press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

khabar1202160

الخبر:


أنقرة (رويترز) - قال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو في مؤتمر صحفي مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل يوم الاثنين (2016/2/8) إن بلاده ستسمح بدخول نحو 30 ألف شخص يحتشدون على الحدود التركية السورية "عندما تقتضي الضرورة" مضيفا أنه لا يجب التهاون مع الهجوم الجوي الروسي على أساس أن تركيا سترحب باللاجئين.

التعليق:


لا نعرف كيف يفسر رئيس الوزراء التركي "الضرورة"؟ ونحن على ثقة أنه لو أمضى ليلة في العراء مع النازحين الهاربين من جحيم الإجرام الأسدي-الروسي المغطى أمريكيا لربما أفاقت إنسانيته (على فرض وجودها) على حقيقة المأساة التي يعاني منها أولئك النازحون.

طبعا هذا التصرف من حكام تركيا (أوغلو وصاحبه أردوغان) ليس مستغربا، فهم يتبعون السياسة الميكيافيلية العلمانية، ولا يهمهم أن تتضارب أقوالهم مع أفعالهم، فالغاية تبرر الوسيلة عندهم.

ولا يسعنا هنا أن نحصي جملة التصريحات العنترية التي سبق لكل منهما أن أدلى بها منذ بداية انتفاضة أهل الشام ضد طغيان عميل أمريكا بشار الأسد، من قبيل المثال نذكر تصريح أردوغان في حزيران 2011 بأنه لن يسمح بحماة ثانية في سوريا، وتصريحه في أيلول 2011 بأن تركيا لا تستطيع أن تستوعب أكثر من 100 ألف نازح من سوريا، ووصفه في 2013/5/24 الشعب التركي بـ"الأنصار"، ولاجئي سوريا بـ"المهاجرين"، داعيا شعبه إلى تحمل جميع مسؤولياته تجاه إخوانه أهل سوريا الذين فروا من ظلم نظام الأسد، ولجأوا إلى تركيا، قائلا "نحن أحفاد المهاجرين، وأحفاد الأنصار أيضا".

وهذا موقف كرره أمام لاجئي سوريا في ولاية "غازي عنتاب" في 2014/10/7 حين أعرب عن سروره وفخره باستضافة تركيا للاجئي سوريا، واصفاً إياهم بالمهاجرين الذين أُرغموا على ترك وطنهم، وأن الشعب التركي هم الأنصار، ولم يستح من تكرار كذبه في 2015/6/20 إذ أكّد استمرار بلاده في انتهاج سياسة الباب المفتوح مع اللاجئين، الذين أسماهم "المهاجرين"، قائلا "سنستمر في لعب دور الأنصار".

كل هذا بينما حمام الدماء في مسلسل الإجرام الأسدي-الأمريكي مستمر في سوريا، تحت سمع وبصر "المجتمع الدولي" الذي غض الطرف عن هذا الإجرام، تحت ذريعة "أخف الضررين" أي أن إجرام بشار العلماني لا يقارن مع شر الجرائم التي ارتكبها تنظيم الدولة والتي ضخمت في محاولة لجعل العالم يتغاضى ليس فقط عن آلاف البراميل المتفجرة التي سبق لمجلس الأمن أن نص على تجريمها وتحريم استخدامها في قراره 2139، بل أيضا لتبرير مشاركة روسيا في المزيد من الإجرام بحق أهل الشام (بعد أن عجزت إيران عن القضاء على الثورة برغم دخولها بثقلها وتوليها قيادة العمليات الميدانية اليومية بعد انهيار قوات النظام).

فهل هذا دور الأنصار يا حكام تركيا؟!

كيف ارتضيتم لأنفسكم خذلان أهلنا في الشام، ووقفتم موقف المتفرج بينما علوج الصليبيين الأمريكان و الروس يستبيحون بلادنا ويتخذوا منها مسرح تدريب لتجربة آلات القتل و الأسلحة الفتاكة؟!

لقد كان بوسعكم من 2011 أن تقضوا على طغيان بشار وما زال هذا بإمكانكم حين تعتصمون بحبل الله وتخشونه وتتبرؤون من العلمانية الكافرة التي ورثتموها من نظام مصطفى كمال...

وإلى المسلمين الصادقين في تركيا نتوجه بالقول:

يا أحفاد العثمانيين العظام الذين شرفهم الله بالذود عن الإسلام قرونا مديدة ورفعوا راية الجهاد حتى قلب أوروبا:

نناشدكم الله ألا تخذلوا أهليكم في الشام، وأن تأخذوا على أيدي الحكام السفهاء في تركيا وتقصرونهم على الحق قصرا فتلزمونهم بنبذ العلمانية الكافرة، وبتطبيق شرع الله كاملا غير منقوص، وبالعمل على رفع الظلم عن أهلكم في الشام وبإنهاء طغيان بشار الأسد وزبانيته...

فهلموا إلى هذا الشرف العظيم لكم فتفوزوا بمرضاة الله وعز الدنيا والآخرة...

﴿وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَـذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا﴾

نعم لقد تكفل الله لرسوله بالشام وأهله، ومن يتكفله الله فلن يضيعه.

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المهندس عثمان بخاش
مدير المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

3 جمادى الأولى 1437هـ
1216م

المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/radio-broadcast/news-comment/35456