press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

15 3 2019 achrat alsa3a

 

لو تأملنا في أشراط الساعة لوجدنا في القرآن والسنة عشرات الأخبار المستقبلية عن أشراط الساعة، وقد كتب المسلمون عن علامات وأشراط الساعة كتبًا كثيرة، ولكن الذي يؤلم الفؤاد ويحز في النفس أن الأمة حينما أقفلت باب الاجتهاد وعطّلت ملكة التفكير، وقفت من علامات الساعة وأشراطها موقف القدرية الغيبية، أي موقف المتفرج وانتظار وقوع هذه العلامات ومن ثم الاستسلام لما سيقع! وليس التفكير المسبق لمعالجة ما سيحصل لهم من مصائب، بل ولا حتى موقف التسابق في تحقيق البشارات.

مع أن الأمة سابقًا حينما سمعت مثلًا بقوله عليه الصلاة والسلام: (لتفتحن القسطنطينية ولنعم الأمير أميرها ولنعم الجيش ذلك الجيش) بادرت وتسابقت وسارعت إلى تحقيق هذه البشارة ولم تقف موقف المتفرج، ولا موقف القدرية الغيبية الذي ينتظر وقوع الحدث ولا يفكر كيف يشارك في صنع الحدث؛ فقد جاء في المستدرك على الصحيحين للحاكم (4/ 468) عن عبد الله بن بشر الغنوي حدثني أبي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : (لتفتحن القسطنطينية ولنعم الأمير أميرها ولنعم الجيش ذلك الجيش) قال عبيد الله: فدعاني مسلمة بن عبد الملك فسألني عن هذا الحديث فحدثته فغزا القسطنطينية (قال الذهبي : حديث صحيح).

واليوم نرى كثيرًا من أبناء الأمة الإسلامية يتعجب من الأمريكي والياباني الذي يفكر للأمام لسنوات طويلة، ولكنهم في ذات الوقت لا يرون أبعد من أنوفهم! بل إنهم إذا شاهدوا حزبًا سياسيًا يفكر للمستقبل ويعمل لإقامة الخلافة الإسلامية على منهاج النبوة يسخرون منه ويقولون له أنتم تحلمون وتتوهمون وتعيشون خارج الواقع، وذلك بدل أن يسيروا معهم ويعملوا معهم لإقامة هذا الحدث الذي سيغير وجه التاريخ ثانية، كما غيرته البعثة النبوية سابقًا.

علمًا أن كثرة إخبار الله تعالى ورسوله عليه الصلاة والسلام عن أشراط الساعة هذه الكثرة، تتجانس تمامًا مع طبيعة العقيدة الإسلامية، فالعقيدة الإسلامية عقيدة روحية سياسية، فلا بد من بناء عقلية الأمة على هذا الأساس، أي لا بد لأمة هذه عقيدتها أن يكون لديها التفكير بالمستقبل والتفكير بوضع الخطط من أجل تغيير الواقع والإبداع في أساليب صناعة التاريخ، فتبادر وتتسابق إلى تحقيق البشارات التي أخبر بها الله ورسوله، وتأخذ حذرها من المصائب والفتن التي ستعترض طريقها مستقبلًا. ولا ينبغي أن يكون تفكير الأمة تفكيرًا آنيًا ولا تفكير اللحظة التي تعيشها ولا تفكير من يستسلم لواقعه، بل لا بد أن تقوم الأمة بوضع أهداف بعيدة الأمد لتحقيقها على مسرح الحياة وعلى حلبة الواقع الدولي.

 

للمكب الإعلامي لحزب التحرير- ولاية سوريا
معاوية عبد الوهاب