2152022wadq

 

 

يصف الله تعالى في هذه الآية حال اللاهثين خلف أعداء الله، العاملين لكسب رضاهم، بحجة أنّ العدو قوي وهناك خوفٌ وخشية من أن يبطش بنا إن لم نُواله.

لم يصفهم الله سبحانه بأصحاب الحنكة السياسية، ولم ينعتهم بأنهم حكماء ضرورات المصلحة العامة وفقه الواقع؛ بل وصفهم بأنهم مرضى القلوب.

جاءت هذه الآية بعد الآية التي حذّر الله فيها من موالاة العدو من اليهود والنصارى، وبعد اعتبار الله بأنّ من يفعل ذلك فهو من زمرة المذكورين.

ولمَن في قلوبهم مرض يقول سبحانه في تتمة الآية: (فَعَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا أَسَرُّوا فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ).
فيُحذّرهم من أن يستمروا في هذه العقلية حتى لا يندموا ويتحسّروا بعد فوات الأوان.

ويعطي الله بشاراتٍ في نفس الآية عندما يشير بأن الفتح يأتي من الله وحده، وقد ذكرها الله بعد قوله: (فعسى)، والتي تفيد هنا القطع واليقين.
فعندما يقول البشر: "عسى" فهي تفيد الترجّي، بينما عندما يقولها رب العرش سبحانه فهي تفيد القطع واليقين.

هي رسالة لنا جميعاً بأننا عندما نتوكل على الله حق التوكل، ونقف في فسطاط الحق حق الوقوف، مع الآخذ بالأسباب المادية الواجبة، فإن النصر والفتح آتٍ آت، بعون الله وقوته.

قال تعالى:(وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى ٱللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ ٱللَّهَ بَٰلِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ ٱللَّهُ لِكُلِّ شَىْءٍۢ قَدْرًا).


====
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
مصطفى سليمان