله ابتعثنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن ضيق الدنيا إلى سعتها، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، فأرسلنا بدينه إلى خلقه لندعوهم إليه، فمن قبل ذلك قبلنا منه ورجعنا عنه، ومن أبى قاتلناه أبدًا حتى نفضي إلى موعود الله). رضي الله عنك يا ربعي، ما الذي أخرجك وجعلك تحمل روحك على كفك أنت ومن معك سوى مشروع الإسلام الذي تريد إيصاله للناس -حتى الأعداء منهم-؟!

أخي المجاهد: كن كالغلام المؤمن الذي قتله الملك الكافر عندما سمّى بربه وضربه بسهم فقتله، هذه القتلة أحيت أمة كاملة وأججت الإيمان في قلوب قومه فجعلتهم يواجهون سعير النار بقلوب من حديد! وأنزل الله فيهم قرآنًا يتلى إلى يوم الدين: (إِنَّ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ وَعَمِلُوا۟ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ لَهُمۡ جَنَّـٰتࣱ تَجۡرِی مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَـٰرُۚ ذَ ٰ⁠لِكَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡكَبِیرُ). كن كذلك ولا تحصر تفكيرك في نفسك وفي نيل الجنة وحدك؛ تذكر أنه لا يؤمن أحدنا حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه.

هذه رسالتي لك أيها المجاهد حتى لا يضيع جهادك وتباع تضحياتك ويقطفها أعداؤك، ولا أرجو بها إلا رضوان ربي. (وَذَكِّرۡ فَإِنَّ ٱلذِّكۡرَىٰ تَنفَعُ ٱلۡمُؤۡمِنِینَ).

 

للمكتب الإعلامي لحزب التحرير- ولاية سوريا
نور الدين الحوراني