2162022kafeea

 

 

انتهت قبل أيام جولة جديدة من جولات اجتماعات اللجنة الدستورية في جنيف، بحضور وفدي النظام وما تسمى "المعارضة". حيث أنه و منذ إنشاء اللجنة الدستورية بتوجيه أمريكي، كان واضحاً حجم المكر الذي تنضح به والسموم التي تنفثها، عبر السعي لصياغة دستور علماني قائم على أساس عقيدة الغرب الكافر وهي فصل الدين عن الحياة حيث يضع البشر دستورهم و قوانينهم بأنفسهم بعيداً عن شرع ربهم، وهي تتناقض مع عقيدتنا الإسلامية التي تجعل السيادة للشرع وحده والعقيدة الإسلامية هي الأساس الوحيد للدستور و القانون في الدولة الإسلامية.
أما الدستور الوضعي الذي يكتب برعاية أمريكا و مخابراتها في غفلة من أهل ثورة الشام فهو فضلاً عن كونه دستور كفر، فهو دستور يتماشى مع مصالح الغرب في الحفاظ على نظام الإجرام وشكل دولته وبقاء أجهزته القمعية، الأمنية منها والعسكرية.
وهي في أصلها خطوة في خطة أمريكية لتسويق الحل السياسي القاتل تمهيداً لفرضه على أهل الشام.
وعليه فإن اللجنة الدستورية وشركاء التآمر فيها لا تمثل الثورة والثائرين لا من قريب ولا من بعيد، وإن ما ينبثق عنها هو موضوع تحت أقدام أهل الشام، لأنها لا تمثل تطلعاتهم، إنما تمثل تطلعات أعدائهم.

إنه لا يتوج تضحيات ثورة الشام بحق، بعد كل هذه الدماء والأشلاء وآلام النزوح والتهجير والتضييق والحصار، إلا حكم الإسلام ممثلاً بدولة أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكون نظام الحكم فيها نظام الخلافة لا غير، وأن يكون دستورها دستوراً إسلامياً خالصاً لا غير، وأن تكون السيادة فيها للشرع وحده لا غير. فقد بُحَّت أصوات الثائرين الذين هتفوا بأعلى صوتهم: (هي لله هي لله ولتحكيم شرع الله)، فهم بذلك يعلنون بجلاء ووضوح غاية الثورة وحقيقة أهدافها.

وختاماً، فإنه حري بأهل الشام جميعاً أن يدركوا أن خلاصهم بأيديهم لا بأيدي أعدائهم المتآمرين الذين يتربصون بهم. وأنه لا خيار لهم إلا الاستمرار بثورتهم بعد تصحيح مسارها وتوسيد الأمر لأهله والتفاف الناس حول قيادة سياسية واعية ومخلصة ذات مشروع واضح يبين للناس بوضوح كيفية إسقاط نظام الإجرام وتخليص الناس من شروره وتتويج التضحيات بما يشفي الله به صدور قوم مؤمنين.

مع التذكير أن حزب التحرير، الرائد الذي لا يكذب أهله، يقدم للأمة مشروع دستور مفصل لدولة الخلافة القادمة بإذن الله، أساسه العقيدة الإسلامية، دستوراً جاهزاً للتطبيق في دولة يكون السلطان فيها للأمة والسيادة للشرع، وهذا هو بحق ما يرنو إليه كل مخلص يبتغي العزة بالإسلام والحكم به.

قال تعالى: {وَأَنَّ هَٰذَا صِراطِي مُسْتَقِيمًا فَٱتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُواْ ٱلسُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِۦَٰذلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُون} .

====
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية سوريا
إبراهيم معاز