press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

1 4 2019 tasnef kher aumma

 

يُنسب إلى عمر بن عبد العزيز رحمه الله قوله: "لو أن الناس كلما استصعبوا أمرًا تركوه ما قام للناس لا دنيا ولا دين". وفي ذات السياق يقول المتنبي:
على قدر أهل العزم تأتي العزائم
وتأتي على قدر الكرام المكارم
وتعظم في عين الصغير صغارها
وتصغر في عين العظيم العظائم

لعلهم حين قالوا قولهم هذا، ما ظنوا أن مثل قولهم يحتاجه إلا أفراد قد يصيب هممَهم تعبٌ أو شيء من خمول، لكنْ ما أحسب أحدًا منهم ظن أن هذا الخمول والتعايش مع دُنُوِّ المنزلة قد يصيب أمة لا إله إلا الله! وربما حين قالوا ذلك أرادوا تحريكًا لساكن و دفعًا لمتردد؛ لكن ما أظن أنه جال في خاطر أحدهم أن يكون البذلُ والتضحية حاضريْن لكن المطالب والمرامي قد صغُرتْ حتى تقزّمت!

تبيانًا مفصلًا لما أسلفت: حديثي عن جمهور واسع في الأمة ضاق أفق طموحه وأحاطت به أسوار من أوهام متنوعة، من أبرزها استحالةُ الخروج من قبضة الهيمنة الاستعمارية على بلادنا. وإذن سَلّم تسليمَ اليائس بحتمية تبعيتنا لأعدائنا وحتمية التعايش مع نماذجهم التشريعية في السياسة والاجتماع والاقتصاد! وخاصة أن بلاد المسلمين تصنّف في مصاف ما يُدعى بدول "العالم الثالث". ولما تراكم الإحساس بالظلم في الصدور وغلى، وزمجرت الشعوبُ ثوراتٍ مزلزلةً؛ استدرجها النظام الدولي إلى مصيدة عدوها بتقزيم المطالب وربْط شعور الظلم بممارسات وأشخاص هم جزء صغير من صورة كبيرة رسمها ساسة العالم لهذه الأمة وأقنعوها بأنها واقعها الذي لا فكاك منه.

كيف تقبل "خير أمة أخرجت للناس" أن تتخلى عن تصنيف رب العزة جل وعلا لها رائدةً وهاديةً للشعوب وتقنع بتصنيف شرار البشر لها على أنها من العالم الثالث؟!

من هانت عليه نفسه لا شك سيكون في عيون الأمم مهانًا؛ ونحن أمة عزيزة لديها من إمكانات العافية والريادة كنوزٌ في الفكر والمادة والروح. ومن أراد لأهله خلاصًا من أدنى الشرور فلا بد له من تقدير دقيق لوزن أمته عقديًا وسياسيًا، ولا بدّ له من ميزان يضبط به تلك المفاهيم؛ لا بد من ميزان المبدأ بعقيدته ونظامه ولا بد من تحطيم ميزان "الواقع" الذي رسمه أعداؤنا في أذهاننا سرابًا خدّاعًا.

هذا ليس إخفاءً لمشقة الطريق، فلا شك أننا في صراع تهشيم وتحطيم على كافة المستويات مع عدونا، لكننا وللأسف نخوض الصراع وحركتنا حركة التائه بلا مشروع و لا طموح؛ فنبذل دون مردود ونضحي بلا مكسب، وهذا هو التيه الذي صار تبديده واجبًا مستعجَلًا في أمة كلما ظن عدوها أنه أصابها في مقتل خاب ظنه فجدد سعيه لجولة أخرى من جولات التهشيم والتحطيم. فهل تتوحد الجهود مسرعة إلى درع يليق بنا نصنعه بأيدينا فيرد عن أمتنا وينتصر لها؟

 

للمكتب الإعلامي لحزب التحرير- ولاية سوريا
حسن نور الدين