press

حملة لا لجريمة الحل السياسي نعم لإسقاط النظام وإقامة الخلافة

banner

khabar12021600

الخبر:


انتقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بشدة الدعم الأمريكي لحزب الاتحاد الديمقراطي السوري الكردي، مؤكدًا أن سياسة الولايات المتحدة حوّلت المنطقة إلى "بركة دماء". وتساءل الرئيس التركي عمّا إذا كانت واشنطن تقف إلى جانب تركيا في الحرب على "الإرهاب" أم إلى جانب حزب الاتحاد الديمقراطي "الإرهابي"، وذلك في إشارة لدعم واشنطن لمقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية ضد "تنظيم الدولة". وفي حديثه عن أزمة اللاجئين، قال أردوغان إن الأمم المتحدة تطالب بلاده باستقبال اللاجئين بينما لا تقوم بدورها تجاههم، مؤكدًا أن تركيا أنفقت عشرة مليارات دولار على اللاجئين، ولم يصلها من تلك المنظمة سوى 455 مليون دولار. (وكالات)

التعليق:


عجيب أمر هذا الحاكم المدّعي، تارة يقول إنه الحليف القوي لواشنطن في منطقة الشرق الأوسط، ويتفاخر بذلك، وتارة يتذمر من جماعة لا تعدو كونها مرتزقة تستغلهم أمريكا لتنفيذ أجندتها. فالسؤال هو على ماذا تشكو؟ ولمن؟! إن كنت يا رئيس البلد الإسلامي القوي، المحاذي لسوريا، تبكي لما سيحدث لأهلنا في سوريا من خلال هؤلاء المرتزقة، حرصًا على أن يبقى ذنب دمائهم في رقبتك، فهذا لهو عين الخزي والعار الذي وصل إليه أمثالك من الحكام، أما إن كنت تبكي لأن واشنطن لم تعد تستكفي بما تقدمه لها من خدمات وعمالات، تغار لأنها تستعين بعملاء مرتزقة آخرين في المنطقة، فيجعلك هذا تحزن وتغضب لأنك لم تقم بواجبك نحوهم، وخيّبت ظن أسيادك في البيت الأبيض، فهذا هو عين العمالة، والحرص على كرسي الوهن الوهمي.

أما وصفك لسياسة أمريكا بأنها هي التي صنعت بركة الدماء في المنطقة، فهذا أمر قد صدقت فيه، لكن كن أكثر وضوحًا، إن أمريكا ما كانت لتستطيع أن تصنع ذلك لولا وجودك ووجود أمثالك من الحكام، الذين ابتُليت بهم الأمة، والذين سمحوا للغرب الكافر بأن يصول ويجول في المنطقة، يقتل ويذبح دون رادع، تمدونهم بالعون والهدايا، من سيوف وعروض اقتصادية وعسكرية، للمساعدة في قتل المسلمين، مثل البحرين، و الإمارات و السعودية حليفكم الاستراتيجي.

أما فزاعتكم، وحجتكم القديمة الجديدة، "تنظيم الدولة" ومحاربته، فهي أكذوبة من أكاذيب أسيادكم، يدعمها هو نفسه، كأن هذا التنظيم قوة عظمى نشأت في فترة لا يعلمها أحد، ولا يستطيع أحد أن يقضي عليها أو يوقفها! أليس هذا من الخيال؟! قواتكم وأحلافكم وأسلحتكم التي تغطي الشمس لا تستطيع أن تتعامل مع 20- 30 ألف مقاتل من التنظيم؟ أتكذبون على الناس أم على أنفسكم؟

وأخيرًا أنت يا أردوغان، إن من أبسط واجباتك هو إغاثة الملهوف، فكيف إن كان ممن فر من النار التي ساهمت في إعدادها؟! أتلقي بمسئوليتهم على غيرك، وتستجدي الأموال من الكفار لنجدتهم وإيوائهم؟! فأي دم هذا الذي يجري في عروقك؟ كيف تحكم؟ وبأية عقلية تفكر؟

إن الشعب السوري، والثورة السورية، سيحاسبكم على أفعالكم يوم لا ينفع ندمكم وبكاؤكم، ولا عويلكم، إن هذه الأمة الكريمة لن تبقى أبد الدهر تكتوي بنيرانكم، فالعاقبة لها وإن طال الزمن، وهذه المعاناة التي تعيشها ما هي إلى نار تشعل غضبها عليكم، ويصبّرها للنصر الذي ترجوه من الله، فانتظروا المجد القادم، المارد الهائل، الذي سيوقفكم عند حدكم، ويحاسبكم، ويعيد الأمور إلى نصابها، وترونه بعيدًا، ونراه قريبًا.

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. ماهر صالح - أمريكا

3 جمادى الأولى 1437هـ
1216م

المصدر: http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/radio-broadcast/news-comment/35457