17 6 2019 alhathr alhathr

 

وصلت ثورتنا ثورة الشام المباركة إلى ما وصلت إليه من وراء ما يسمى الهدن والمفاوضات التي خسرنا بها ما تحرر بالدماء والأشلاء، وتأتي خطورة الهدنة التي يتم التباحث بشأنها حاليا بين روسيا وتركيا من حيث كونها جاءت في الوقت الذي اتضحت فيه هشاشة النظام وضعفه وأنه أوهن من بيت العنكبوت، ولا شك أن حصولها يُعتبر نصرا للنظام ومن ورائه الغرب الكافر، ويسهم في هدر الكثير من الدماء والتضحيات التي بُذلت في المعارك الأخيرة.

أيها المسلمون في أرض الشام المباركة:
إن التفاوض وعقد الهدن واحدةً بعد أخرى لن يسقط النظام ولن يضعفه، ولنا عبر في المدن التي خسرناها جرّاء ذلك، وإن الحل الجذري لمعاناة المسلمين يتمثّل بالتوجه نحو رأس الأفعى في دمشق لقطعه، لا بعقد الهدن التي تطيل من معاناة المسلمين.

إننا ندعو جميع المخلصين من أهل الشام إلى أن يتحملوا مسؤولياتهم، كما ندعوهم إلى رفض أي هدنه بكافة الوسائل والأساليب الممكنة فكلنا في سفينة واحدة، ولن نسمح لأحد أن يغرِق هذه السفينة تحت أي ذريعه كانت؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم: (مثل القائم على حدود الله، والواقع فيها، كمثل قوم استهموا على سفينة، فأصاب بعضهم أعلاها، وبعضهم أسفلها، فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم فقالوا: لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقا ولم نؤذِ من فوقنا، فإن يتركوهم وما أرادوا هلكوا جميعا، وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعا) رواه البخاري.

ومن أجل ذلك كله، وسعيا للحفاظ على تضحيات أهل الشام، لا بد من استمرار المعارك وفتح محور الساحل وكسر عظم النظام وظهره، ولا يخدعنّكم الخادعون بأسطوانة قبول الهدنة لحقن الدماء! فإزالة نظام الطاغية وإقامة حكم الإسلام في الأرض هي السبيل الأوحد لحقن الدماء وحفظ الأرواح وحماية الأملاك. قال عز وجل: {فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ}.

 

 

للمكتب الإعلامي لحزب التحرير- ولاية سوريا
فاطمة العبود