press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

1022021raya

 

مع اقتراب نهاية ولاية بشار أسد الرئاسية تكثر التكهنات عن شكل الحل السياسي، وتكثر المشاريع السياسية حسب مصالح الأطراف المتدخلة في الشأن السوري.

فيما يبدو أن أهل الشام أصحاب القضية هم الغائب، أو المغيب الأكبر، فهل سيبقون متفرجين على هذه الوحوش البشرية وهي تحاول القضاء على ما بقيَ لهم من قوةٍ وثورة؟!

إن القول الفصل في التغيير المنشود هو لأهل ثورة الشام إذا توكلوا على الله وحده واعتصموا بحبله المتين وقطعوا حبال الداعمين المتآمرين.

أما إذا ظلوا مرتبطين وظل أكثرهم متفرجين فإن كلمة السر في شكل الحل السياسي والتغيير الرئاسي ستكون بيدِ أمريكا، التي شغلت كل أدواتها من دول وعملاء للقضاء على ثورة الشام، وتكبيد أهلها أفظع الخسائر، وقد ارتكبت بحقهم أشنع الجرائم، وأطالت مأساتهم بحرق المراحل وكسب الوقت لترويضهم وكسر إرادتهم، واستنزاف قوتهم. فأمرت عملاءها في تركيا ودولا أخرى بإنشاء المجلس الوطني، ثم الائتلاف الوطني ليلعب أقذر الأدوار في تخدير الثورة، وتخذيل الثوار وإدخالهم في دهاليز الهدن والمفاوضات التي كبلتهم ومنعتهم من مهاجمة النظام بل فرضت عليهم تسليم المناطق في اتفاقيات أستانة وسوتشي، وصولاً إلى تقزيم الثورة وتقزيم مطالبها بالتغيير الشامل إلى طروحاتٍ تصالحية أُطلِق عليها العدالة التصالحية أو العدالة التعويضية، وتتويج ذلك بخوض انتخابات ضد بشار أسد قال عنها كيري في ٢٠١٥م "فلتحاول المعارضة ألا ينجح الأسد فيها". واستمر مسلسل إطالة المأساة بإنشاء هيئة التفاوض ثم اللجنة الدستورية وما أخذتاه من وقت كان أهل سوريا يعانون فيه قصف الطيران والتشريد من البيوت وسُكنى المخيمات التي اهترأت فلا تقيهم حرّ الصيف ولا برد الشتاء، حيث تغرق في المياه وتسحبها السيول، كل هذا لفرض الاستسلام والقبول بما تمليه أمريكا على أهل الشام من حلولٍ سياسية تحفظ أهم مؤسسات النظام القمعية من مؤسسات أمنية وعسكرية سواء بقي رأس النظام أم رحل.

ومع اقتراب نهاية الفترة الرئاسية لبشار أسد والتي أقامت أمريكا لها اعتباراً وجعلتها موعداً مقدساً ثابتاً لا يمكن المساس به، قام الائتلاف بطرح تشكيل هيئة للانتخابات لخوض انتخابات مع بشار أسد، وهنا انكشف للناس أسوأ أنواع المكر والخداع، فقامت حملات كبيرة لرفض هذا التوجه مما أسقطها وأسقط معها الائتلاف وكل المؤسسات التي أُنشئت لتخدير وخداع أهل الشام، من هيئة تفاوض ولجنة دستورية، وكذلك منصات خيانية، أُنشِئت على عين المحتل الروسي المجرم، وتلتقيه صباح مساء دون أي اعتبار لدماء الشهداء الذين قُتِلوا بالقصف الوحشي لطائرات المجرم الصليبي الروسي.

أمام هذا الواقع برزت أصوات أخرى بعيداً عن كل هذه المؤسسات المصنوعة والتي استهلكت خيانة وغدراً، هذه الأصوات حسبت أن كلمة السر والفصل بيد أمريكا ورضا يهود، ولذلك ذهبت مبكراً بشكلٍ مباشر إلى أمريكا وكيان يهود، والتقت بزعمائهما ومؤسساتهما ومراكز القرار فيهما، متسولةً الحلّ منهما، ومستعدةً لتلبيةِ كل مطالبهما، فقاموا بإطلاق العرائض للتوقيع عليها من الشعب لجره إلى فخ يسمى "العدالة الانتقالية" وتنفيذ القرار ٢٢٥٤، وذلك عبر تشكيل مجلس عسكري يدير الأمور لفترة انتقالية يحافظ فيها على مؤسسات الدولة العسكرية والأمنية، والتي هي في نظر أمريكا عصا غليظة وأدوات خبيثة لمواجهة أي تحرك إسلامي صحيح يسعى إلى تخليص المسلمين من براثن أمريكا وعملائها ويسقط حلولها السياسية القذرة وعملاءها الخونة.

أمام هذه المشاريع السياسية والمخططات الإجرامية وما تخفيه أمريكا أسوأ، هل سيبقى أهل الثورة في الشام غائبين أو مغيبين يتفرجون على ما يحاك لهم من مصير أسود بدولة علمانية تسيطر فيها الأقليات؟ ولهم في لبنان والعراق عبرة، حيث الحلول السياسية الأمريكية أنتجت دولاً فاشلة يحكمها زعماء الحرب والجريمة الذين أهلكوا الحرث والنسل يتقاسمون النفوذ والمال على حساب الأمة والشعب من المستضعفين والفقراء، فأين مطامح الرجال وأين الثوار المخلصون لربهم ولدينهم؟ وأين أهل الشهداء والمعتقلين وهم الكثرة الكاثرة والقوة الكاسرة إذا ما رفضوا هذه المشاريع وتوحدوا على مشروع الإسلام العظيم، واتخذوا قيادة سياسية تحمل لهم مشروع الخلافة على منهاج النبوة، فإنهم قادرون على تغيير المعادلة وإسقاط المشاريع الطاغوتية الخيانية التي تحارب دينهم وتهضم حقوقهم وتهدر تضحياتهم.

يا أهل الشام، أيها الثوار: إن الوقت يداهمكم والانتظار سيف قاتل لثورتكم، وقد بان لكم مَن صدقكم فلم يغير ولم يبدل ولم يتنازل عن مشروعه المبدئي الصحيح، ولقد رأيتم من خذلكم وغدر بكم وبتضحياتكم وغير وبدل مشاريعه وفق مصالح الدول وأهواء القادة الذين جعلوا مصالحهم الخاصة هي مركز الدائرة وقطب الرحى لاهثين وراء المشاريع السياسية الدولية التي تقصي الإسلام عن الدولة والمجتمع وتركز العلمانية ونظام الكفر حكماً على رقاب المسلمين. فماذا أنتم فاعلون؟ وأين ستقفون من المغالبة بين مشروعين، مشروع الخلافة على منهاج النبوة، ومشروع الحل السياسي الأمريكي؟

قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾.

بقلم: الشيخ محمد سعيد العبود (أبو مصعب الشامي)

 

جردية الراية:  https://bit.ly/2OqyrTt