12 3 2019 rahma llibad

 

لقد اتخذ أردوغان الكثير من التدابير لاستيعاب حركة اللجوء السورية إلى الأراضي التركية، ليس محبة بالمسلمين ولكن طاعة وولاءً للغرب، فهذا الدور مُسنَد له منذ قيام الثورة. لقد أدى أردوغان دوره المنوط به على أكمل وجه، واستخدم الشعارات الرنانة التي أوحت للمسلمين بأنه يطبق حكم الإسلام فيهم! حتى اغتر البعض به وأطلقوا عليه لقب "أمير المؤمنين" أو "خليفة المسلمين"!

إن الدور الذي قام به أردوغان هو أخبث دور في مسرحية الطغيان العالمي للقضاء على الثورة وحرفها عن مسارها، وكل ذلك طمعًا بتمرير الحل السياسي الأمريكي الذي يطمح له الغرب في سوريا. ولا يخفى على عاقل أن تركيا ما هي إلا دولة علمانية تقوم سياستها على المصلحة والنفعية لا على رابط عقدي ولا على أخوة إسلامية. من هنا أراد أردوغان الإسلام ستارًا و شعارًا لتمرير قوانين وسياساتٍ ما تحت الطاولة. الحلم الذي يلوح في خيال أردوغان هو الحل السياسي الأمريكي، فهو هدفه المنشود ليرضي أسياده؛ وما إن يتم تطبيق الحل السياسي الأمريكي حتى تتبدد تلك الشعارات الرنانة الكاذبة التي نادى بها الثعلب المكار مدّعيًا أنه من الأنصار! تصريحات وراء تصريحات تتساقط بها الأقنعة يومًا بعد يوم، فبعد أن صرح أردوغان بأنه الأنصاري تراه يطالب بعودة اللاجئين إلى ديارهم زاعمًا أنه لم يعد قادرًا على استيعابهم والقيام بضيافتهم!! وأنه ينفق على اللاجئين من إمكانات تركيا الوطنية! وأنه غير قادر على تحمل حركة نزوح جديدة في حال حصلت.

نعم، أنفقت تركيا على اللاجئين، ولكن ليس من إمكاناتها كما يدّعي بطل الثورة، فقد دُفعت له الدولارات الكثيرة للقيام بهذا الدور القذر! تركيا تتلقى ملايين الدولارات كمساعدات دولية من أوروبا وأمريكا لتقديمها للاجئين، وإذا عرفنا هذه المعلومة ووضعناها أمام تصريحات أردوغان عن عودة اللاجئين فإننا ندرك أن الخطط والمؤتمرات تعقد هنا وهناك بشأن ما بقي من الشمال المحرر، أي أنهم يكيدون في الغرف المغلقة ويقررون مصير الشمال السوري المحرر.

أما بالنسبة للمنطقة الآمنة وعودة اللاجئين، فإن أردوغان يلوّح بها من جديد عله يكسب الدعم الدولي في إقامتها والموافقة على إقامتها من أمريكا. المنطقة الآمنة تصب في تحقيق وحدة الأراضي السورية وضمان عودتها للمجرم السفاح بشار وعلى طبق من ذهب! وتسهم في تمرير الحل السياسي الأمريكي، مغلفًا بادعاءات كاذبة وشعارات مزيفة، وبقناع ليس ككل الأقنعة، وقد سقط عند كل من يفكر بعقل سليم.

الثورة السورية رحمة للعباد، ففيها كشفت الخطط والألاعيب، وسقطت الأقنعة، وانكشف الزيف، وعُرف الظالم من المظلوم، والصادق من الكاذب، والمخلص من الخائن، والعبد من الحر. لذلك أوجه نداء لكل اللاجئين السوريين في تركيا، كونوا أينما كنتم السباقين لقول الحق، وشدوا على أيدي إخوانكم حَمَلة الدعوة، حملة مشروع الأمة، مشروع الخلافة على منهاج النبوة. كونوا مع من يحملون هم الأمة صفًا واحدًا؛ كونوا مع من يرشدونكم لما فيه صلاحكم وصلاح المسلمين في شتى بقاع الأرض؛ كونوا على قلب رجل واحد؛ كونوا مع حملة المشروع الصافي النقي الصادق، الذي إن تكلل بالنصر سيحيي أمة كاملة. كونوا معهم لتعيدوا الإسلام شعارا وحكمًا وتطبيقًا؛ كونوا لأجل أنفسكم أولًا حتى تنقشع تلك الغمة عنكم ويزول الظلم ويظهر العدل وترجع الحقوق وتنعموا بالأمن والأمان من رب كريم رحيم. وأصلحوا ما بينكم وبين الله، واغضبوا لكل مسلم على وجه البسيطة فيكون لكم الفوز في الدنيا و الآخرة، رضوان من الله وعيش كريم.

 

للمكتب الإعلامي لحزب التحرير- ولاية سوريا
وفاء الخطيب