press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

khabar090216

الخبر:


قال متحدث باسم الجيش السعودي في 4 شباط/فبراير عام 2016 إن المملكة مستعدة لإرسال قوات برية إلى سوريا للقتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية. وقال العميد السعودي الجنرال أحمد عسيري اليوم لوكالة أسوشيتدبرس إن السعودية قد شاركت في ضربات التحالف الجوية ضد تنظيم الدولة منذ بدء الحملة التي تقودها أمريكا في أيلول/سبتمبر عام 2014، وهي الآن مستعدة للمشاركة بقوات برية، فقد قال عسيري: "نحن مصممون على محاربة وهزيمة تنظيم الدولة (داعش)". وقبل بضعة أشهر فقط قادت السعودية جهودًا لإنشاء ائتلاف دولي سني لمكافحة التطرف الإسلامي. فهل يمكن أن تكون سوريا هي المكان الذي سيخوض فيه هذا التحالف أول تجربة له أم أنها خيانة أخرى؟

التعليق:


رحب وزير الدفاع الأمريكي، آشتون كارتر، بحرارة بعرض السعودية إرسال قوات إلى سوريا. فقد قال: "هذا النوع من الأخبار هو موضع ترحيب للغاية". وأوضح كارتر أيضا أن اشتراك دول أخرى يجعل من السهل على أمريكا أن تقوم بتسريع حربها ضد تنظيم الدولة.

والمتتبع لمجريات الأحداث في سوريا سيلاحظ أن دولًا مختلفة تتدخل في سوريا تساعد بشكل مباشر وتدعم أمريكا في الحرب ضد معارضي أسد. وبما أن الأوضاع على الأرض قد تغيرت الآن، تريد واشنطن أن تتدخل السعودية وتضعف الجماعات الإسلامية التي ترفض العمل مع أمريكا. وبهذه الطريقة، فإن أمريكا - دون نشر قوات برية كبيرة - ستقترب خطوة واحدة للحفاظ على نظام أسد. وواشنطن معروف عنها قيامها باستغلال الآخرين للقتال نيابة عنها كما هو حاصل في الحالة الليبية. والتعاون السعودي مع أمريكا ليس شيئًا جديدًا، وهو يمتد لعدة عقود. فالقيادة السعودية دعمت الجهاد الأفغاني ضد السوفييت بالمال والسلاح، وبمقاتلين يحملون فكر المملكة الوهابي.

وفي عام 1990 استضافت السعودية مئات الآلاف من الجنود الأمريكيين في حرب الخليج الأولى، واليوم تقوم الرياض بالقتال في اليمن بناء على طلب أمريكا وتفكر في مشروع آخر في سوريا. فإذا كانت القيادة السعودية تهتم كثيرًا بأهل سوريا، فلماذا انتظرت مدة خمس سنوات - وبعد أن قام أسد بذبح مئات آلاف من أهل سوريا - لتتدخل في سوريا؟

والرياض تعاني بسبب انخفاض أسعار النفط وبسبب اعتماد اقتصادها غير المتوازن على النفط، وهي جراء ذلك لا تستطيع تحمل تكاليف خوض صراع آخر. غير أن ذلك لا يردع الملك السعودي عن بذل قصارى جهده لحماية المصالح الأمريكية في المنطقة، حتى لو أدى ذلك إلى إفلاس البلاد. وقد تظاهرت القيادة السعودية بحمايتها للإسلام وذلك على مدى عقود، ولكن في الواقع، هي من المدافعين عن المصالح الغربية. قال تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُواْ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيدًا﴾ [النساء: 60]

وسيستمر تردي أوضاع المسلمين في الشرق الأوسط وعلى مستوى العالم الإسلامي، ما لم تعتمد الأمة الإسلامية على قواها الذاتية وتبذل ما في وسعها لإقامة دولة الخلافة الإسلامية الراشدة على منهاج النبوة التي ستقوم من فورها بالقضاء على تدخل دول الكفر في العالم الإسلامي وثرواته. يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾ [الأنفال: 24]

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبدالمجيد بهاتي

30 ربيع الثاني 1437هـ
0916م

المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/radio-broadcast/news-comment/35416