press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

4

 

 

إنَّ الأنبياء لم يورِّثوا ديناراً ولا درهماً كما يورّثه الآباء، وإنّما ورّثوا العلم من الله ورسوله، الذي به وبالدولة التي تحمله وتحميه يتم أداء الحقوق جميعها، ومنها حق الميراث لورثة المتوفّى وبنظام علم المواريث، ولن يقام العدل والإحسان في الأرض إلا بعلم فرائض إقامة الميراث النبوي كله، وهو العلم بدولة الخلافة وأنظمتها وأجهزتها من الخليفة والمعاونين، وزراء التفويض ووزراء التنفيذ والولاة، والجيش وأمير الجهاد والأمن الداخلي والخارجية والصناعة والقضاء ومصالح الناس (الجهاز الإداري) وبيت المال والإعلام ومجلس الأمة ( الشورى والمحاسبة)…، وعليه فإنَّ المصلحين وأصحاب مشروع الأمة والإسلام العظيم ومعهم أنصارهم من أهل القوة هم من علينا تفويضهم في توزيع الميراث بحقه، وهم من يحيطون بميراث النبوة من جميع جوانبه الداخلية والخارجية والمتمثلة بأجهزته، ولا يقوم به إلا أهله من الأمة الإسلامية بعامة، وأهل الشام بخاصة، فإن الله قد تكفل بالشام وأهله الأمناء.

فمن ولي الأمر في المسلمين زورا وجبرا عنهم فلن يكون همه إلا اغتصاب حقهم، ليبقى ميراث النبوة حبيسا في زوايا الحياة الضيقة حيث يريده أهل الأهواء ويظل ميراث الطاغوت توزعه أيدي المجرمين المغتصبين وألسنتهم وعلى منهاجهم..
فليعلم من حمل أمانة وإمارة ميراث النبوة فكتم شيئا منه أو حملها بغير بيعة صحيحة وبغير أهليّته أنّه مغتصب وظالم معتد وجهول، وإن مثله كمثل من يظلم أهله فيسلب حقهم بالميراث ويماطله، وإنّ خيانة أمانة ميراث الدين أشد إثما وأشدّ وبالا عليهم وساءت سبيلا وخبالا لمن حولهم، إذ هي البوابة العظمى لتمرير جميع الخيانات، كبيرها وصغيرها، وقطع الطريق وعدم إيصالها لمستحقيها.
فمن تغافل أو أعرض أو صدّ عن توزيع ميراث النبوة كله فإنه ظالم، ولن يقوم بذلك الحق كله إلا دولة الإسلام،
وأما من يسعى لإقامتها وهو مؤمن فقد حاز خيري الدنيا والآخرة بإذن الله، وأما من اقتطع جزءا منها بأيّ تبرير فقد خان، كتبريرات التدرج مثلا أو بما يدعى بعجينة "المصلحة والمفسدة، ولقد ظهر لكل ذي عينين أن الغرض من هذه التبريرات هو حيازة منفعة شخصية رأسمالية باسم الدين وعلى حساب الأمة وتضحياتها.. نعم قد خان لأنه أخذ حقا هو للمسلمين جميعا بخاصة وللبشرية بعامة إذ لم يعمل لتوسيد الأمر لأهله واتبع هواه ابتغاء لدنيا يصيبها أو جيفة ينالها.
فمن مثلا سوف يرث الذي لا قرابة له في الأرض، ومن الذي سيأخذ حق الضعيف من القوي الظالم ومن يقاتل الطغاة المحاربين لدين الله، ومن يقتص وينزع الحق ممن اغتصب الأعراض ونهب الثروات كما نزعه الخلفاء في خلافتهم الراشدة الأولى ومن ومن ..؟! أليست دولة الخلافة الراشدة الثانية وخليفتها هم الذين سيوصلون الحق لأهله ومستحقيه من عرب وعجم؟!
وعليه فإنّ تركة النبوة لا تؤخر ولا تقتطع، بل تؤدى أمانتها كاملة كمثل ميراث المتوفى الذي لن يؤدى إلا عند العمل الجماعي المنظم لإقامة ميراث النبوة، وهو الحق الذي لا يجزَّأ ولا يتدرّج به ولا يؤخّر بل يؤدّى كاملا، إنه حق الناس جميعا على الوارثين كما هو حقّ لهم، فلن يؤديه بحقه كما أمر الله ورسوله إلا دولة الخلافة على منهاج النبوة وببيعة خليفتها الراشد.
قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم:
"إنَّ العلماءَ ورثةُ الأنبياءِ، وإنَّ الأنبياءَ لم يورِّثوا ديناراً ولا درهماً، إنَّما ورُّثوا العلمَ، فمن أخذه أخذ بحظِّ وافر"
الخلافةُ هي ميراثُ النبوَّة، بها يقامُ الدينُ وأحكام الإسلام، وبها تحمى بيضة الإسلام، وبها يأمن المسلمون وغيرهم وينالوا حقوقهم، وبها وحدها نعود من جديد خير أمة أخرجت للناس.
والحمدُ للهِ ربِّ العالَمين

للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية سوريا
رضوانُ الخُولِي أَبو أسامة