معاز

 

 

 

بداية: إنا لله وإنا إليه راجعون رحم الله الشهداء وشافى الجرحى وآجرنا في مصيبتنا وألهمنا الصبر والسلوان ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

إن ما أصيب به أهل الشام من زلازل من صنع الظالمين والمجرمين منذ سقوط دولة الخلافة وطيلة هذه الثورة من القتل والدمار والتشريد لم ينقص من عزيمة أهل الشام وصبرهم ولم يتنازلوا قيد شعرة عن مطالبهم وأهدافهم وهي إسقاط النظام بكافة أركانه ورموزه وتحكيم الإسلام على أنقاض هذا النظام المجرم، وهذا كله بفضل الله ومنته على آهل الشام وعلى ثورتهم المباركة.

فكيف إن كان المصاب من عند رب رحيم كريم لطيف بالعباد!
لقد استقبل أهل الشام هذا المصاب بكامل الرضى والتسليم بقضاء الله وقدره، مؤمنين بالله صابرين محتسبين طامعين بالآجر والثواب من عند رب العالمين الذي لن يضيع صبرهم وثباتهم، ليس في هذا الزلزال فقط بل أيضاً لن يضيع تضحياتهم الجسيمة طيلة سنوات هذه الثورة، وما قدموه في سبيل الله ورفعة دينه وتحكيم شرعه وإقامة دولته.

فلله دركم يا أهل الشام على ما قدمتموه في هذا المصاب من تكاتف وترابط وبذل وعطاء لإخوانكم وكيف كنتم يداً واحدة ولم تنتظروا العون والمدد من أحد لا من منظمات دولية ولا من حكومات ولا أنظمة مجرمة متآمرة، واكتفيتم بعون الله ومدده لكم وبعون إخوانكم الذين قدموا الغالي والنفيس لنصرة إخوانهم، وكيف أظهروا للعالم أجمع أن أمة الإسلام أمة حية تضحي بكل ما تملك وتقدم الغالي والنفيس في سبيل الله وفي سبيل نصرة إخوانهم في الدين.

لقد كشف هذا الزلزال حقيقة المجتمع الدولي وحقيقة إنسانيته المزيفة واستغلال هذا الأمر للتطبيع مع النظام المجرم وتعويمه وإنقاذه مما هو فيه، فلقد رأينا كيف أن أعداء الإسلام اكتفوا بتقديم المساعدات لمناطق سيطرة النظام المجرم وتقديم بيانات التعزية من قبل الأنظمة العربية والدولية له وكسر العقوبات المزعومة المفروضة عليه، أما عندما يتعلق بالشمال المحرر، فلا دعم ولا مساعدات، إلا تصريحات جوفاء على استحياء و مساعدات بعد فوات الأوان.
وهذا الأمر يفرحنا ولا يحزننا، فنحن لسنا بحاجة لهم ولا لمساعداتهم المسمومة، ولقد رأينا ضررها على ثورة الشام طيلة هذه السنوات وأنها تفرق ولا تجمع وخطرها أكبر من نفعها.
لقد أكدّ ما جرى بعد الزلزال على أرض الشام أن خلاصهم بأيديهم، و أظهر أهمية العمل الجماعي وجدواه.
وختاماً: نقول لأهلنا في الشام: أعظم الله أجركم وتقبل منكم، فأنتم مقبلون على خير كبير ونصر عظيم بعد هذه الابتلاءات والمحن بإذن الله. ولقد أظهرتم للعالم أجمع بعملكم الجماعي أنكم لستم بحاجة لأحد بعد اليوم، وكل ما تحتاجونه قيادة سياسية مبدئية مخلصة تقودكم وتقود مركب ثورتكم لبر الأمان، لإسقاط النظام المجرم وإقامة حكم الإسلام خلافة راشدة ثانية على منهاج النبوة وما ذلك على الله بعزيز.

قال تعالى:
{أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ ٱلْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ ٱلَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ ٱلْبَأْسَآءُ وَٱلضَّرَّآءُ وَزُلْزِلُواْ حَتَّىٰ يَقُولَ ٱلرَّسُولُ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مَعَهُۥ مَتَىٰ نَصْرُ ٱللَّهِ أَلَآ إِنَّ نَصْرَ ٱللَّهِ قَرِيبٌ}.

===
للمكتب الإعلامي لحزب التحرير ولاية سوريا
إبراهيم معاز