press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

khabar120216

الخبر:


لقد أجبر التصعيد الأخير نتيجة للقصف الجوي على مختلف مناطق مدينة حلب السورية الذي تقوم به القوات الروسية والنظام السوري، أجبر ذلك عشرات الآلاف من المدنيين على الفرار من المنطقة والبحث عن ملجأ عند الجارة تركيا. إلا أن الحكومة التركية القومية العلمانية قد أغلقت حدودها في وجه هؤلاء اللاجئين اليائسين – ومن بينهم الأطفال الصغار والرضع، مما جعلهم عالقين في الأراضي الوعرة على الجانب السوري من الحدود التركية السورية، واضطرهم ذلك إلى مقاساة درجات الحرارة المنخفضة والأمطار الغزيرة، ولا يتوفر لهم في الغالب أي مأوى ولا حتى أي حماية من ظروف الشتاء التي لا تطاق. والكثير من هذه العائلات هي من بين أكثر العائلات فقرًا في سوريا، وقد مكثوا في منازلهم خلال هذه الحرب الوحشية التي ما زالت مستمرة منذ 5 أعوام بسبب عدم قدرتهم المادية على النزوح. غير أن وحشية الهجمات الجوية الروسية واحتمال مواجهة حصار النظام السوري الذي سيقودهم إلى الموت جوعًا مثلما يحدث لأهل مضايا، لم يترك لهم ذلك أي خيار سوى مغادرة المدينة. وقد استشهدت الصحيفة البريطانية تلغراف بحالة علي الذي يبلغ من العمر 29 عامًا والذي كان يتوسل حراس الحدود عند معبر باب السلامة من أجل السماح لأمه المعاقة بالعبور إلى مكان آمن. وكان قد خسر بالفعل 7 من أفراد عائلته في الحرب. ورغم علمه بالواقع البائس، فقد قال سليمان تابسيز، محافظ مقاطعة كيليس التركية الحدودية إنهم سيفتحون أبوابهم لهؤلاء اللاجئين فقط في حالة وقوع "أزمة غير عادية". وقد قال بعض أهل سوريا الذين التقتهم صحيفة تلغراف إنهم يعتقدون أن حرس الحدود قد حصلوا الآن على تعليمات بإطلاق النار على أي شخص يحاول عبور الحدود. وأفادت التقارير أيضًا أن السلطات التركية قامت في الأسبوع الماضي بإطلاق النار على فتاة تبلغ من العمر 12 عامًا وأصابوها في رأسها لأنها كانت تحاول أن تقوم بالسفر مع عائلتها من سوريا إلى تركيا.

التعليق:


من الواضح أنه ليس تركيا فحسب، بل جميع أنظمة الكفر في العالم الإسلامي عديمة الإحساس، ولا تحمل أي مظهر من مظاهر الإنسانية، وهي تتصرف بعجرفة مطلقة تجاه مفاهيم الأخوة الإسلامية وتزدريها ازدراءً تامًا. ولم تصمت هذه الأنظمة فقط عن ترويع المسلمين في سوريا لمدة 5 أعوام من الذبح والقتل، وإنما تتنافس أيضًا فيما بينها لمنع لجوء المسلمين إليها. وما هي قيمة إدانة النظام التركي القومي العلماني عندما يتعرض أكثر من ربع مليون مسلم للذبح، وعندما يتعرض أكثر من 11 مليون مسلم بريء للتشريد، وعندما يلوح في الأفق الآن احتمال إبادة جميع أهل حلب، وهل كل ذلك لا يشكل "أزمة غير عادية" لا تستوجب السماح لهؤلاء اللاجئين بالدخول إلى البلاد!!!

إن أنظمة الكفر في تركيا والسعودية والأردن وقطر وغيرها من الأنظمة في العالم الإسلامي قد خالفوا أمر الله سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّ هَـٰذِهِۦۤ أُمَّتُكُمۡ أُمَّةً۬ وَٲحِدَةً۬ وَأَنَا۟ رَبُّڪُمۡ فَٱعۡبُدُونِ﴾ [الأنبياء: 92]

وقد خالفوا بشكل تام أمر رسول الله ﷺ: «الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ، لاَ يَظْلِمُهُ وَلاَ يُسْلِمُهُ، وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللَّهُ فِي حَاجَتِهِ، وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرُبَاتِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ».
وعلاوة على ذلك، أعلنت الحكومة السعودية في الأسبوع الماضي أنها مستعدة لإرسال قوات برية إلى سوريا في أي عملية يوافق عليها التحالف الذي تقوده أمريكا – كما لو أن الالتزام بأحكام الإسلام لحماية إخواننا المسلمين يجب أن توافق عليه واشنطن! وفي الوقت نفسه، فإن تركيا عمليًا قد قبلت أخذ رشوة من الاتحاد الأوروبي بنحو 2 مليار يورو للقيام بواجبها الذي تفرضه مفاهيم الأخوة الإسلامية؛ من أجل إيجاد ظروف معيشية إنسانية للاجئي سوريا في أراضيهم بحيث لا يحتاجون للمخاطرة بحياتهم للسفر إلى أوروبا نظرا لتردي معايير الحياة الفظيعة التي يقاسونها في تركيا. وقد أشارت الحكومة التركية أيضًا أنه قد بلغت حدًا لا تستطيع بعده استقبال أي مسلم سوري؛ كما لو أن الالتزام بمفاهيم الأخوة الإسلامية والقيام بواجباتها تقدر بحصة معينة، مثل مفهوم حقوق الإنسان في الدول الغربية العلمانية التي يبلغ فيها الشعور بالإنسانية حد الإشباع بعد استقبال بضعة آلاف فقط من اللاجئين!! وعلاوة على ذلك، فإن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، عندما اتهمته روسيا بالإعداد لهجوم عسكري ضد قوات أسد، فقد رد على الاتهام بأنه "مثير للسخرية". لا حول ولا قوة إلا بالله! ونحن نسأل أردوغان... هل فكرة تعبئة وحشد إخواننا المسلمين في الجيش التركي لحماية مئات الآلاف من المسلمين وتخليصهم من الذبح هي فكرة "مثيرة للسخرية"؟!

لقد قتلت الأنظمة العلمانية القومية وأنظمة الكفر الأخرى في بلاد المسلمين مفهوم الأخوة الإسلامية. إن صمتهم على انتهاك شرف ودماء المؤمنين قد شجع أعداء الإسلام على ارتكاب أشد الجرائم الدموية ضد المسلمين. وإنها تحرك جيوشها لخدمة أهداف القوى الأجنبية ولتحقيق مصالحها القومية الأنانية ولكن ليس استجابة لأوامر الله سبحانه وتعالى في حماية هذه الأمة من الذبح. إن الواجب الآن الذي لا بد من القيام به دون تأخير هو هدم هذه الأنظمة الجبانة العميلة وإقامة دولة الخلافة الإسلامية الراشدة على منهاج النبوة على أنقاضها، فدولة الخلافة هي الدولة الوحيدة التي تقدر فعلًا مفهوم الأخوة الإسلامية، وهي التي ستبين الأهمية العظيمة للالتزام بأوامر الله سبحانه وتعالى من خلال الأفعال الحقيقية بدلًا من التصريحات الفارغة. ففي القرن السادس عشر، عندما كان المسلمون يتعرضون للاضطهاد على يد حكام النصارى، فقد قام الخليفة سليمان الأول بفتح حدود دولة الخلافة أمام المسلمين المضطهدين، وقام أيضًا بخطوة استباقية لإنقاذهم من محنتهم. فقد بعث أسطولًا مكونًا من 36 سفينة إلى إسبانيا لإنقاذ 70000 مسلم وأسكنهم في الجزائر. لذلك نحن نقول لأبناء جيوش المسلمين... اخلعوا حكام العار الذين يعتبرون أن حماية الأمة الإسلامية أمرًا "مثيرًا للسخرية"؛ وتحركوا دون تأخير لحماية مسلمي سوريا وأعطوا النصرة لحزب التحرير لإقامة دولة الخلافة الراشدة التي في ظلها ستكتسبون المكانة الحقيقية كحماة لإخوانكم المسلمين بدلًا من أن يمنعكم هؤلاء الحكام الخونة من الالتزام بأوامر الله سبحانه وتعالى.

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. نسرين نواز
مديرة القسم النسائي في المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

3 جمادى الأولى 1437هـ
1216م

المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/radio-broadcast/news-comment/35455