press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

٢٠٢١٠١١٧ ٢١٤٦٥٠

 

ّخلق الله سبحانه وتعالى كل شيء وجعل له مهمةً يؤديها ليحيى بها، فكلٌ ميسرٌ لما خلق له، وبنى السماوات بنياناً عظيماً، ومهّد الأرض وثبّتها بالرواسي العظام تثبيتاً حتى لا تميد، وسخّر ما في السماوات والأرض لهذا الإنسان ليقوم بمهّمته فيعمرها ليحيى حياةً طيبة.

فالعمارة والبنيان الثابت هو البناء ذو القواعد والعماد الراسخة والسياجات المتينة والأسورة القوية التي تحوطه، وإنّ المواد الرابطة بين مكونات هذا البناء يجب أن تكون قابلةً للالتحام ومنسجمةً مع مكونات البناء وكلّ بحسب تركيبه، والهدف منها هو تحقيق التكامل التام والفعّال للحفاظ على ثباتها وقوة تماسكها لفتراتٍ طويلة.

فحين يؤمن الإنسان بالجهة التي وضعت له النظام أو المخطط المرسوم له لبناء بيته أو مختبره أو مصنعه، ويعي حقيقة القواعد المثبتة فإنه يطمئن إليه ولا يضطرب، فيأوي اليه أو يعمل فيه، وهذا معلومٌ عند كل من يعقل.

وكذلك عمارة الدولة الثابتة ذات قواعد راسخة وسياجاتٍ متينةٍ وأسورةٍ قويةٍ لحمايتها، وما يميّز هذه العمارة أنّها تنمو وتتحرّك وتعقل وتتكاثر وتنتقل، فاللبنة الرئيسة فيها هو الإنسان وعلاقاته الدائمية التي تحتاج إلى تنظيم وكيان يشرف على تطبيق هذا النظام وتنفيذه.
ففطرته أو برمجته الداخلية التي أوجدها الله سبحانه جعلته كائنا اجتماعيا حيا مميزا بالعقل والإرادة.
فكيف سيتم بناء هذا الإنسان وما هي المواد الرابطة بينه وبين القواعد والسياجات والأسورة؟، هل هي رابطةٌ مادية كما في الجمادات أم هي المعلومات والأفكار (نظام التشغيل الخاص بهذا الجهاز الإنسان)..؟!،

والجواب الحتمي بل هي الأفكار والمفاهيم التي يحملها الإنسان الذي حل عقدته الكبرى فآمن بالخالق المدبر وآمن بما بعد الحياة الدنيا من بعث وحساب إيمانا يقنع العقل ويوافق الفطر فيمتلئ القلب بالطمأنينة وبالتسليم لكل ما يصدر عن هذه الجهة المدبرة من نظام ومعالجات تحقق سعادته وفوزه لأنها ممن خلقه وفطره وهو أحكم الحاكمين. (ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير).

أفلا يرون أنّ الأجهزة التي تنتجها مصانع ومختبرات الكمبيوترات والجوالات، لها أنظمة تشغيلٍ خاصة متوافقة ومرتبطة برباط وثيق مع ما برمجوه كقاعدة بيانات غير مرئيّة، أوليسوا يعلمون ما صنعوا؟! وأنّه لا يحق لأحدٍ المساس بها ويسمّونه ببراءة اختراع أو أنّ الحقوق محفوظة، فيصرّحون من أجل ذلك باسمهم واسم منتجهم، ويضعون له ختماً خاصاً لمنع التزوير، لضمان سلامة المنتج وحسن أدائه، ليعمل بأقصى طاقة ولفتراتٍ طويلة، وإنّ أيّ تلاعبٍ في البرمجة ونظام التشغيل أو العبثٍ فيها تسبب لتلك الأجهزة ضعف الأداء أو تخريب الأجهزة. وإن المعتدي على الحق من اختلاس أو استراق يتعرض للمسائلة والعقاب.

فعجبا أمرهم!! إذ الذي لا يرضونه لأنفسهم ينسبونه لخالقهم سبحانه الحليم الرحمن.
إن بناء الدولة "المركز" (الخلافة على منهاج النبوة) كمثل المخدّم الأم أو الكمبيوتر المركزي ومركز البث، فهي مركز الإشعاع الكلي ذات القدرات الفائقة لارتباط جميع الأجهزة الأخرى بها وفق نظام شبكات معلوماتية مخصوصة، ويقوم هذا الكيان أو الثلة من أمة الوسط بتطبيق الأنظمة والمعالجات من الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم.

وهذا النظام يتوافق مع فطرة الإنسان ذكرا كان أم أنثى لتحقيق الهدف الذي من أجله خلقهما حتى ينعما بالطمأنينة، ويطهّر الوسط من كل ما يفسده.

إن نظام الحياة هذا هو الإسلام العظيم الذي أمرنا الله العليم الخبير بالتزامه وهو الدين ارتضاه لنا خالقنا وأنزله على رسوله الأمين صلى الله عليه وسلم، وهو يحتاج إلى دولة تطبقه وتجعله مجسدا في واقع الحياة وتحمله رسالة إلى العالم لتنقذه من ظلمات الجهل والعسف والتسلط.
ولا بد أن تبقى هذه الدولة قائمة بوظيفتها وفق أحكام ربها تسهر على أن تبقى أفكار الإسلام نقية مبلورة وأن تكون أحكام المعالجات منبثقة عن العقيدة الإسلامية لا تدخلها شائبة ولا يعتريها خلل.
فبالمبدأ والأفكار تقوم الدول وتبقى قائمة، وتبقى الأمة حية، وتبقى راية العقاب خفاقة تملأ الآفاق.

-----------------
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية سوريا
رضوان الخولي