press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

khabar070216

الخبر:


 

استبعد وزير الخارجية الروسي لافروف توقف الغارات الروسية في سوريا قبل إلحاق الهزيمة بتنظيمي «الدولة» و«النصرة»، جاء ذلك عقب المحادثات التي أجراها في مسقط، وقال لافروف: «إنني لا أرى أي سبب لإيقاف عملية القوات الجوية والفضائية الروسية في سوريا، طالما لم يتم إلحاق الهزيمة بالإرهابيين».

وأوضح وزير الخارجية الروسي خلال زيارة للسلطنة استغرقت يومين التقى خلالها بعدد من المسؤولين بالدولة، أن العلاقات بين السلطنة وروسيا غير خاضعة لأي مؤثرات زائفة فهي لديها قيمتها الخاصة. وقال: نحن راضون عن هذه المحادثات التي تساهم في تطوير علاقاتنا الثنائية والتي ساعدتنا في تفهم عدد من القضايا الإقليمية. كما أشار إلى أنه سيكون هناك خط جوي قريباً بين البلدين وتدفق للسياح الروس ومشاريع في الطاقة والنفط.
من جهته أكد يوسف بن علوي بن عبد الله الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية، أن مسقط وموسكو لديهما آراء مشتركة حول ملفات المنطقة خاصة في سوريا واليمن وليبيا (المصدر: مسقط وعواصم ـــ عمان ـــ وكالات)

التعليق:


 

رغم إجرامها البَواح في حق المسلمين، إلا أن روسيا ما زالت تسرح وتمرح وتحظى بالترحيب من حكومات متواطئة معها عسكريا أو سياسيا في حربها الشنيعة على بلاد الشام. من الإمارات إلى سلطنة عُمان، تتسارع الحكومات في استقبال مجرم الحرب على العلن وبدون استحياء من شعوبها ومن إخوتنا وأخواتنا في سوريا الذين سالت دماؤهم، وانتهكت حرماتهم. وإنه من المؤلم والمخزي أن تُفتح الأبواب أمام أعداء الله ورسوله والمسلمين، وتؤصد أمام مئات الأطفال والثكالى والعجّز المسلمين الذين يقتّلون بأيدي ضيوف بلادنا!

والسؤال المطروح في هذا المقام: لماذا تأتي هذه التصريحات من بلاد إسلامية؟ ومن الذي منح لافروف هذه الجرأة حتى يهدد ويتوعد بمزيد من سفك دماء المسلمين، وهو ضيف رخيص على أرض المسلمين؟؟

تتكرر سياسة إعلان الحروب على المسلمين من بلادهم وبدعم من حكوماتهم، إمعاناً في إذلالهم وإشعارهم بالعجز، وترسيخاً منهم لعقلية الانهزامية أمام الغرب الكافر. فقد سبق لوزيرة خارجية يهود أن أعلنت الحرب على غزة من أرض الكنانة، وسبق لهولاند أن شن الحرب على مالي من الإمارات، وها هو اليوم قرينهم السفاح لافروف يؤكد من عُمان استمرار الحرب على المسلمين. هذه العداوة والبغضاء التي بدت من أفواههم ما كانت لتكون لولا وجود حكام خونة، ومباركة علماء السلاطين الذين يضفون الصبغة الشرعية على هذه المواقف المخزية ويجعلون منها تُكأة في محاربة الإرهاب. وكما تتشابه مواقف الأعداء من الغرب الحاقد المستعمر في تبني سياسة الإذلال، تتشابه مواقف الحكام في بلادنا في تبني سياسة الاستسلام والتبعية لأسيادهم.. فأن تستقبل بلد مثل عُمان مجرم حرب وتمنحه المنابر الإعلامية والسياسية فهذا يبين تصريحا لا تلميحا مقاومتها لثورة الشام المباركة ودعمها للسفاح بشار. فعدم مشاركتها في التحالف المحارب في سوريا كما شقيقاتها في منطقة الخليج، لا يعني عدم انحيازها واصطفافها مع أعداء الثورة.. وهذا ما يفسر موقف وزير الشؤون الخارجية في مسقط بقوله "إن مسقط وموسكو لديهما آراء مشتركة حول ملفات المنطقة خاصة في سوريا و اليمن و ليبيا"..

ويأتي الوجود الروسي "الحديث" في عُمان والإمارات ليبين احتدام الصراع البريطاني الأمريكي على منطقة الخليج، خصوصا أن عُمان "مستعمرة" بريطانية بامتياز. فأمريكا تقحم روسيا في المنطقة لتخدم بها مصالحها الاستعمارية ولتزاحم النفوذ البريطاني من خلال دعم مشاريع الطاقة و النفط التي كانت تتفرد بها شركات بريطانية، مثل شركة امتيازات النفط المحدودة وشركة بي بي، ومن خلال تدفق السياح و المستثمرين الروس..

فأن ترجع روسيا حاضرة في الشأن الدولي، وبالذات في منطقة الشرق الأوسط ومنها الخليج، فهذا لا يعني بسط نفوذها من جديد بعد تقلصه منذ تفكك الاتحاد السوفياتي، حتى أصبحت روسيا في طريقها للاندثار.. فعودتها الجديدة هذه ليست صحوة للدب الروسي، وإنما هي محاولة للزج بها وجعلها الواجهة القبيحة لسياسة أمريكا في المنطقة.

وتبقى ثورة الشام المباركة هي الكاشفة الفاضحة لمواقف الخيانة الجماعية، وهي كذلك القاضية على سياسات الغرب الحاقد من روسيا وأمريكا وبريطانيا، وهي الصامدة الأبية أمام مخططاتهم المرتجفة والقاصرة. فاللهم نسألك أن تبارك لنا في هذه الثورة وتكللها بدحر كيانات الاستعمار وإعلانها خلافة راشدة على منهاج النبوة.

 

﴿لَا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلادِ * مَتاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْواهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهادُ * لكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهمْ جَنَّات تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها نُزُلاً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَما عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرارِ﴾

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
فاطمة بنت محمد

28 ربيع الثاني 1437هـ
0716م