press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

khabar0402161

الخبر:


 علوش لـ"العربية نت": نشارك بجنيف لفضح جرائم نظام الأسد

التعليق:


 صار معنى العمل السياسي عند فئات من الإسلاميين هو فعالية تنطلق من الواقع وتنتهي إلى الواقع. وقد تكرر هذا المنحى كثيراً حتى أصبح منهجاً لدى القوم؛ يختلف في الدرجة ولكنه يتفق في النوع. فالبعض لم يجد غضاضة في الانخراط في عملية سياسية صاغها الاحتلال الأمريكي في العراق وأن يكون عضواً في مجلس الحاكم الأمريكي "بريمر"!

والبعض الآخر لم يجد غضاضة في الاشتراك مع حكومة "الأخ الرئيس" محمود عباس، مهمتها الأساسية حفظ أمن كيان يهود!
والبعض الآخر وقف جنباً إلى جنب، أو بالأحرى في الصف الخلفي، مع عصابة السيسي الانقلابية في مصر.

ولا يزال البعض لا يرى في العمل السياسي سوى مقعد وفير تحت قبة برلمان ديمقراطي مفصّل تماماً على مقاس الحاكم، الذي يحكم بغير ما أنزل الله بطبيعة الحال! وآخرون إن رأوا باب الوزارة موارباً قليلاً، دلفوا برشاقة بين طرفي الباب ليستوزروا في حكومة، مفصّلة أيضاً، على مقاس الحاكم!

وهكذا تتكاثر الحوادث لتشكل نمطاً ومنهجاً يجعل، باختصار، الواقع مصدر التفكير وليس موضعه. أو بلغة أخرى يفهمها القوم، منهجاً يكاد يضيف إلى الأحكام الشرعية الخمسة المعروفة (الواجب، والحرام، والمكروه، والمندوب، والمباح) حكماً سادساً وهو المتاح!

على كل حال، يتجلى اليوم هذا المنهج في أوضح وأبشع صوره، فيما يسمى بمفاوضات جنيف. المفاوضات التي تتأسس على بيان جنيف وقرار مجلس الأمن 2254، المفاوضات التي ترعاها أمريكا وروسيا، أمريكا التي أقر بعض "قادة المعارضة" تعرضهم لضغوط وزير خارجيتها "كيري" لحملهم على المشاركة في المفاوضات دون شروط مسبقة، وروسيا التي ما برحت تقصف وتدمر وتقتل المسلمين في سوريا. مفاوضات غايتها المعلنة سوريا علمانية تحافظ على بنية الدولة الأمنية والنظامية.

مفاوضات يشارك فيها ممثل "جيش الإسلام" كي "يوضح للعالم من هو الإرهابي الذي دمر البلاد وهجر أهلها وذلك بالوثائق والأرقام". ويكأن مشاهد الدمار والقتل والتشريد والتهجير والنزوح لا تنقل على الهواء مباشرة ساعة بساعة!
ويكأن رعاة المؤتمر؛ الدول الكبرى وتوابعهم الإقليمية، والذين يريد ممثل جيش الإسلام توضيح المأساة لهم، ويكأنهم لا تقطر أيديهم من دماء المسلمين في سوريا!

ألم تلامس أسماع المعارضة وكبير مفاوضيها شعارات أهل الشام في الجُمَع، ومنها "جمعة: أمريكا، ألم يشبع حقدك من دمنا - 19 تشرين الأول/أكتوبر 2012" و"جمعة: المجتمع الدولي شريك الأسد في مجازره - 1 شباط/فبراير 2013"؟!

قيل وكُتب الكثير عن خطأ وانحراف هذا المنهج عن جادة الشرع. ولكن حتى بمنطق الواقعية الذي أدمن عليه القوم، ألم يشاهدوا بأم أعينهم كيف وصل رئيس مصر السابق إلى قصر الرئاسة وسدة الحكم، حسب قوانين "المتاح" وقواعد لعبة السيد الأمريكي، وفي لحظة، قرر هذا الأخير أن فترة الضيافة انتهت، فانتقل الرئيس من القصر إلى الزنزانة؟!

نعم، هذه هي رأس الكفر أمريكا، وهذا هو المجتمع الدولي ونظامه؛ كفار لا يرقبون في المسلمين إلًا ولا ذمّة، ولا يستقيم التعامل معهم إلا من منطلق "نحن قوم أعزنا الله بالإسلام، فإن ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله".

يا الله... كم هي رخيصة مفاوضات جنيف، وكم هي غالية دماء أهلنا في الشام؟!

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
م. أسامة الثويني - دائرة الإعلام / ولاية الكويت

25 ربيع الثاني 1437هـ 
0416م